إِنَّ
كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى،
وَمَنْ
لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ
يُؤْخَذُ
مِنْهُ
إنجيل لوقا 19 : 26
عندا قرأت
هذه العبارة المأثور لأول مره ، بدت لي غير عادلة نهائياً . فهل يصح أن
"الغني" (صاحب الأموال) يحصل على ما هو أكثر ، والذي لا يملك إلا القليل
يفقد ذلك القليل الموجود لديه ؟ من النظرة الأولى يبدو ذلك غير صادق تماماً :
كان ليكون أكثر عدلاً لو أن "الفقير " يعطى أكثر ، ولكن في الكتاب
المقدس كتبت بشكل آخر . فالكتاب المقدس يقول إن الكون مبني بهذا الشكل . وبعد
تفكير طويل وصلت إلى نتيجة أن هذا القول المأثور مليء بفكرة عميقة جداً . وفي
الحقيقة ، ما الذي يمكن أن يكون أعدل من منح كل
شخص حرية
اختيار أفكاره الخاصة، التي سيتكون منها الواقع المحيط به ؟ ففي نهاية الأمر ، كل
شخص حر في تحديد كيفية حياته الخاصة .
هل تريد
تغيير الظروف؟ من أجل ذلك يجب تنمية طراز الوعي الضروري لديك . فالشخص الناجح يملك
دائماً وعياً موجهاً نحو النجاح ، والإنسان الميسور يصنع لنفسه وعياً مضبوطاً باتجاه
الغنى ، وأفكاره مكرسه للإيراد والرفاهية ، النجاح والسلامة المادية . هذا هو
أسلوب تفكيره .
"
أموره جيدة ، - تقول أنت – مفلحاً في التفكير بسهولة في النجاح ؛ ليس من الصعوبة
بمكان بالنسبة للغني التفكير بالدخل والرفاهية ، ولكن بالنسبة لي أنا فالحالة على العكس
من ذلك تماماً . أنا لست موفقاً؛ أنا فقير وظروف الحياة تشدني نحو الهاوية "
ليس
صحيحاً ! كلام خاطىء في الأساس ! فما يزعجك ليست ظروف الحياة ، ولا الحالة الصعبة
. شىء وحيد يعذبك ولا يسمح لك بتحقيق النجاح : إنه تفكيرك
، فالقليل من الجهد والتطبيق . وها أنت تتعلم توجيه أفكارك وتحقيق طراز الوعي الذي
تتمناه . فالواقع المحيط يمكن أن يتغير ، فقط بعد أن تحصل على شكل جديد للوعي ،
وليس قبل ذلك ، ولا بأي شكل . والوعي الجديد يجب أن يسير إلى الأمام .
أنت ،إذاً ، قررت ماذا تريد من الحياة؟ الصحة؟ عند ذلك
يجب أن تنمي وعي الصحة لديك ؟ نمً وعى الرفاهية المادية ؟ اصنع وعياً موجهاُ نحو
التحصيل المادي والرفاهية ، السعادة؟ نمً وعي السعادة . أتريد أن تصبح روحانياً
أكثر ؟ اعمل على وعي الروحانيات . فالمطلوب منك ، فقط ، تأمين الشحنة
الضرورية من الطاقة ، وعندها سيصبح هدفك حقيقة .
من الممتع معرفة أن حياتك ، وبغض النظر عن ظروف الحياة
في الماضي والحاضر ، وباستقلالية عن حالات الفشل السابقة ، تتغير ، لو أنك صرت
تغذي وعيك بالطاقة ! وهذه الإمكانية المدهشة ممنوحة لأي واحد ، وكل منا له الحق في
استخدامها أو عدم استعمالها وتركها جانباً . ومن أجل ذلك لا يلزم امتلاك نقود
كثيرة أو التمتع بموهبة خاصة ، أياً كانت . فالمطلوب منك فقط ، العزم علي إضاعة
بعض الوقت وإضافة الجهد المطلوب لتنمية الشكل المناسب من الوعي . هذا كل شىء !
يبقي التطبيق العملي.
عقلك مشابه للبستان الذي يمكن خدمته ويمكن إهماله . فأنت
بستاني ويمكن تنمية بستانك أو تركه مقفراً ، ولكن يجب أن تعرف أن تجبي ثماراً ،
إما للجهد الذي بذلته ، أو بطالتك ! فالعقل ، تحديداً ، يخلق الواقع المحيط بك .
يمكنك أن توافق أو
لا توافق على هذا.
يمكنك أن تفهم هذا وتجبر
عقلك على العمل بذاته , أو قد
تطلق كل شيء على عفويته ، سامحاً للعقل
بالعمل ، بحيث إن الإخفاقات
ستتبعك دائماً.
غير أن الواقع الذي
تعيش فيه ، سيقوم عقلك
[source]
1 , 2

0 التعليقات:
إرسال تعليق