الرئيسية » أعرف » العقل الباطن » التخيل في علم النفس

التخيل في علم النفس

بواسطة عبدالرحمن مجدي
3071 المشاهدات
الامان الاجتماعي - انكار الذات في علم النفس
التخيل
 
تدخل شرفتك الهادئة مصطحبا معك كأسا من مشروبك المفضل.. تجلس على الأريكة الوثيرة.. تسترخي قليلا وتتأمل ما حولك وتستشعر اللحظة.. ياله من مساء لطيف.. سماء صافية زرقاء.. نسيم ريحان خفيف يتهادي من حديقة المنزل.. هديل حمام تسمعه من بعيد.. ترشف رشفة من مشروب النعناع الأخضر.. تشعر بهدوء عميق وسلام.. تتضجع.. تغمض عينيك.. تبدأ سلسلة من افكار.. ترسم مستقبلك الجميل.. طريق واضح المعالم تمشيه.. تشعر بثقة وإنجاز.. هو ذا نجاحك ماثل أمامك.. تراه تسمعه تلمسه.. سعادة تغمرك.. تبتسم.. تذوب.. تهيم.. وتنام .. تنام.. تنام. مع زقزقات الصباح تفيق.. تزفر تنهيدة راحة.. تقوم.. تعد نفسك.. تصلي صلاتك.. تفتح باب منزلك وتتوكل على الله.. متوجها إلى عملك وصدرك مشروح.. وعقلك مفتوح.. وأملك عريض وطموحك يسبقك.. تشق طريقك في الحياة.. لتجد نفسك تمضي في ذات الطريق.. وتعيش ذات التفاصيل.. وتشعر بذات الثقة.. وها انت الآن تحرز ذات النجاح الذي رأيته منذ خمس سنوات.. في شرفتك.. يا عزيزي لا تتعجب إنه التخيل..
 
والتخيل نوع من التفكير المقصود.. والأفكار طاقة تنطلق في اتجاهين.. الى الجسد فيتحفز وينشط ويقوى أو يخبو ويخور ويمرض.. وإلى الكون فترسم لك مسار سعيك.. وتجذب إليك كل ما يساعد نواياك من ظروف وأحوال وجنود مجندة لتحقيق هدفك المنشود.. نعم إن خيالك قلم تخط به حكاية مستقبلك..
 
يقول العلماء إن العقل لا يميز بين ما هو واقع وما هو خيال.. لا سيما إذا تجسد خيالك بصورة ولون وصوت وإحساس.. ويتحدثون عن مدى فاعلية تقنية الأوتوجينيك في تحقيق الأهداف.. فعند تخيلك لنفسك قبل النوم وأنت تبلى بلاءا حسنا في عمل أنت مقبل عليه.. بشرط أن يكون خيالك دقيقا مجسدا بكل تفاصيل هذا العمل.. فهذا يرفع مستوى أدائك لنسبة تتجاوز ال 30 % عما لو كنت دخلت المضمار بلا تخيل..
 
فالتخيل يدفع الدماغ إلى إصدار أوامره للغدد أن تفرز هرموناتها وللعضلات أن تتأهب لتعينك على أداء المهمة بكفاءة عالية.. حقيقة أنت تملك بين جنبات عقلك ما تصنع به واقعك.. الخيال قوة إما لك وإما عليك.. فاحذر تخيلك السلبي.. وامض في حياتك بخيال إيجابي يعدل مزاجك ويعفيك ويشفيك من أمراض النفس والبدن.. وقد برزت مؤخرا قوة التخيل في شفاء أمراض المناعة وضغط الدم وعلاج السمنه وغيرها.. وبتخيلك الإيجابي أيضا تستطيع أن ترسل طاقات المحبة والسلام لشركاء الحياة فتتحسن علاقاتك بالآخرين..
 
كما يرفع التخيل من قدراتك الحدسية ويجعلك أكثر انفتاحا على همس أصواتك الداخلية.. ويمنحك وضوح الرؤيه وحس الهدف والثقة والثبات والتحفيز والأمل العريض في الحياة.. وحقيقة أرى أن أخطر ما يقدمه لك التخيل هو دوره المؤثر في تغيير عاداتك المزمنة.. وذلك من خلال ربط ما تريد اكتسابه بالسعادة في أفكارك وربط ما تود التخلص منه بالشقاء.. ونحن نرى مثلا فشل الكثيرين من مواصلة برامج الحمية الغذائيه.. لأنهم حقيقة يربطون ذهنيا بين الحمية والحرمان.. فتضعف نفوسهم وتنهزم في منتصف الطريق.. ولو أنهم ربطوا بين الحمية والصحة والجمال وتقدير الذات.. لقويت نفوسهم وتمكنوا من بلوغ الهدف.. هذه هي قوة الأفكار..
 
يقول اينشتاين.. القدرة على التخيل أهم من المعرفة.. فقط عليك أن تدير دفة خيالك بوعي كامل وفهم واضح لإستخدامك أداة التخيل وإلا تحول الأمر إلى مجرد أحلام يقظة تهرب إليها من واقعك المرير.. إن التخيل فن ومهارة عليك إجادتها.. بل إن جودة العقل ذاته تقيسها جودة الخيال.. وجودة الخيال تعني دقته وتجسده بكل التفاصيل السمعية والبصرية والحركية الخاصة بالفكرة.. حقا إن التخيل هدية الخالق لك لتصنع بها حياتك.. فتعلم كيف تفعلها.. قد لا تستطيع أن تذهب إلى القمر.. لكنك تستطيع أن ترى نفسك عليه.. عزيزي.. إن عالمك السعيد يبدأ في رأسك.. فإبدأه الآن.
 
وبدوري سأمدك بتمارين ترفع من كفاءة تخيلك بإذن الله.. تخيلوا تسعدوا.
.
– تمارين التخيل والحدس بالرابط التالي: تمارين التخيل – كيفية اتقان التخيل
.
.
اقرأ أيضاً: قوة التخيل
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !