الرئيسية » الذات » تطوير الذات » ماذا يفعل المظلوم اذا ظلم – كلام عن الظلم فى الحياة

ماذا يفعل المظلوم اذا ظلم – كلام عن الظلم فى الحياة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1261 المشاهدات
كيف اقنع اهلي بالزواج من حبيبي
أسماء: عمري ما فهمت جمله “ربنا ما بيرضاش بالظلم”
 
ايوه يعني ما بيرضاش وبس خلاص ولا بيتدخل لرفعه؟
انا ممكن احكي لك الف قصه عن ناس حياتهم نموذج للظلم والتنكيل، وممكن احكى لك عن الف ظالم وجلاد عاشوا وماتوا زي الفل
 
الا اذا كان المقصود ان عدل ربنا مؤجل ليوم القيامه، بس انا اضمن منين ان رحمته اللي وسعت كل شيء مش حتشمل الجناه هما كمان!
وحتى لو دخلهم جهنم ده حيفدني بأيه؟ ما كده برضك الظلم ما اترفعش
 
* عبدالغني: الشخص المظلوم هو الذي سمح لنفسه بالظلم. سمح للاخر بظلمه. بمعنى داخله افكار و معتقدات فاسدة. ليخرج من الظلم عليه اصلاح هذه المعتقدات والافكار الفاسدة السلبية. والدليل في القرآن (لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
 
أسماء: يمكن
 
عبدالرحمن: أولاً إجابة عبد الغني تحمل جزء ، أنا حابب إنك تنظري للموضوع من زاوية مختلفة أقرب للصواب ، مشكلة الظلم إنك تنظري إليه بنظرة بشرية محدودة حسب أفكارك ، بمعني سوريا جانب النظام وبشار يرى أنه علي الحق وأن الجانب الآخر ظالم ، وجانب الجيش الحر وأطراف المعارضة كلهم يرون أنهم علي الحق وأن الجانب الآخر هو الظالم ، حروب السنة الشيعة منذ حوالي 50 سنة إلي الآن وهي تقريباً تتمثل في كل الحروب المنتشرة في الوطن العربي الآن ولكنها فقط تأخذ شكل سياسي لكنها حروب دينية طائفية ، السنة يرون أنهم الحق وأن الجانب الآخر هو الظالم ، والشيعة كذلك يرون أنهم الباطل وأن الجانب الآخر هو الظالم
 
ماذا أريد مما سبق ؟ أن أقول لكي أن نظرتك ونظرتى محدودة جداً للأمور وأحياناً كثيرة تكون متطرفة وبنسبة كبيرة جداً هي ناقصة ، فمن الظالم ومن المظلوم هذا ما سيحدده الله لنا يوم القيامة لسنا نحن ، إن كنتي مؤمنة أن الله عالم الغيب وخلق الإنسان وهو المتحكم القادر علي كل شيء وهو العالم بكل شيء بحق وهو العادل الحق فبكل تأكيد أنتي تؤمني أيضاً أن هناك يوم قيامة وعندها تستطيعن أن تسألي الله نفسه عن أي أمر وقد ترين الله يحكم بين الناس المختلفين أمامك وتعرفين من الظالم ومن المظلوم ، من الحق ومن الباطل .
 
من المفترض من وجهة نظري ، علاقة بين ظالم ومظلوم علاقة طوائف وشعوب كما في سوريا وكما هو حال السنة والشيعة إذاً يجب أن نصل لحل نعيش فيه في سلام وتناغم رغم اختلافاتنا وكفانا غباء وكفانا تقديس لأنفسنا ولمذاهبنا ، وأن نعى بحق أن الله أكبر بكثير من قدسيتنا لمذاهبنا ولرجال ديننا المفضلين ، علاقة بين شخص وشخص أيضاً نصل لحل إما نعيش سوياً في سلام إن كنا جيران أو أصحاب في العمل ، وإن كنا زوجين فإما نجد حل أو الإنفصال هو أفضل حل ، الأهم أن الأنفصال يكون بالحسني وبالمعروف ونهاية العلاقة يكون الحب اللامشروط والتقبل والسلام .
 
لا أؤمن أن عدل الله مؤجل ، كل شيء وبالأخص الإفساد في الأرض نتيجته في الدنيا ، ونتيجته سريعة جداً ، ولكن الفكرة أن من تطلقين عليه مظلوم قد يكون هو الظالم ، وأيضاً أنتي لن تستطيعين أن تدركي كيف سيتحقق عدل الله فيه !
 
المجتمعات العربية ما تحدث فيها هو عدل ! ، نعم الحروب والصراعات والدماء عدل ، بعد أن وصلوا لدرجة عالية جداً من الكراهية لكل الناس والعداء للحياة نفسها وتقديس أنفسهم ، كان من الطبيعي أن يدمروا أنفسهم بأنفسهم ، هذا عدل لأن إنتشار مقدار الكراهية والجهل بالحياة الذي كانوا يحملونه سيسبب في إنتشار الحروب والدماء في كل أنحاء العالم ، فكان من العدل أن يموتوا هم فقط ويدمروا أنفسهم تدمير ذاتي ، وهذا حدث في القرن الماضى القريب لدور أوروبا ، ولو العرب يقرأون ويعقلون لما قادوا أنفسهم لنفس الطريق المييت ولبدأوا في طريق الحياة وإحترام قيمة الإنسان والعقل والحرية وأنتهى الأمر ببساطة بدون عناء وعذاب .
 
– في النهاية أحب أقولك في نظري أي مشكلة بين إنسان وإنسان ، في الغالب الأعم السبب في حدوث هذه المشكلة الإثنين وليس طرف واحد ، وفي حالة وجود مشكلة بين إنسان والله ، في الغالب الأعم الأكيد السبب في حدوث هذه المشكلة الإنسان نفسه بضيق آفقه وتمسكه بأفكاره ومشاعره الفاسدة وإدعاءه أنها الحق المطلق الذي يجب ان تسير الحياة والكون كله عليه أو أن أفكاره ومشاعره الفاسدة = الله !!
 
أسماء: اقنعنى كلامك ويمكن لما وقع عليا ظلم يمكن ربنا كان عايز يعلمنى حاجه انا لحد دلوقتى معرفتش هى ايه
 
عبدالرحمن: أكيد طبعاً ، كل حاجة في الدنيا درس جميل أو قاسي ، ومن لم يتعلم ويتغير ويتجدد بالفكر والوعي والقراءة والتأمل والملاحظة وبالحب ، يكون الألم خير معلم له !
.
-الفرق بين شخص وآخر تعرض لنفس الظروف هو رد فعل الشخص تجاه الظرف ، هناك إنسان برع وتفوق وسط الحروب السياسية وقتل أبوه أمام عينيه ومع ذلك أصبح واحد من أعظام علماء عصره وأفاد البشرية لآلاف السنين من بعده يدعى ” جابر بن حيان ” ، وهناك آخر يدعى ” هنري فورد ” أسس أعظم مؤسسة وشركة لتصنيع العربيات ” فورد ” في عصر مجتمعه ( أوروبا ) تعيش الحرب العالمية الأولي والثانية .
وهذه هي قصة حياة جابر بن حيان وجزء من فلسفته الخاصة: من هو جابر بن حيان
.
أسماء: شكرااااااا ☺
 
عبدالرحمن: عفواً 🙂 ، وشكرا ليكي علي سؤالك أنا بحب الأسئلة اللي خارجة من القلوب عشان بتخليني أفكر وأعصر نفسي وأطلع اللي جوايا ولما بطلع اللي جوايا بحس اني من جوا فراغ في فراغ فبرجع أعيش الحياة أكتر وأملى من جديد 😀 .. اتمني لك كل السعادة في حياتك ، ربنا ينور بصيرتك ويسعد قلبك يا سمسم ♥
.
أسماء: اذا كان كده هسالك على طول لان احيانا بحس انى متطرفه شويه فى اسألتى والمشكله انى دايما مش بوصل للحاجه اللى بتريحنى
 
عبدالرحمن: المشكلة بس أن قلب الإنسان هو أكثر منطقة حية بداخله ، بينما الدماغ البشري يفضل أن يبقي كما هو يعمل ليل نهار حسب ما تم برمجته عليه ، وهو يكره التغيير وأعمي ولا يرى ، القلب دائماً يسأل ويتفكر ويبحث ويحاول أن يجرب وأن يفعل ذلك وذلك ، بينما الدماغ تقول لا يريد كل ذلك يريد الثبات والسكون ، لذلك من يعيش من خلال رأسه فقط هو لا يعيش أصلاً هو يكرر ما تم برمجته عليه من قبل أبواه ومجتمعه ، بينما الإنسان الحي هو من يعيش من خلال قلبه وأكثر من يعيشون من خلال قلوبهم هم الأطفال .. وهم أفضل فطرة وأفضل صورة للإنسان علي الأطلاق وهم أقرب البشر لله <3
 
لا يهم أن تحصلي علي إجابة لكل أسئلتك ستظل الحياة غامضة وهناك حلقة مفقودة وجمال الحياة في غموضها ، أتذكر أنى كتبت خاطرة عن الاطفال منذ فترة في الموقع غير متذكرها بالتحديد ، ولكنها بمعنى فكر أقل وأشعر بالحياة أكثر .. فكر أقل واسأل أكثر ولكن أحيا الحياة من قلبك بحب أكثر .. أكثر الأسئلة التي يسألها الإنسان عن أي شيء حتي بخصوص مجال عمله إجاباتها لا تحتاج لرأس الإنسان مطلقاً ! ، تحتاج لشيء يسمي الحدس أو البديهية أو صوت الرب بداخل الإنسان أو صوت الروح .. بإذن الله ناوي خلال سنة أو أكثر أكون انهيت كتاب ( في قلبك كل الحياة ) سأتكلم عن هذا الأمر بالتفصيل لأنه مهم جداً .
 
أسماء: ربنا معاك وجزاك الله خيرا انا مشكلتى بتكون فى صوت الروح اللى جوايا يعنى مثلا انا مش ادرة اعترف باى حديث عن الرسول انا احساسى بالقران انه اصدق كتاب وان ما جاء عن الرسول ما هو الا كلام مجرد كلام نسب اليه عشان مصالح دوله وبس ودليلى على دا ان لو الرسول حابب يكون ليه احاديث كان كتبها فى حياته عقلى وقلبى مش ادرين يصدقو غير كده رغم كل الاعتراضات والانتقادات اللى بشوفها .
 
عبدالرحمن: وأنا كمان مؤمن أن الأحاديث مجرد نصائح جميلة ، نأخذ ما نشاء ونترك ما نشاء ، القرآن نفسه يجب أن نتفكر فيه وأن نترك الناس المتفقين معنا في الدين الإسلامي أو المختلفين عنا الإختيار الحر بكامل إرادتهم وحريتهم التي منحها الله لهم في الحياة وليس تفضل منا عليهم !! ، أغلب الأحاديث المنتشرة اليوم مجرد تجارة وبزنس كل مذهب او طائفة تريد نشر فكرها ..
 
أنا حتي أحترم فكرهم وهم أحرار لكن لا يقتلون الناس ويقتلون بعضهم بغباء ويقولون هكذا الله يريد !! .. حتي وإن آتوا بآية من القرآن !! .. هذه تسمي حماقة ، مفهوم الإنسان عن القرآن لا يساوي القرآن ، مفهوم الإنسان عن الإنجيل لا يساوي الإنجيل ، مفهوم الإنسان عن فلسفة إينشتاين لا تساوي آينشتاين ، مفهوم الإنسان عن الله لا تساوي الله !! .. كل إنسان يخرج ما بداخله ويعبر عن نفسه لا يعبر عن الله ولا عن الإنجيل ولا عن القرآن ولا عن آينشتاين ..
.
أسماء: فعلا معاك حق مفهوم الانسان لا يساوى الله اذا كل انسان على مفهومه عباده
 
عبدالرحمن: نعم ولذلك كل إنسان سيحاسب علي مفهومه الخاص عن الله في الدنيا قبل الآخرة.
.
أسماء: عارف انا حاولت الانتحار عشان اروح لربنا واكلمه من كتر ما انا كنت مضغوطه بس بردوا ربنا ماردتش وكانه عاوز يقولى دورى عليا جواكى سبحان الله
 
عبدالرحمن: وأنا بردوا حاولت الإنتحار وعشت حوالي سنة كالجثة المتحركة وأنفاسي كانت مختنقة من شدة الألم ، لأن مفهوم العرب وأهلي عن ربنا كان بيؤدي بي إلي زيادة الإكتئاب واحتقار نفسي واحتقار كل الناس المختلفين عني في الديانة او المذهب وكنت أكرهم أشد الكره وأبغضهم وأتمنى قتالهم !! .. وكل ما في الأمر أنا كنت أعبد أصنام فكرية مريضة وأن الله لم يزرع بداخلي كره أحد ولا حتى نفسي ولم يجبرني علي فعل شيء ، بل علي العكس قال لي هذا خطأ وأوضع الإحساس بشيء الخطأ بداخلي ومع ذلك يتركني أجرب مرة وآلف مرة .. ليجعلني اعي أن ما يقول أنه خطأ هو شيء يضرني ، وليس شيء يريد الله أن يمارس الديكتاتورية علي ولا أنه يريدني مذلول ضعيف بائس لا يتفكر ولا يعقل ولا يشعر !
.
عبدالرحمن: اسألي كما شئتي ، هل تعلمين ما هو الغريب حقاً ، أن الأطفال هم الأقرب إلي الله وهم الأنجح في عيش الحياة ( لأني أؤمن ان النجاح في الحياة هو عيشها ببحب وبسعادة وسلام مع كل شيء من حولك ) ، ومع ذلك هم أقل ناس يدعون معرفتهم بالله أو بالحياة ، ودائماً يطلبون العلم ويسألون عن كل شيء ولا يوجد تقديس عندهم لأي أحد ولا لأي فكرة مهما كانت ولا يوجد في قاموسهم شيء أسمه سؤال متطرف ! .. مجرد فضول وحب إستطلاع لفهم الحياة وعيشها من خلال قلوبهم هكذا خلقهم الله ، اسألي كيفما شئتي الأهم أني تعيشي أكثر وأن تشعري أكثر ولا تنتقدي نفسك كثيراً ولا تفكري كثيراً الفكر مسألة دماغ والدماغ البشري يدور في حلقات مفرغة من المعلومات التي بداخله وأحياناً كثيراً يرددها فقط أو يربطها ببعضها ! ، فقط أمنحي نفسك حبك كما هي في كل حالاتها ومراحلها المختلفة .. أعتقد أن هذا هو السر .
 
أسماء: حلو جدا انى اقرا كلامك دا فى الوقت دا بالذات لانى كنت وصلت لمرحله خلاص هفقد ايمانى وكان جوايا جفاء فظيع مش ادرة اتحمله لكن الحمد لله ربنا بردو رحيم بيا مش هنسى كلامك دا ابدا ..☺
.
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !