الرئيسية » قصص » قصص جميلة » قصة حب رومانسية جميلة وحزينة

قصة حب رومانسية جميلة وحزينة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1040 المشاهدات
قصة حب رومانسية جميلة وحزينة
“كنتُ في السابعة عشرة لما قابلتُ ديا، شابة قلما تجد لها مثيل، تصغرني بعامٍ ومُفعمة بالحياة، التقينا مصادفةً في كلية الفنون، وازدهرتْ صداقتنا على نحوٍ غير متوقعٍ. وعلى مدار ال۱۱ سنة التي مضت مررنا بمحطاتٍ كثيرةٍ جعلتنا نقع في حب بعضينا دون أن يعرفَ الآخر.“
 
“آلمني بُعدها حين رحلتْ لتدرس في مدينةٍ بعيدةٍ لبضع سنوات، فكتبتْ لي شهريًا أربع رسائلٍ، وعدنا بعضنا أن نلتقي مرةً أخرى، ورغم أنّي لم أعطها ما تستحقه من اهتمام إلا أنها لم تشكو أبدًا؛ فقد انتظرتْ بصبرٍ حتى يلتئم شملنا مجددًا.“
 
“تزوجنا عام ۲۰۰۳م، وعشنا تلك السنوات الأربع التي تبعتْ الزواج في هناءٍ وراحةٍ، فدائمًا ما كنتُ أفاجئها بهدايا غير متوقعة، وليالٍ من الأفلام، ومواعيد عشاء في الخارج، ورحلاتٍ دافئة قريبةٍ للقلب، وسفارٍ رائعة.“
 
“أبصرَ كل واحدٍ فينا أحلامه في الآخر، وخططنا لنبني عائلةً، وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد دخلتْ في نوبةٍ صرعٍ أظهر الفحصُ بعدها وجود ورمٍ في الجانب الأيمن من دماغها، ومنذ اللحظة التي شُخصِت فيها أخبرنا الأطباء أنها لن تعيش أكثر من عشر سنواتٍ على أبعد تقديرٍ، ما يعني أن المسكنات سترافقها دائمًا لتخفف آلامها إلى أن ترحل.“
 
“ومنذ ذلك الحين قاستْ ثقل ثلاث عملياتٍ جراحيةٍ، وجولاتٍ لا تُحصر من العلاج الكيماوي والإشعاعي – وكانت تلك المحاولات في سبيل أن نكسب وقتًا أكثر لأنعم برؤيتها على قيد الحياة.“
 
“ولما كان السرطانُ يتوغل أكثر في جسدها، ظلتْ تعتمدُ على نفسها في تلبية حاجات يومها، لكن حالتها أخذت تسوء أكثر في السنوات الثلاث الأخيرة، فاعتمدتْ كليًا عليَّ، وكنا في هذه المعركة سويًا لأكثر من عشر سنواتٍ، وفي كل سنةٍ تفقدُ عافيتها أكثر من السنة التي مضت.“
 
“وعلى عكس ما يعتقده الناس أنني السند الذي يُلهمها القوة ويعتني بها، لكن وجودي معها أعطاني من القوة ضعف ما أعطاها، فقد عرفتني إلى نقاط ضعفي، وطيبّت جروحي، وأنارت حياتي منذ دخلتها.“
 
“كنتُ أملك كاميرا أهدتني اياها ديا حين كنا في كلية الفنون، علمتني كيف أستعملها، وجعلتني أُدرك أهمية أن التقط ما يجمعنا من ذكريات، وعلى مدار السنين العشر الماضية وثقتُ لحظاتنا معًا لأحتفظ بها إلى الأبد، لأنني على علمٍ أنها قد ترحلٍ في أي لحظة يمكنُ أن تكون الأخيرة لي معها.“
 
“لما وقعتُ في حب ديا كانت في زهرة شبابها، وكانت تشعُ حبًا وتُلهمني لأحبها أكثر من ذي قبل – لكن الحُب في معناه الحقيقي هو ما أشعره اليوم، فلم أعد زوجها فحسب، بل الشريك والأب والأم. فحين تُقدم رعايةً لأحدٍ، فأنت تقوم بأدوارٍ كثيرةٍ، وفي كل دورٍ تُقدم نوعًا مختلفًا من الحُب، من الحُب الذي لم تشعر به من قبل. ولذا فإن وجودي قربها ليس تضحيةً بل خيارًا أردتهُ، وإن كنتُ لا أستطيع أن أُنقذها، فإنه يكفيني أن أستمر في حُبها بكل حالاتها، وفي كل نُسخها.“
 
“وفي كل يومٍ يمضي لي معها يموتُ فيَّ جزءٌ آخر لأنني أعرفُ أنها لن تبقى طويلًا، ومع ذلك عليَّ أن أُلقي عني متاعبي هذه وأجهز لها في الليل قائمةً من الأشياء التي تجعلها سعيدةً في اليوم الذي يليه.“
 
“أما السعادة بالنسبة لي، فتعني أن أستيقظ عند كل صباحٍ، وأعطيها عناقًا دافئًا ممزوجًا بابتسامةٍ، وأغسل شعرها وأمشطه، وأطبخ لها ما تشتهي من طعامٍ، ثم أجلسُ لأرى كيف تستلذ بما صنعته يدي. وأختم يومي بالقراءة لها، وأضعها في سريرها مع عناقٍ أكثر دفئًا. أريدُ أن أُمضي كل يومٍ في حياتي وأنا أفعل تلك الأشياء لها. “
 
“تُعاني ديا هذه الأيام من تراجعٍ في الذاكرة، وتحتاجُ مساعدتي في صغائر الأمور وكبيرها، وعلى الرغم من صعوبة ذلك، إلا أنني أزدادُ قربًا أكثر لها، فنحنُ كبشرٍ لا يمكن أن نتصور قوة الحُب، حتى نكون على حافة فقدانه.“
 
“أثارت كل تلك التفاصيل تساؤلاتٍ في رؤوس كل مَن عرفني، وألحوا عليَّ كي أتركها – لكن شتان بين المُحِب بحقٍ والذي لم يحب أصلًا، فالحب الحقيقي لا يمكن تركه ببساطةٍ، فلقد أعطتني ما لم أتصوره، وجعلتني لأكون على ما أنا عليه الآن، ولشرف كبير أن أفعل لها كل تلك الأشياء، وسأفعلها مجددًا، وفي كل مرةٍ لأنها ليست مجرد نصفي الآخر، هي أنا وقد وهبتُ حياتي لها.“
.
المصدر: سعيد كمال
.
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !