الرئيسية » الذات » السعادة الحقيقية » هرمون السعادة – السعادة ومنتصف العمر

هرمون السعادة – السعادة ومنتصف العمر

بواسطة عبدالرحمن مجدي
821 المشاهدات
هرمون السعادة - السعادة ومنتصف العمر

توصلت دراسة حديثة ثم إجراؤها عن السعادة إلي شعور الأفراد بسعادة غامرة في الفترات الأولى من حياتهم والفترات التي تسبق انتهاء أجلهم ، وقد تم التوصل إلي الشكل المنحي للسعادة الذي يتخذ شكل حدوة الحصان من خلال فحص بيانات استقصاء اجتماعي تم إجراؤه علي خمسمائة ألف شخص من جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ، فبعد استبعاد العوامل الأخرى التي تؤثر على مستوى السعادة مثل : الطلاق وفقدان الوظيفة ومستوى المعيشة ، وجد أن متوسط أقل مستويات السعادة يتراوح بين أعمار الأربعين والخمسين ويشعر الرجال والنساء في المملكة المتحدة بأقصى درجات التعاسة عند بلوغ سن الأربعة والأربعين .

ففي فترات حياتنا الأولى ستجد أننا نشعر بالتشويق والسعادة تجاه فجر كل يوم جديد ، أما في فترة الكهولة فيشعر الأشخاص بالسعادة لبقائهم أحياء نظراً لأنهم يقدرون أهمية الحياة وسرعة انتهائها ، أما عن الفترة ما بين سن الطفولة والكهولة ، فإننا ننظر إلي حياتنا فيها باستخفاف ولا نعطيها حق قدرها ، وبدلاً من أن نشعر بالتقدير تجاه ما بين أيدينا ، فإننا نتخبط في الحياة أثناء محاولة تلبية الاحتياجات اليومية .

نحن لا نتذكر الأيام التي تمر بنا ، ولكننا نتذكر اللحظات التي نعيشها في الحياة

يشبه المنحني الخاص بالشعور بالسعادة خلال فترة الحياة منحني السعادة الذي نمر به أثناء العطلات ، ففي بداية أية عطلة يشعر الأفراد بالسعادة الغامرة لابتعادهم عن المنزل فيستمتعون بأوقاتهم ، وبالمثل فإنهم يستمتعون في الأيام التي تقترب من موعد عودتهم إلي منازلهم ، اما بالنسبة للأيام بين يوم الوصول ويوم الرحيل فلا يتم تقديرها وتذهب هباءً .

لقد شعر العلماء الذين قاموا بإجراء ذلك البحث بالحيرة من النتائج ، كما ستشعر أنت أيضاً بالحيرة نفسها بعد قليل ، وبالنسبة لي تؤكد هذه الدراسة ما رأيته بالفعل يحدث في حياة عملائي ، فقد تعرفت على الكثيرين – خلال سنوات عديدة حتى الآن – ممن يقومون بحضور المحاضرات والدروس المتعلقة بتغيير أشكال حياتهم في الفترة التي نٌطلق عليها ” منتصف العمر ” ، لأنهم وصلوا إلي مرحلة يفترض فيها أن يكون لديهم كل ما يحتاجونه للشعور بالسعادة ، ولكن هذا يتنافي مع واقعهم ، كما أنني رأيت أشخاصاً يتكون لديهم هذا الوعي في وقت مبكر حيث لم تعد الأزمات مرهونة عندهم بفترة منتصف العمر ، فمع تزايد ضغوط هذا العصر والتي تبدأ في العشرينات من العمر.. أري بعض الأفراد الأصغر سناً خاصة من الرجال الذين يحاولون البحث عن أسباب ذلك ، ويطرح الكثير منهم هذا السؤال على نفسه : ” هل هذا كل شيء ؟ ” ؛ فهم يمتلكون كل ما ظنوا أنه سيجلب لهم السعادة ، ولكنهم ما زالوا يشعرون بأن هناك شيئاً ما ينقصهم.

المعاناة من أزمة منتصف العمر

لقد طلب مني مؤخراً أن أكون المتحدث الرسمي الذي يشرح دراسة قامت بها شركة “Norwich Union” ، وهي تعتبر أكبر شركات التأمين علي الحياة بأمريكا ، وقد توصلت الدراسة إلي أن أصعب فترات الحياة – والتي تعرف غالباً بأزمة منتصف العمر – أصبح يمر بها الرجال في سن مبكرة عما كان يحدث من قبل ، وقد ذكر حوالي 71% من الرجال – الذين تم إجراء الدراسة عليهم والذين ما زالوا في سن الثلاثين – أنهم يمرون أو مروا بأعراض أزمة منتصف العمر في هذا السن المبكر ، وذكر أكثر من ثلثهم رؤيتهم لصديق أو زميل يمر بأزمة منتصف العمر ، وترجع الأسباب التي تؤدي إلي حدوث هذه الأزمة إلي عقد الشخص مقارنة بين نفسه وبين أصدقائه من حيث الإنجازات المهنية أو المظهر أو الاضطرابات المالية أو المشاكل التي يواجهها كل منهم في حياته الزوجية ، كما توصلت الدراسة إلي أن هناك علامات لمرور شخص ما بهذه الأزمة بجانب قيادة سيارات السباق والاستعانة بالأدوات الميكانيكية والإليكترونية ، إذ يمكنك التعرف عما إذا كان هناك رجل يمر بأزمة منتصف العمر أم لا.. إذا انقطع عن العمل (56%) أو بدأ في ممارسة اليوجا (39%) أو استعان بكتب تنمية القدرات الذاتية (35%) .

ولا يوجد ما يعيب تلك الأمور في حد ذاتها ، فهي تشير إلي أن الرجال قد وصوا إلي مرحلة من حياتهم يبحثون فيها عن شيء خارجي يسبب لهم السعادة بصورة أكبر ، ولا تنجو النساء من تلك الأزمة ؛ فقد ذكرت الدراسة أن النساء يشعرون بضغط أكبر من الضغط الذي يتعرض له الرجال ( بنسبة تساوي 78% في مقابل 57% )، ولقد استخلصت من كل ذلك الحديث أن الأفراد يحاولون بشتى الطرق الوصول إلي تفسير لذلك ويريدون معرفة كيفية تحقيق السعادة وتحتوي بعض أقوال الحكماء والعلماء علي بعض التفسيرات الخاصة بذلك ، ومن ثم فدعنا نٌلقي نظرة علي ما توصلوا إليه .

اقرأ أيضاً: كيفية تحقيق السعادة ؟

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

2 تعليقات

Rania 14 نوفمبر، 2016 - 2:37 م

منذ ان بلغة 24 سنة وانا اعاني من افكار غبية جدا اني ضيعة شبابي واخاف من الكبر و اتمنى لو اعود للوراء بسنوات اخاف ان اخرج من عمر الشباب احس بغباء شديد من هذه الافكار لكن هذا الامر يرهقني جدا

رد
Aboda Magdy 18 نوفمبر، 2016 - 11:13 ص

الجسد يكبر ، بينما الروح ترتقي وتسمو ..
الشباب ، الطفولة هي حالة روحية قلبية ، لا علاقة لها بالجسد !
هناك الكثيرين من أجسادهم وأعمارهم تقول أنهم في عمر الشباب ، بينما دواخلهم تقول أنهم عجائز لا بل هم موتى ينتظرون الدفن !
.

رد

اترك تعليقك !