الرئيسية » قصص » قصص مضحكة قصيرة » مواقف مضحكة مكتوبة

مواقف مضحكة مكتوبة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2269 المشاهدات
قصص مضحكة حقيقية قصيرة
خدت قرار من ٢٠٠٧ أرتب غرفتي وبجد حاسس المرادي قربت أنفذه.
– – – – – – – – – –
عندما تمشين حافية على الأرض، تصبح كل نقطة تمسها قدمك مميزة عن سواها، يكاد ينبت منها ورد أحمر، بس لما أنا لسا كانس السجادة مش معقول كدة.
– – – – – – – – – –
ليس لعمارتنا بواب، لكن البوابة عليها قفل. نصف السكان يرى أن يظل الباب مغلقًا في كل الأوقات، والنصف يرى أن يُفتح نهارًا ويُغلق ليلًا، الخصوصية والأمان في كفة، ومحصلو الكهرباء وحاملو الدليفري في كفة. لم يحدث الوفاق ولم نصل لحل وسط. يُفتح الباب ويُغلق بناءً على رأي من يمر به.
 
بالنسبة لي، ليس عندي رأي ولم أفكر في الموضوع. الحياة أقصر من هذا، وأنا شارد طول الوقت في أمور نظرية. أقف على الحياد من الجميع، وكلما استوقفني أحد الجيران على السلم يستميلني لرأيه، وافقته وهززت رأسي، والأشياء النظرية تحلق في خيالي فوق كتفيه. كلما مررت من باب العمارة، أحرص على تركه كما وجدته، لا أغلقه إن كان مفتوحًا، وأغلقه ورائي إن كان مغلقًا. لا أترك أثرًا كأني لم أمر.
 
ما جعلني أحسم موقفي في شأن الباب هو الحب. حب نقي بريء، لست طرفًا فيه لا سمح الله، ولكنه حب قطة العمارة لقط شارع بني وسيم. قطة عمارتنا جميلة بمقاييس القطط والبشر، لا تخرج للشارع إلا نادرًا، لكنها الآن تحب. أحيانًا أنزل فأجدها تقف في الداخل، ويقف هو من الخارج، وبينهم باب مُغلق يمثل رمزًا لتكلفة الحب في هذا الزمن الصعب. أفتحه وأتحسر على حالي، وأتركه مفتوحًا من أجل خاطر الحب.
– – – – – – – – – –
كنا عائدين الي البيت ليلًا عندما لمحت أمي بائع المشمش وقررت أن البيت ينقصه مشمش. أقبلت على البائع وسألته عن سعر بضاعته، ثم تعاملت مع رده باعتباره مجرد اقتراح لا أكثر، ورفضت الرقم الذي أعلنه، ورفضت وجوده هو نفسه كإنسان، وهددته بأن يسقط من نظرها لو جادلها، وهو ما لن يقدم عليه بائع يجيد عمله. ناولها كيسًا بلاستيكيًا باستسلام، فأخذت تنتقي المشمش بصبر وتؤدة تثير الإعجاب. أنا لا أشهد تقنيات انتقاء الفاكهة عادة، لكن ما شهدته أخذني. يد تفرق بين الصالح والطالح. لا أظن أني أنتقي ملابسي بهذه الدقة، ولم أختر أصدقاء عمري بهذه العناية. بل إني حتى لا أنتقي كلماتي بهذا الصبر والتمييز. أدركت أن حياتي كلها أقل ترتيبًا من طبق المشمش المغسول الذي تضعه أمي في الثلاجة، وأرجو أن تصبح حياتي من هنا وصاعدًا في المشمش.
– – – – – – – – – –
وأنا صغير كنت أجد صعوبة بالغة في تمييز الفرق بين درجات القرابة والألقاب الدالة عليها. لسبب ما كنت أعتبر كل بنات العائلة بنات خالي في حين إن كل ولاد العائلة ولاد عمي. شيء قريب من حقيقة إن كل القطط إناث وكل الكلاب ذكور، وإلي يقول غير كدة كداب. كمان كان يحيرني تقديم الناس لي بصفتهم “عمو فلان” من حيث إن لو كل الرجال كانوا يعتبروا “عمو” كإنهم أخوة بابا، ليه مش كل النساء يعتبروا “خالتو” كإنهم أخوات ماما، بل يعتبروا “طنط”، ماعدا العمات والخالات التي كن يزعلن بشدة ويأخذن على خاطرهن لو قلت لهن طنط، وطنط مين يا ولد، أنا خالتك يا واد، بالضبط كما كانت الميس تزعل في المدرسة لو قلت لها يا أبلة.
 
المهم إنه بمرور الزمن واكتساب الحكمة واجتياز الابتدائية، ابتديت أفهم مين يقربلي إيه، لكن أصابتني دهشة حقيقية وحيرة عميقة باكتشاف ان خالي ليس خال كل الأطفال في العائلة وإنما هو عمو للآخرين. خالو إلي وثقت فيه طلع عمو لغيري. وأنا بصراحة لا أحب هذا التلون وتغيير المواقف.
 
لم أكد أتجاوز الصدمة وأنا اتخرج من الابتدائية عندما سمعت عن الاقارب من الدرجات الأخرى، كأولاد خالة وأولاد عمة ماما وبابا أنفسهم. كنت أتصور إن الأطفال فقط هم المسموح لهم بالحصول على أقارب، وإن بابا وماما هي وظيفة بابا وماما بس.
 
حتى الآن في المناسبات والأفراح عندما أُدعي للتسليم على ابنة خالة مرات عم جدو شريف، أقول لها إزيك يا طنط وسلميلي على عمو شريف الذي هو جد أشخاص آخرين، وأرفض التنازل أو التفاوض في قراري بإن كل النساء طنطات وكل الرجال عموهات.
– – – – – – – – – –
يشرفني يا عمي أقولك إني متأكد بنسبة ٧٠٪؜ من رغبتي في طلب إيد بنتك. أحب أنوه إن دي نسبة مرتفعة لإن عمري ما كنت متأكد من حاجة في حياتي. كل شيء ضبابي في نظري يا عمي. حضرتك أكيد عارف إن مفيش حاجة مضمونة وكل شيء نسبي والحياة غير عادلة والعالم غير منطقي واليقين حلم، فملوش لزوم أكدب وأقول إني متيقن إني لقيت الإنسانة الي هتسعدني وهسعدها. لأ. الحقيقة بنتك مناسبة بنسبة ٧٠٪؜. كمان بصراحة موضوع تسعدني وأسعدها دا فيه مبالغة. يعني أعتقد إننا هنستحمل بعض مش أكتر، وهنتسامح مع عيوب بعض لا غير. بالنظر لما تؤول إليه معظم قصص الحب والزواج فدا عرض مش بطال على الإطلاق. أعذرني بس أنا خدت بالي زوجة حضرتك بصتلك إزاي علشان محطتش كباية الشاي فوق الكوستر. بيتهيألي شفت شرار. هو دا يا عمي إلي أقصده. إنت من تلاتين سنة خدت ورد وشكولاتة ورحت قابلت أبوها وقلتله هموت نفسي علشان أسعدها، وفي الآخر بتحط كباية الشاي على الإزاز مش على الكوستر. حاجة في منتهى الحزن الإنساني. أنا شايف نفسي مكان حضرتك في المستقبل، بنفس الشنب، ونفس الدقن المحلوقة أي كلام، وعلى الرغم من دا، السبعين في المية حب إلي عندي لبنتك خلوني أُقدم برضه على خطوة الزواج. أرجو دا يكون كافي في توضيح رؤيتي للأمور، وأرجو إننا نقول مبروك. وبالمناسبة الشربات طعمه زي الزفت يا عمي.
– – – – – – – – – –
أنت ما تظن أن الآخرين يرونك عليه. وأنت ما تظن أنك تخفيه عنهم. وأنت ما تخاف أن تكون عليه. وأنت ما تحب. وأنت ما تحب أن تكره. وكلمة كمان هكمل فلسفة عليك ومش هسيبك تنام النهاردة.
– – – – – – – – – –
حياتي أصبحت عبارة عن أسلاك شواحن في كل مكان. كل شيء يحتاج إلى شحن. الموبايل والآيباد والآيبود واللابتوب والباوربانك ومكنة الحلاقة. كلها تحتاج إلى شحن، كأنها أطفال تحتاج إلى رضاعة. أشعر أني أم لثمانية توائم رُضع جائعين بشكل مستمر، حتى أصبحت الأم على وشك الانهيار، وكرهت زوجها وحياتها الزوجية، وتفكر في الطلاق. أنا أيضًا أفكر بالطلاق من حياتي الإليكترونية. أنا معترف إني مش قد المسئولية. في كل لحظة هناك علامة بطارية حمراء تتوهج في عيني، وتحذر من موت وشيك. حتى في وشي في المراية. أنا نفسي أحتاج إلى شحن. من فترة طويلة أحتاج إلى شحن، لكني مش لاقي الشاحن.
– – – – – – – – – –
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !