الرئيسية » العلاقات » مقالات عن تربية الاطفال » كيفية تربية الاطفال تربية سليمة

كيفية تربية الاطفال تربية سليمة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1901 المشاهدات
كيفية تربية الاطفال تربية سليمة
هل نحن نخنق أولادنا ونقتل إبداعهم ونحد من نموهم وتطورهم ونحن نحسب أننا نحميهم؟
 
هذه الصورة في السويد. كنت أسير في حديقة ووجدت هذه الأم جائت بأطفالها كما في الصورة وبدأت تشجعهم أن يتسلقوا الأشجار! ، وليس مجرد “سمحت” لهم على مضض وهي مرعوبة كما هو عندنا، لأ هي من أحضرتهم بنفسها لهذا الغرض، وتعلمهم أن يحبوا الطبيعة ويتعايشوا معها عن قرب، يلمسوا الشجر والزرع ويفهموا طبيعتهم، وكمان ينموا قدراتهم الحركية والعضلية بتمرين صعب في الهواء الطلق بأنهم يتسلقون ويكتشفون، وتمرين قدراتهم النفسية بأن يتصرفون بوعي ومسئولية ويحافظون على أنفسهم بأنفسهم. الطفل عمره حوالي سنة، والطفلة عمرها حوالي ٣ سنوات فقط!
 
* ما الذي ذكرني بهذه الصورة !؟
 
أنى مررت بجانب حديقة أطفال مجهزة بألعاب محترمة وأرضية ممتصة للصدمات في نادي راقي في مصر. ورأيت منظر أصابني بالاكتئاب:
 
طفل حوالي ٦ سنوات، جسمه وصحته جيدة ما شاء الله ويسير بنشاط ويضحك ودخل الجنينة “الحديقة” لكي يلعب، ولكن الوالدة دخلت معه بداخل جنينة “حديقة” الأطفال… وبعد ذلك قال لها أنه يريد أن يتشعلق في المتوازيين الذين بينهم درجات مثل السلم ويعدي من جانب للآخر. أطفال كثيرة أولاد وبنات أصغر منه بكتير يفعلون ذلك كل يوم عادي، ويمرنون عضلات الذراعين والكتفين والبطن والظهر من خلال اللعب، وأيضاً يكتسبون الثقة في أنفسهم. لكن الأم حملته!! الولد ظل يرفص “يتحرك بجسده” .. وهي مصرة تظل تحمله فاستسلم.. كانت تحمل الولد من عند ركبته وترفعه فوق (هي التي تتمرن بدلاً عنه يعني!!) وهو مجرد يحرك يديه “كأنه” متشعلق، وهي تسير به من تحت “كأنه” يحرك نفسه! الولد كان مبتسم وغير خائف كأنه يطمنها.. ويقول لها: أتركيني … وهي تقول له: لأ أحسن تقع! الولد بدأ يتضايق ويصرخ، وهي مصرة أيضاً! راح نزل وذهب باتجاه مرجيحة، ذهبت خلفه، ومسكت يديه وظل واقفة ملتصقه به… ترك يديها وجلس على المرجيحة، ذهبت لتحمله أيضاً، ووضعاه على المرجيحة، بدأ يحاول يحرك نفسه، فهي بسرعة بدأت تدفعه!!
 
وأنا اشاهدهم كنت اشعر بأم ضغطي بدأ يرتفع! كان نفسي أقول لها اتركي الولد يكتشف ويلعب ويفرح لوحده كطفل من غيرك، هو لن يموت لو بِعد عنكِ ٣ متر… هذه حديقة “الأطفال” لكي يلعبوا فيها مع بعض براحتهم ويسعدون بطفولتهم… والحديقة مُجهزة ولا يوجد أي خطر عليه، هذه الألعاب بلاستيك!!
 
تتخيلوا هذا الطفل عندما يكبر شخصيته كراجل كيف ستكون؟؟ وأمه ستسبب له تعاسة كم مقدارها في حياته وهي مصرة تخنقه وتتخذ قرارته بدلاً عنه وتحمله كأنه مُعاق رغم أنه صحيح؟؟؟
 
تبعاً للدراسات الحديثة، اللعب غير الممنهج (ليس التمرين مع الفريق… اللعب العادي) مهم للأطفال جداً … مثل التنفس بالضبط! أهم بكثير من التمرين… أنك تترك الأطفال يركضون ويمرحون ويجلسون ويقفزون ويتسلقون ويكسرون أشياء ويتسلقون الشجر ويختبؤن من بعضهم ويتصاحبون ويتخانقون ويحلون مشاكلهم … كل هذه مهارات إنسانية ضرورية لنمو الطفل بشكل سليم نفسياً. عندما تمنعه منها يتوقف نموه حرفياً !!
 
المصيبة لدينا أن الأهل يسقطون خوفهم على أطفالهم! التي تخاف من البحر والتي تترعب من الحيوانات والتي لم تمارس الرياضة قط … لا يتخيلون أن أولادهم ممكن يُصبحون مختلفين عنهم! يُجبروهم أن يخافوا من خوفهم ويُضعفوا من ضعفهم وينعزلوا عن الحياة مثلهم !
 
“أياك” أوعى تطلع شجرة هاتقع تتكسر، أوعى القطة تخربشك، أوعى الطينة توسخك، حاسب البحر لا تغرق، أوعى الكلب يعضك، أوعى تاخد ضربة شمس، أوعى تستهوى، أوعى النحلة تقرصك، لا تجلس تحت شجرة أحسن تقع على رأسك وتموتك!
 
لو تركنا كل طفل يتعامل مع الحياة من وجهة نظره كطفل، تحت إشرافنا وتوجيهنا من بعيد، سيتأقلم وسيتعلم المهارات التي يحتاجها لكي يتعايش. لكن عندما نخنقه بالحماية الزائدة عن الحد، نحد من قدراته، ونخنق إبداعه ونوقف نموه! ونحوله من صحيح لمعاق نفسي، يفقد ثقته في نفسه ويصدق خوفك المرضي. لا تفعلوا ذلك في أولادكم الله يكرمكم. والذي لديه رعب من شئ (فوبيا) ممكن يتعالج بدلاً من أن ينقلها لأولاده بدون سبب.
 
هناك سؤال وجودي يطرح نفسه: هل حذرك وخنقتك لهم ستمنع قدر الله عنهم؟؟ يعني الطفل الذي قدره يتكسر يوم كذا في الساعة كذا لن ينكسر لأنكِ كنتِ تحملينه؟؟ ولا ممكن تقعي به وينكسر أيضاً؟؟ هذا المفهوم مدمر على فكرة! التربية بالرعب! هي سبب نص مشاكلنا! الخوف دافع أساسي في الشخصية المصرية بشكل مرضي فعلاً!
 
الفكرة هي: لماذا تريدون أن تمنعوا عن أولادكم إكتساب خبرات الحياة مثلما أنتم أكتسبتم خبرات الحياة؟؟ هل أي أحد فيكم يتحمل الخنقة التي تفعلونها في الأطفال؟ هم بشر مثلكم، وهذه الخنقة هي التي تجعلم يهربون منكم وتقربهم من الغريب.
 
.
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !