الرئيسية » قصص » قصص مضحكة قصيرة » مواقف وطرائف مكتوبة

مواقف وطرائف مكتوبة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
3546 المشاهدات
قصص مضحكة حقيقية قصيرة
أقول لحبيبتي أن وجودها يحفظ توازن الأشياء، وأنها ألطف من ألطف شيء‪،‬ وأتلو عليها الغزل الذي حفظته في الثانوية العامة. أعترف لها أنها أجمل من كل البنات اللاتي عرفتهن، فتنسى كل دا، وتمسك في حتة البنات اللاتي عرفتهن.
– – – – – – – – –
معلومة ظريفة قد تجعل يومك أفضل قليلًا: “هاكونا ماتاتا” هي عبارة باللغة السواحلية من وسط شرق أفريقيا، تعني “لا تقلق”، وترجمتها الحرفية (هاكونا: لا يوجد) و (ماتاتا: مشاكل).
– – – – – – – – –
كنت واقفًا في ستاربكس، منتظرًا القهوة، أفكر في الأشياء، لما جاءت فتاة شقراء، تنتظر القهوة مثلي، ثم لاحظت بطرف عيني أنها ملتفتة إلي بشكل ملحوظ، بل وتمرر يدها في خصلات شعرها، تصلح من وضعه، علامةً معروفة على الاغراء، فلم أمنع نفسي من الابتسام في ثقة، وكدت أقول أني فلاترد بط نوت إنترستد، لكن جاءت القهوة، ولما أخذتها قبل أن أنصرف، اكتشفت وجود مرآه كبيرة، كانت وراء ظهري طول الوقت.
– – – – – – – – –
ظهر ليا دلوقتي في اليوتيوب إعلان عن مرسيدس الفئة الأخيرة. ليا أنا. أنا. لما بشتري باكو لبان بقسم تمنه على عدد اللبان إلي فيه، وأشوف كل لبانة واقفة عليا بكام. أنا. ظهرلي أنا إعلان عن مرسيدس الفئة الأخيرة. مش أي فئة. لأ. الفئة الأخيرة.
– – – – – – – – –
كلهم مروا من جانبي، إلا أنت، كسرت عليا وشلتلي المراية.
– – – – – – – – –
أقول لكِ أنكِ أجمل من خطا على الأرض بقدميه، ولما تنظرين إليّ تصدقين أني أقول الحقيقة، علشان الأفلام بوظت دماغك يا منار.
– – – – – – – – –
أنا عارف وإنت عارف، وأنا عارف إن إنت عارف، وإنت عارف إن أنا عارف إنت عارف إن الرسايل بتبان في نوتفيكيشن الموبايل من غير ما تتفتح، و”معلش لسا شايف رسالتك دلوقتي” مقولة كاذبة من قلب ميت بغير ضمير، والحياة قصيرة والليل طويل، وحلّ عني أحل عنك، والصبر جميل.
– – – – – – – – –
إنتي أحلى بنت شفتها في حياتي خلال آخر ساعتين.
– – – – – – – – –
أنا غير مسئول عن أي حاجة قلتها وأنا حزين، جعان، بستلف منك فلوس، أو قلتها على الماسنجر.
– – – – – – – – –
منذ زمن بعيد، في ليل يوم طويل، كان صديق الطفولة أحمد جمال عندي في البيت، وكالعادة جعنا، قلنا نطلب ديليفري، سي فود، وانتهت الأمسية بخلاف مين هيعمل الأوردر مننا، بسبب تشابه مشاكلنا النفسية وخوفنا من تحمل المسئولية، والكسل، والنطاعة، وأشياء أخرى.
 
بعد ساعة من النقاش، وجوع متزايد الوتيرة، تصرفنا كأشخاص عقلاء راشدين، وتركنا عملة معدنية تقرر بدلًا منا، ملك وكتابة، ومال الحظ لي، وميل كفتي، وعمل هو الأوردر من تليفوني. منذ هذه اللحظة تم تسجيل رقم تليفوني في المطعم بعنواني، ولكن باسم أحمد جمال.
 
من بعدها كل مرة أتصل بالمطعم، يسألني الراجل هناك: أستاذ أحمد؟ فأرد بكل ثقة آه، أنا أحمد، وأتعامل معه باعتباري أحمد جدًا حتي لا يشك فيا.
 
من ساعتها كل مرة أكلم ديليفري تاني أصاب بالتوتر المعهود كإني على وشك الاعتراف بجريمة، لكني عندما أكلم مطعم السي فود، أتكلم بثقة وطلاقة، لإني مهما فعلت، هيقفل الراجل السكة متعجبًا من غرابة أطوار أحمد جمال مش أنا. أنا في السليم.
 
هنا انفتحت ذائقتي لانتحالي شخصيات الآخرين. كل مرة أكلم مطعم جديد أكون شخصًا جديدًا، مما أتاح لي حرية مطلقة في التعبير عن نفسي والفضفضة في غير محلها، فأطلب شيش طاووق كومبو، وأشتكي للراجل من الوحدة وتغير الزمن، وأطلب من غيره بيج تيستي وأحكي للراجل عن رأيي الصادق فيما يحدث حولي، وخوفي من المستقبل، وأشياء أخرى.
 
لكل منا أحمد جماله الخاص.
– – – – – – – – –
صحيت الصبح لقيت الدينا بتمطر، خرجت للبلكونة علشان استنشق نسيم الصباح ورائحة المطر، لقيت تحت شجرتي العجوز ولد وبنت مكسوفين، بينهم متر واحد تقريبًا، الولد كل شوية يحط إيده في جيبه ويطلع إيده من جيبه، ويقول حاجة فالبنت تضحك وتغطي ضحكتها بايدها، تبص في الارض وترفع عينها عليه، فهو يدخل إيده في جيبه وميعرفش يعمل ايه لما هي تضحك، يقول حاجة ويحتاج يشرحها بإيده فيطلعها من جيبه، والدنيا بتمطر، وهي مكسوفة فتضحك تاني، فهو يدخل إيده في جيبه في سيمفونية عذباء من الشباب الأخضر، وقررت ألا أتلصص عليهم زيادة عن كدة فدخلت، عملت قهوة ودعيت ربنا يصلح حالهم.
– – – – – – – – –
زمان وأنا في المدرسة، في أحد الأيام الممطرة، غاب أصدقائي كلهم بالصدفة، وكانوا إتنين بالعدد، فالصدفة معقولة، ووجدت نفسي حزينًا ووحيدًا في الفسحة، والمطر الناعم يداعب حوش المدرسة. قررت أروح المكتبة. كانت خالية تمامًا، وهو أحد أسباب سحر المكتبات بالمناسبة. لفيت بين الكتب لفترة واخترت في النهاية كتاب بالإنجليزي عن العلم والعلماء، غلافه أخضر مريح، مثل لون عين الحبيبة وثوبها، لما تلبس حاجة تليق على لون عنيها. ولم يمنعني إني في الوقت دا معنديش حبيبة من قراءة الكتاب. بصعوبة وبطء لإنه بالإنجليزي ولإني تعليم حكومي.
 
يومها قريت شيء غريب. أثر فيا بشكل غير واعي. قريت عن عالم عبقري له أثر بالغ على الأسماء الكبيرة في الغرب، من أمثال يوهانسن كبلر وليوناردو دافنشي. رجل غريب من أدنى الأرض. إسمه “الحزين” Alhazen. كان في القاهرة. ربما يكون هو مؤسس مبادئ المنهج العلمي نفسه.
 
يومها وأنا راجع الفصل، والمطر يثير كل أنواع الخيال في ذهني، فكرت في نوع الرجل الذي يلقبه أقرانه بـ”الحزين”. ليه تفرغ للعلم؟ ليه حزين؟ لابد إنه وقع في هوى بنت جميلة خضراء العينين، وسابته واتجوزت السلطان. كلاسيك جيرل موف. ربما انعزل عن العالم وقتها وانكب على الكتب، وأسس مبادئ العلم علشان ينسى.
 
دارت الأيام، وعدت للمكتبة في يوم آخر غير ممطر، ولقيت الكتاب في مكانه، لم يمسه أحد، وقررت البحث عن معلومات أكتر عن الراجل الحزين. لما كملت قراية اكتشفت إن إسم الراجل كان فيه خطأ مطبعي شهير وقتها بين العلماء الغربيين، وإنه كان Alhasan وإنه كان الحسن، الحسن بن الهيثم، وإنه مكانش حزين ولا حاجة، وليست عنده حبيبه خضراء العينين، وإن المطر أثار خيالي لا أكثر، وتسائلت بيني وبين نفسي، ليه الحزن بيلاقي طريقه دايمًا ما بين الأخطاء المطبعية، والقصص التراثية، والمطر، والمكتبات الخالية، والكتب خضراء الغلاف، حتى يصل إلي.
– – – – – – – – –
مرة زمان كنت في ميكروباص في سفر ليلي طويل، وكان الطريق مظلم وفاضي تمامًا، والسواق طاير كإنه سايق طيارة. لما قربنا نوصل وطي الأغاني ونور لمبة السقف البنفسجي الخافتة، في إشارة واضحة لنا كحضرات إننا نلم الأجرة مع بعض. وهي عادة لحظات عصيبة فيها ناس مش معاها فكة، وناس نايمة بتحلم بأشياء سماوية وإلي جنبها بيصحيها للواقع القاسي علشان تدفع، وفيها ناس لما تخبط على كتافهم علشان ياخدوا الأجرة منك يعملوا نفسهم مش واخدين بالهم، وأشياء من هذا القبيل سيء الطالع والسمعة.
 
الجميل وقتها، والغريب، ونادر الحدوث، هو إن الصدفة تدخلت وطلع حساب الكنبة الأخيرة مقفول بدون باقي، وإلي كان عايز باقي عشرين طلع مع إلي جنبه باقي عشرين بالظبط، فحصل هات وخد من سكات، والناس معاها فكة، والسكة سالكة، وتم تجميع الأجرة بسرعة وسلاسة وتناغم بسيط وسهل.
 
بعد أن ناول آخرنا السواق أجرته، وقاله حسابك مقفول يا ريس، شاع جو من الإنجاز بين الجميع، ظهر في نظراتنا لبعض، كشركاء في مشاهدة معجزة لا تتكرر، وأصبح بينا رابط خفي يجمعنا للأبد. حتى لما السواق طفي اللمبة البنفسجي، كنا شايفين بعض في الضلمة.
– – – – – – – – –
.
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !