الرئيسية » أعرف » عاهات وتقاليد » ما معنى بر الوالدين

ما معنى بر الوالدين

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1183 المشاهدات
الشرك بالله في طاعة الوالدين - أحد أكبر مصائب الوطن العربي
ما معنى بر الوالدين؟
هل لو رفضت اختياراتهم لتسيير حياتي أصبح أنا هكذا غير بار بهم أي عاقاً لهم؟
 
سؤال تكرر في كثير من الرسائل التي تصلني بخصوص موضوع اختيار الزوج أو الزوجة أو اختيار العمل أو مجال الدراسة وعلاقته بطاعة الوالدين في هذا الاختيار.
 
واضح إن فيه اختلاط للمفاهيم عند كثيرة مننا عن تعريف “بر الوالدين” بالتحديد.
 
بإختصار: هناك فرق بين “البر” و “الطاعة”.
النبي عليه الصلاة والسلام عرف البر: “البر حسن الخلق” وليس الطاعة.
 
طاعة الوالدين تكون بر عندما تكون فيما يخص الوالدين، يعني أنك تتحدث معهم بلطف، تحنو عليهم، لا تهملهم وتراعيهم، تأتي لهم بطلباتهم، تأخذهم للدكتور حينما يأتي المرض… إلخ
 
أما طاعة الوالدين المطلقة فيما يخص حياتك أنت، حتى ضد رغباتك واختياراتك، وفي أمور حياتك الخاصة ومسئولياتك، مثل اختيار التخصص الدراسي، أو العمل، أو مكان السكن، أو اختيار الزوجة، أو اختيار اسم الأبناء، أو أي شئ بينك وبين زوجتك أو زوجك، فهكذا لا يصبح اسمه بر، لأنك إنسان بالغ عاقل مسئول وقادر على اتخاذ قرارات في حياتك وستتسائل عن اختياراتك هذه مثلهم بالضبط. رأيهم بالنسبة لك في هذه الحالة رأي قيم جداً ويحترم، ولكنه في النهاية رأي استشاري، ولو أصروا على إجبارك لتسيير حياتك على هواهم يصبح هذا تدخل في شئونك الخاصة وممكن تتفاهم معهم بأدب وبهدوء عن حدود مسئولياتك وحدود مسئولياتهم.
 
للأسف كثير من الأهل يستمرون في معاملة أولادهم البالغين على أنهم قصّر حتى بعد أن يصبحوا في الثلاثينات والأربعينات. بل أن البعض يتعمد تربية أولاده على الإعتماد التام على الأهل حتى لا يفقدون السيطرة عليهم. ونجد الأهل يجدون صعوبة أنهم يعترفون أن أولادهم وبناتهم كبروا وأصبحوا لهم أسر منفصلة، وأن أسرهم الجديدة هذه لا تتبع أسرة الزوج ولا أسرة الزوجة، وإنما هي وحدة جديدة مستقلة يتحمل مسئوليتها الزوج والزوجة الشباب، وليس أهلهم! ونرى حروب عنيفة بين أهل الزوجين على “ملكية” الأسرة الصغيرة الجديدة وأحقية السيطرة عليها، وهذه من أكبر المشاكل التي تؤدي للطلاق في جيلنا.
 
أكيد الموضوع أساسه مبالغة في الحب والحماية وإفراط في تحمل المسئولية تجاه الأبناء. لكن للأسف الموضوع ينقلب بسيطرة وحب تملك في أحيان كثيرة، وفي أحيان ثانية رغبة من الأهل في تحقيق ما فاتهم في الحياة من خلال أبنائهم بأنهم يدرسون أمر معين أو يشتغلون في مكان معين مثلاً كأنهم مجرد إمتداد لأهاليهم الذين أنجبوهم لكي يستمتعوا من خلالهم. لدرجة أن هناك بنات اشتكوا لي من تهديد الأهل لهم أنهم لو ما يتبعون كلامهم وأوامرهم ودخلوا كلية معينة أو عملوا الفرح بالشكل الفلاني أو يتزوجون بأي أحد لأن أهلهم نفسهم يحملوا أحفادهم، يكون هذا عقوق ويصبح ربنا غضبان عليهم! وللأسف هناك أبناء يخضعون للتهديد ويعيشون حياة في منتهى التعاسة وهم يتخيلون أن هذا هو بر الوالدين ورضا الله وهو أبعد ما يكون عن ذلك!
 
هذا هو أحد أنواع الابتزاز العاطفي الذي يُمارس بشكل ممنهج داخل الأسر المصرية للأسف.
 
– أرجو من الأهل الاعتراف باستقلال الأبناء، وتربيتهم على الاستقلال وتحمل المسئولية منذ الصغر لكي يفرحون بهم عندما يكبرون ويفتخرون بتربيتهم. وأرجو منهم أن يتذكروا أنه لا يمكن أي أحد أن يعيش أحلام أحد ثاني ولا يحققها بالنيابة عنه، وأنهم هم أنفسهم لا يعيشون أحلام أهاليهم، أذن لماذا يفرضون على أولادهم هذا الشكل الغريب من الحياة؟
 
– و أرجو من الأبناء طول البال والهدوء والأدب والاحترام وتعلم التفاهم الإيجابي مهما كان الموقف عنيفاً وعصبياً مع الأهل، وإن شاء الله عندما تثبتون لهم أنكم قد المسئولية أكيد سيفرحون وسيشجعونكم.
 
ربنا يصلح الأحوال للجميع.
 
.
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !