الرئيسية » الذات » تطوير الذات » التفكر في الكون – التأمل في الكون

التفكر في الكون – التأمل في الكون

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2299 المشاهدات
التفكر في الكون - التأمل في الكون

في المقال السابق وضحت أكثر أهمية وقوة القلب في حياتك ( اقرأ: أعرف قيمة وقوة قلبك في حياتك ! ) ..

في مجتمعي لا أعلم لماذا نحارب أي إختلاف ! ونكره أي إختلاف !
ربما لنحافظ علي أستقرار المجتمع للسير علي وتيرة واحدة ..
وربما هي رغبة من يتحكمون في المجتمع من رجال دين أو سياسية..
وربما وهذا هو الأعتقاد الأكبر هو الحفاظ علي الإنجاز الوحيد في مجتمعي..
وهو القدرة علي إنتاج ملايين النسخ المماثلة.. أسلوب حياة وقوانين مقدسة ثابتة..
ولكن الأكيد أننا لم نحصد سوى زيادة نسبة الكراهية والفشل علي جميع الأصعدة الأسرية والإجتماعية والمهنية والإبداعية والرياضية والحياتية والإنسانية….

الآن أريدك أن تتأمل معي الكون من حولك.. تأمل الحياة من حولك..
كل شيء في الكون متناغم ومنسجم وناجح
كل شيء يسير علي عفويته وطبيعته ببساطة

الآن اجعل تركيزك علي حديقة من الأزهار .. ستجد ألوان مختلفة ومنوعة ومدهشة!
الزهرة الحمراء تكون نفسها ببساطة
الزهرة الزرقاء تكون نفسها ببساطة

ستجد أن الزهرة الحمراء لا تضيع وقتها ولا حياتها في محاولة لجعل الزهرة الزرقاء التي بجوارها حمراء مثلها !! ، ولا تحاول إثبات أنها علي صواب لأنها حمراء وأن الزهرة الزرقاء خطأ وتسير في الاتجاه الخطأ وتعيش حياتها بقوانين خطأ !! ، ولا تحاول أن تدخل في صراع مع الزهرة الزرقاء .

فالزهرة الحمراء جميلة ومتميزة وجميلة كما هي ، والزهرة الزرقاء جميلة ومتميزة كما هي .. وهذا ما لم يستطيع الإنسان إدراكه وفهمه إلي الآن !!

كلاً منهما له دوره يلعبه بهدوء وإنتظام إلا الإنسان يفكر !
وعندما يفكر يبحث كيف يثبت أنه علي الحق وغيره الباطل..
وعندما يفكر يبحث كيف يثبت أن خضوعه لأهله أو لمجتمعه دين الله..
وعندما يفكر يبدأ يدخل في صراعات مع من يخالفه ، وحتي لو في أبسط الأفكار..

عندما يفكر .. يفكر فقط كيف يثبت أن بيئته أو فكره أو اعتقاده عن الله هو الحق المطلق.. فيمنع عن نفسه وقلبه رؤية عجائب وأسرار وجمال هذا الكون الواسع وبكل تأكيد أيضاً لن يستطيع أن يري عمق نفسه .. ولا عمق قلبه .. ولا يري جمال نفسه الحقيقي ( أي يري نفسه بعيون الطفل الذي كان يعيش بداخله )

أعشق التأمل في الكون وأعشق النظر للسماء والقمر والسحاب والعصافير ..
أشعر أحياناً كثيرة أن الكون كله متناغم ومنتظم ورائع ..
كل ما في الكون مميز ومتفرد وجميل بإختلافه..

الكارثة تقع علي الإنسان أنه لم يستطع أن يكون إنسان ! ، لم يحترم إختلافه وتميزه وإيقاع نبضات قلبه المتفرد ، فقام بإغتصاب روحه أو ترك أحد يقوم بعملية الإغتصاب وهو يتألم في صمت !

وعندما يفكر يهدر الكثير والكثير من الوقت والجهد في إثبات أن الفشل أو المعاناة التي يعيش فيها الآن بسبب الكون أو الأهل أو بسبب القدر والحظ العبثي !
مع أن كل شيء منتظم ولا يحدث شيء عبثي !
( فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلا )
( إنا كل شيء خلقناه بقدر )
وكل شيء ف الكون جميل ومتغير بصورة تسرق العيون والقلوب
إلا الإنسان ثابت يتألم في صمت ، ويتغير من سيء لأسوء!
اقرأ: القدر والنصيب – القدر مسخر لك لا عليك !

لذلك الآن أريدك أن تتعرف علي أخطر وأهم نوعين من البشر ستقابلهم في حياتك..
1- من يريد أن يستعبدك
2- من يريدك أن تحيا

& من يريد أن يستعبدك دائماً سيحاول إلغاء عقلك وقلبك وقتل أي عاطفة وأي إحساس بداخلك إذا كان مخالف مع ما يؤمن به وما يريدك أن تسير عليه..
& من يريدك أن تحيا .. دائماً سيقول لك .. تفكر ، جرب ، أشعر ، أتبع قلبك..

سيسمح لك أن تعيش كما تريد .. سيسمح لك أن تعيش علي طبيعتك..
أما من يستعبدك لن يتركك إلا وأنت نسخة منه .. نسخة مزيفة بائسة ..
حتي لو كان الثمن قلبك أو سعادتك أو حياتك كلها ..
فهو لا يهمه كل ذلك فهو مادي لا يري وأنت جبان !

تركت دور الإنسان وأرتضيت أن تلعب دور الكلب المطيع .
ملحوظة: أقصد كل البشر الذين سوف تقابلهم في حياتك ،من أول الوالدين..
اقرأ: الإنسان المادي قادر علي تحويل الحب والدين إلي مادة !
اقرأ: الشرك بالله في طاعة الوالدين – أحد أكبر مصائب الوطن العربي

أريدك أن تعي وتدرك تلك الفكرة جيداً:
عندما يتبين لك الحق وتنكره وترفضه وتسوف في تنفيذه ( بسبب خوف من رد فعل من حولك أو أي نوع من أنواع الخوف تجاه شخص أو فكرة إجتماعية ) .. عندها فأنت تكون ظالم لنفسك وجاخد بنعمة الله عليك ؛ لأن الحق نعمة .. والحق يأتي لك كرسائل خاصة لك أنت فقط! .. يأتي الحق علي شكل أفكار تغير قناعاتك وشكل حياتك للأفضل وللأسعد أو أفكار عندما تبذل فيها الجهد والوقت والمال تكون هي سبب راحتك المادية في الحياة .. وتفتح عليك أبواب من الرزق والراحة المادية ..

( عندما ترفض تلك الأفكار ؛ فأنت تخون نفسك )

ابدأ تعلم أن تستمع إلي صوتك الداخلي.. فهي كالعضلة التي تحتاج للتمرين والممارسة والتجربة والخطأ لتقوي أكثر فأكثر..

المقال القادمة سأحاول أن أتحدث بشكل أعمق عن هذا الصوت الداخلي ..
صوت القلب

عبدالرحمن مجدي

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !