كيف نعيش بإسم الله اللّطيف !
…………………………………
( ولله الأسماء الحُسنى فادعوه بها )
*ادعوه بها : يعني اعبدوه بها ،
كيف تعبد الله بأسمائه الحُسنى ؟
بأن تدخل تلك الأسماء إلى وعيك وإدراكك ، وأن تعيشها في نفسك ، وواقعك ، فتتحسن جودة حياتك وتنال سعادة الدنيا والآخرة ،، وهذا هدف تلك السلسلة القادمة وهي بعنوان ( تأملات الأسماء الحُسنى ) ،،،
*اللٌطف في اللغة : دلالة على الخِفة والشفافية والرقة ، وإدراك خفايا الأمور بطريقة خارج الحواس المادية.
من أسماء الله اللطيف ، فلا تبحث عنه بفظاظة ، ولن تعرف اللطيف مالم تعرف نفسك وتتعامل معها بلطف ، لن تشعر بإسم الله اللطيف ما دمت لا تتعامل بلطف مع الحياة !
حين تنظر وتتعامل بلطف في الحياة ، تتلقى اللطف من اللطيف ،
وذلك اللّطف خفي غالباً لا يظهر للحواس ، انتبه ! ليس كل ما تراه بشعاً في الظاهر هو بشع في الحقيقة ،
ولكن في باطنه لطف خفي ، لا يدركه إلا لطيف الحِس.
**كيف تعيش بإسم الله اللطيف ، كيف تكون لطيف الحِس :
– تعامل مع الحياة بلطف ، بشفافية ، لا تغريك الكثافة والمادية ، هناك ما خلف الحواس ، حين تنظر إلى وردة بعين مادية فقط ، فهي مجرد مواد كيميائية وألوان ، أما حين تنظر لها بعين اللّطف ، فإنك ترى جمالها ، وتسرك تفاصيلها ،،
– تعامل مع نفسك بلطف وشفافية ، كن شفافاً وصادقاً مع نفسك ، وما ترغبه ، وما تنويه ، تعامل مع أختياراتك في الحياة بلطف وشفافية ، تعلم من الماضي ، خذ العبرة وأترك الفعل بذلك تتواصل مع مصدر اللطف.
– سيّر طاقة اللّطافة فور الإحساس بالإعاقة في أمورك ، تعامل مع الأحداث بقبول وتسليم أكثر ، تحرر من التشنج والتعصب بكل انواعه ،
– تعامل مع أهلك وبيتك بلطف ، لاحظهم ولا تراقبهم ، تابع أبناءك ، تفهم عقليتهم ، كن شفافاً معهم.
– تعامل مع الجماد بلطف ، أعتني بأدواتك وممتلكاتك من أجهزة وغيرها ، كلما أعتنيت بها خدمتك فترة أطول ووجدت البركة فيها.
– تعامل مع الحيوان بلطف ، دخلت امرأة الجنة بسبب لطفها بكلب كاد يموت من العطش.
– تعامل مع الناس بلطف ، مع تحديات الحياة قد تنسى اللطف في التعامل مع الناس ، الواعي يتذكر ويرجع ، لماذا ؟
لأنه يدرك أن طاقة اللطف متبادلة ، كلما تعاملت بلطف أكثر ، كلما أستقبلت من الحياة لطافة أكثر ، وكلما أقتربت من مصدر اللطف سبحانه أكثر.
أحمد المتعافي
هل ساعدك هذا المقال ؟