ثم إنك لا تتزوج .. لا تتزوج أبداً حتی تشعر بلوعة الغريب الضائع .. وقطعة الروح المفقودة .. ولهفة العودة إلی وطن يسكنك من قبل أن تسكنه …
لا تتزوج أبداً .. ما لم تكن نفسك غادرتك و هامت علی وجهها تائهة تبحث عن مأوی بعينه .. سكن .. لا راحة لها إلا بوجوده ..
لا تتزوج أبداً .. ما لم تشعر بقلبك يخفق بالرحمة .. لا بالحب
الحب نار متقدة دافئة حيناً و ملتهبة أنانية أحياناً .. أما الرحمة .. بردا و سلاما تلطف نار الحب .. فتُبقي وهجها وتُذهب حرها ..
لا تزج بنفسك في وطن لا تنتمي إليه … لا تتزوج حتی تشعر بلهفة الغريب الضائع .. ثم تعود الی الوطن ..
– – – – – – – – – – – – – –
لدى إعتقاد … أن من وجدوا الحب … يتحدثون قليلاً
يدركون كم هو صعب إنقطاع النَفَس في المحاولات الدائمة لإبقاء ناره مشتعلة … كما يدركون حلاوة الصمت بجانب الدفء المتوهج منه ..
يعلمون أن بناء العلاقات مجهود شاق يترك آثاره على يديك كفلاح يداوم على زرعه عشرة أعوام حتى اخشنت يداه واسمر كفه ..
ويتعلمون المرة تلو المرة … أن إستمراره يعتمد على إبقاء مكانه سراً …
وأن التواصل يحتاج الكثير من الصبر … والتمسك بأسباب الحب رغم الخصام … والقدرة على غض الطرف والتسامح … والإصرار على البدء من جديد …
ويزداد تعقيدا كلما انضم أفراد جدد .. واتسعت المسافات وتعددت العلاقات وتراكمت سنوات العمر …
ولذلك من وجدوا الحب يتحدثون قليلاً … لأنهم يمضون العمر كله … في محاولة الحفاظ عليه ومراعاته …
– – – – – – – – – – – – – –
هل نحن سذج حقا لو قلنا أن الحب يمكنه أن يحرك الجبال … يقطع المسافات … ويطوي الأميال …
ربما .. الحب إرادة قبل كل شئ … إرادة مشتركة أن الأرض لنا و أننا لن نخضع للألف احتمال والألف العائق في طريقنا … لن نترك الرياح تدفع مراكبنا بعيدا … سنتسلق الأشرعة ونقف في وجه الأمواج العاتية والأمطار التي تغرق كل شئ … وبالحب ستتنصر إرادتنا … وبالحب يهون كل صعب …
– – – – – – – – – – – – – –
في قلبي .. أميل للأحباب والأصدقاء الذين تستقبلنا بيوتهم وقلوبهم دون سؤال …
ندخل … فنخلع عن أنفسنا الرداء … والحذاء … والإتيكيت … وألسنتنا والكلام …
لا يسألوننا فيما جئنا أو إلى أين الذهاب … هم حاضرون هنا والآن و هذا يكفي … وهم يعرفون أن هذا يكفي …
يصبون الشاي في أكواب زجاجية صغيرة بالقدر المضبوط… بقدر ما تحتمل أعصابنا … وتتعانق الأبخرة الساخنة المتصاعدة مع رائحة النعناع التي تفك سد الحنك الذي أكلناه بالخارج …
أذنٌ تسمع … ويد تربت على أكتافنا المتعبة … كلمات تطيب خاطرنا … وتذكرنا كيف ولماذا بدأنا …
نذهب … فلا يتكلمون إلا عن المحبة والإشتياق … ونتبادل الأدوار ما بيننا … يأتون ونذهب … ويذهبون ونأتي … فلا نسأل ولا يسألون … فيم جئنا … ولم حان وقت الرحيل …
هم دائماً هنا والآن … وهذا يكفي
– – – – – – – – – – – – – –
هناك دائرة مفرغة أدور في حلقتها كلما حاولت الكتابة عن تجارب الفشل …
إننا غريزياً نبحث عن محبة الآخرين وتقديرهم لوجودنا في الحياة … بطريقة أو أخرى … نقدم أفضل ما فينا للعالم … كل النجاحات التي حصلنا عليها … الحب الذي يحيطنا ويحمينا… العائلة التي ننتمي إليها … الأطفال الذين يشكلون إمتداد وجودنا والمستقبل الذي نشكله ويشكلنا …
ونحاول … أن نرسم صورة مثالية … أحياناً لتجنب الشكوي … للحفاظ على الخصوصية … أو لأن لحظة الوصول تنسينا كل ما شهدناه على الطريق …
المشكلة أن هذه الصورة الخارجية تخدع كل منا على حدة … ولأننا لا نعرف إلا دواخل أنفسنا وحكاوينا … نظن أننا وحدنا نفشل … أننا الوحيدون الذين شهدوا المعاناة والفقد والألم … نشك في أنفسنا وأننا لسنا محبوبين … لسنا ناجحين … لسنا أذكياء … لأنه على ما يبدو … كل الناس وصلوا بسهولة والمشكلة فينا …
وإذا أردنا كسر الدائرة … والتحدث عن العقبات التي دمت لها أقدامنا … إذا حكينا … عن الليالي التي بكينا فيها حتي النوم … إذا أخبرنا الآخرين … عن الشك … عن القلق … عن الخوف … عن كل التعثر الذي أوقعنا مراراً قبل أن نقف … نخاف … أن نقف وحيدون وسط الدائرة … الوحيدون الناقصون … العرايا من المثالية … بينما يرفض الآخرون أن ينضموا … ويقفون حولنا متمسكين بقناع المثالية …
وتستمر الدائرة في الدوران …. إلا لو تحلينا بشجاعة الوقوف طويلاً في منتصف الدائرة … بلا خجل من النقصان … ومن نظرات العيون الزجاجية المثالية والكلمات المختبئة خلف الشاشات … عسى أن تحمينا شجاعتنا وتُلهم الآخرين بالتقدم…
– – – – – – – – – – – – – –
أعلم أن الحياة شاقة .. وأن الوضع يزداد تقشفاً .. وأنها أحياناً تبدو وكأنها غلّقت الأبواب علينا وفي وجوهنا …
وأعلم أنه حتى التبسم في ظل السعي اللا متناهي والمشقة التي لا تعدُ براحة قريبة أحياناً يُعد رفاهية لا نملكها … وأن الأرض التي تتحرك من تحت أقدامنا وتدفعنا للوراء برغم كل الجري للأمام يجعل السلام النفسي أضحوكة … فما بالك بمد يد المحبة ومساحة الدعم للآخرين
لكن في وسط كل هذا الزخم .. علينا ألا ننسى أن من نحبهم لا يستحقون أن يعانوا من ثورة غضبتنا على أمور ليست بأيدينا ولا بأيديهم …
وعلينا أن نتذكر أننا نتكئ على بعضنا البعض وأن الضيق لا يجب أن يأكل إنسانيتنا ورحمتنا بأنفسنا وبالآخرين
– – – – – – – – – – – – – –
.
اقرأ أيضاً: خواطر عن الحب
اقرأ أيضاً: خواطر غادة السمان عن الحب
اقرأ أيضاً: خواطر رائعه عن الحب
اقرأ أيضاً: خواطر جميلة عن الحب
اقرأ أيضاً: خواطر حب قصيره روعه
اقرأ أيضاً: خواطر حب وعشق واشتياق
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!