الفيسبوك هو عالمك الذي تصنعه بيديك ، كل ما تراه في الفيسبوك هو من صنعك أنت : الأصدقاء، الآراء، حالات الانسجام أو (العداء)، الفرح، الحزن، السعادة، الألم.
هذا هو عالمك الذي اخترت فيه شخصيتك، أسمك، صورتك، وأسلوب كلامك ، اخترت فيه بعض الأصدقاء والبعض الآخر هم أختاروك بناء على الشخصية التي خرجت لهم بها ، وسواء كانت حقيقية أم افتراضية لم يمنع ذلك الناس من الاقتراب منك أو الابتعاد عنك.
أنت صنعت عالمك الذي تريد ، من خلاله تواصلت مع الشخصيات
الأخرى، توافقت معها أو اختلفت معها ، أسعدتك و أسعدتك ، أو أغضبتها وأغضبتك . أجريت الحوارات العميقة وتبادلت النكات الساذجة، قلت كلاما تعنيه وآخر لا تعنيه.
مهما يكن فتلك الشخصية التي صنعتها بيديك اما كانت ناجحة أو فاشلة ، إن كانت ناجحة فمرحى لك وإن كانت فاشلة فلا تقلق، اصنع شخصية أخرى أو عدل الشخصية الحالية وأنظر كيف تتغير الأمور.
كن كاتبا، كن أديبا، كن عالما، كن ملهما، أو بسيطاً أو معقداً، أو تافهاً أو شريراً … كن من تشاء.. في النهاية قارن بين شخصيتك على الفيسبوك وشخصيتك الحقيقية وأنظر أيهما أنجح وأيهما توفر لك ما تتمناه.
خذ من الشخصية الأنجح وانقله للشخصية التي لم يوافقها النجاح في الاتجاهين، ليس هناك فرق بين الواقع والخيال ولا الفيس بوك أو الشارع الذي تسكن عليه.
إن كنت قد نجحت في الفيسبوك فخذ سمات تلك الشخصية وأطبعه على حياتك الحقيقية وإن كنت قد نجحت في الحياة وفشلت على الفيسبوك فاصنع العكس.
هل رأيت كيف أن الإنسان بحاجة للإنسان؟ بحاجة لبعض الحرية؟ شيئا من التفهم لينتعش وينجح؟ نعم، في حياتك العامة كن على أنجح ما تكون على الفيسبوك.
عبر، ناور، حاور، كن جميلا، كن فاتنا، كن أنيقا، كن صديقا، أنثر الكلمات العطرة في كل مكان: للرجل ، للمرأة، للطفل، لا تبخل عليهم بمشاعرك ، لا تبخل عليهم بأحاسيسك ، لا تسيء فهم كلماتهم، لا تحاول تفسيرها أكبر مما هي فعلا وستجد بأن الحياة جميلة، بل فاتنة.
الآن أنقل لحياتك في الواقع .
عارف الدوسري
هل ساعدك هذا المقال ؟