الرئيسية » الذات » النجاح في الحياة » مقومات النجاح في الحياة

مقومات النجاح في الحياة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2486 المشاهدات
النجاح في الحياة - لمن ؟

المحتويات

1- هكذا هي الحياة

تخيل أنك تجلس مسترخيا على مقعدك الطويل.. في يدك شطيرتك المفضلة.. وأمامك شاشة عرض تنقل إليك على الهواء مباشرة ما يجري داخل جسدك من أحداث..
 
كاميرا (١): تغادر اللقمة فمك.. تعبر أنبوب المرئ الرفيع في طريقها إلى مفرمة المعدة.. ومنها إلى غيابات أمعائك حيث مثواها الأخير.. لقد تحولت الآن إلى عناصر أولية يتم إمتصاصها لتسعى إلى غاياتها مع مجرى الدم..
 
كاميرا (٢): لحظة إنبساط هادئة يمر بها قلبك براحة تامة.. يستقبل فيها الدم القديم من جسدك.. والجديد من رئتيك.. ينقبض فجأة دافعا بالجديد تجاه جسدك.. وبالقديم تجاه رئتيك.. تقوم الرئتين بتجديد الدماء لتعيدها إلى قلبك من جديد وهكذا دواليك.. فياله من مشهد مهيب..
 
كاميرا (٣): يستقبل مخك الوميض المنبعث من عينيك إثر مشاهدتك فتعرف ماذا ترى.. يعطي المعلومات لمراكز التفكير فتفكر.. تدرك في ثوان معدودة أنك تشاهد نقلا حيا عن أنظمة الدعم في جسدك.. وعندها تقول لك مراكز القرار: أمرك على ما يرام.. اطمئن.
 
هكذا هي الحياة تسري داخلنا في صمت رهيب ودقة بالغة.. أنظمة تتكاتف وتتعاون لتمنحك الحياة.. لا تعرف عنها ولا تشعر بها إلا عندما يتعطل أحدها.. عندها فقط تنتبه.. وكما هو الحال داخل بدنك كذلك هو خارجه.. حياتك سارية في وجود أنظمة داعمة لها.. ونجاحك مرهون بسلامة تلك الانظمة.. إنها تعمل في كل الأحوال.. قد لا تدركها ولا تشعر بوجودها.. ولكنها في جميع الأحوال تعمل.. وسواء علمت أو لم تعلم فأنت تحسن وتسئ إليها تماما كما يؤثر سلوكك إيجابا وسلبا على أجهزة بدنك.. وقد تعاني في حياتك.. فتركض يمينا ويسارا تبحث عن حل.. ولكن بلا جدوى.. تظل في معاناتك ولا تدرك أن الخلل يأتي من تعطل أحد أنظمة الدعم لديك.. عزيزي يمكنك الآن التوقف عن الركض.. خذ نفسا عميقا.. وتعال أحدثك عما جاء به مدرب النجاح الرائع نواه سانت جونز فيما يخص أنظمة الدعم في حياتك والتى يعمل إصلاحها على إصلاح حياتك برمتها.. هناك خمسة أنظمة عاملة للدعم:

2- نظام الأشخاص المحيطين بك

– أولاً نظام الأشخاص المحيطين بك:
إن دائرة الأشخاص المحيطين بك تشكل أهم أنظمة الدعم.
 
(١) المرايا الصديقة..
إن أكثر شخص يجهل قدراتك الحقيقية هو أنت.. ورغم ذلك عندما تحدد هدفك تلجأ إلى نفسك.. فإذا كان لديك ضعف في تقدير ذاتك ولا تعرف قدراتك الحقيقية.. وإذا كان الحب والتشجيع هو ما تحتاجه فكيف تلجأ إلى نفسك.. كيف تلجأ لألد أعدائك في تلك اللحظة؟!.. وحيث أنك لا تملك رؤية نفسك فأنت مضطر أيضا لتصديق ما يقوله عنك الآخرون.. فإذا كانت أراؤهم غير صائبة.. ستفهم عن ذاتك أنك لا تستطيع.. بينما تعرف ذاتك الحقيقية أنك تستطيع.. ستغرق حينها في دوامة الأفكار.. هذا هو الهراء العقلي.. فما الحل؟ لقد أفهموك أن تثق في نفسك.. وهذا خطأ كبير.. حيث أن الثقة بالنفس تأتي في المرحلة الأخيرة.. والترتيب هو (أن يؤمن بك شخص- أن تؤمن أنت بالشخص- أن تؤمن بنفسك).. إن الدعم والتشجيع من شخص يرى فيك ما لا تراه في نفسك هو من أسرار نجاح السعداء على هذا الكوكب.. سيكون مرآتك الصديقة ويقول لك أعلم أنك تستطيع- أتوسم فيك أشياءا رائعة- أرى فيك القائد- مما يجعلك تتساءل من؟.. أنا؟…. نعم أنت.
 
إن البشر يقدمون أفضل أداء لديهم في ظل بيئة توفر لهم دعما غير مشروط.. أن يؤمن بك أحدهم ويرى قدراتك الكاملة والكامنة ويجعلك تتصرف من هذا المنطلق.. فهذا يشعرك بالمسئولية ويلزمك بمستويات أعلى من الكفاءة ما كنت لتلزم بها نفسك لو أنك تتحرك بمفردك.. فالإنسان بطبعه على إستعداد أكبر لبذل مجهود من أجل الآخرين أكثر من نفسه.. ومن ثم عندما تكون مسئولا أمام شخص آخر.. ستندهش سريعا من أنك تستطيع إنجاز أكثر مما تتصور.. نظن أننا بحاجة إلى أشياء مادية.. ولكننا في الحقيقة نريد اختبار مشاعر بعينها.. ليست السيارة الفراري ولكن الشعور بالتفرد والأهمية.. إن محاولة النجاح دون دعم الآخرين.. كالتنقيب في منجم ذهب بملعقة صغيرة.. إذا أردت النجاح إبحث عن مرآه صديقة لحياتك.. ذلك الذي يوقد فيك شعلة النجاح.. إذهب إليه الآن واطلب منه الدعم.. (عزيزي.. إنك حقا شخص مهم لي.. أنوي إحداث بعض التغييرات الجذرية في حياتي.. وأود أن تكون جزءا من الحدث).. سيستجيب.
 
(٢) الإمتنان:
إن البشر تواقون للإهتمام.. للتقدير.. للعرفان والإمتنان.. تشير الأبحاث إلى أن الناس يعملون في سبيل تلقي الإمتنان والتقدير أكثر من عملهم في سبيل الأموال.. هناك العشرات من الطرق للتعبير عن الإمتنان ولكن يرجع الأمر إلى رغبتك في القيام به من عدمه.. المشكلة أن كلا منا يحمل على صدره لافتة (فضلا أشعرني بأهميتي).. لذلك فكل منا ينتظر من الآخر أن يشعره بالأهمية أولا.. عليك بالمبادرة.
 
(٣) الطلب:
لا تخش طلب الدعم من أحد.. تخلص من الإحراج والخجل.. لماذا تخشى طلب الدعم؟.. إنه الخوف أليس كذلك؟.. الخوف من الرفض.. من السخرية.. من الاستهزاء.. حان الوقت لكي تفهم أن هذا كله نابع من برمجة الطفولة لديك (إخرس- انصرف لا تزعجني).. لاحظ أن أنجح موظفي المبيعات يستمرون في طلب إتمام البيع.. لا يلحون ولكنهم ببساطة يستمرون في الطلب.. والفرق بين الإلحاح والطلب هو عرض الفائدة المتبادلة.. إعرض الفائدة التى ستعود على الطرف الآخر من مساعدتك.. فإذا رفض فماذا سيحدث؟ لا شئ.. لن يصبح حالك أسوأ مما كان عليه قبل أن تسأل.. استمر في عرض الفائدة التى تود تقديمها.. يوما ما سيوافق الشخص المناسب.
 
(٤) القبول:
قد يقدم لك الآخرون دعما دون أن تطلبه.. نعم قد لا تطلب شيئا ولكنك تحصل عليه على أي حال.. ولكن معظمنا يتعذر عليه قبول الدعم بحجة عفة النفس وما شابه من ضلال الأنا الخادع.. في الواقع قبول الدعم مستوى أعلى من طلبه.. وقد ترفض الدعم دون أن تدري.. والحقيقة أن هذا كله هو أحد مهمات إنطباعك السلبي عن ذاتك.. يقول لك أنك لا تستحق دعم الآخرين على أية حال فلم تزعج نفسك؟.. إقبل الحب والتشجيع من الآخرين.. إنهم جنود جندها ربك لك.. كف عن رفض الدعم.. ولا تخدعنك عزة نفسك ليس هذا مجالها.. يدعمك هو اليوم.. تدعمه أنت غدا.. وهكذا الدنيا سيجال.. وهكذا الأيام دول.
 
(٥) من الذي تحاول أن تحمي؟ تعاقب؟ ترضي؟
– من تحمي؟: قد تمنعين نفسك عن محاولة النجاح من أجل ألا تزعجين به زوجك أو تنشغلين به عن صغارك.
– من تعاقب؟: قد تمنع نفسك عن النجاح عقابا لوالديك.. (هذا الذي تظنان أنه صنيعتكما وتنتظران الإفتخار به أمام الناس قد فشل).. لا تستهن بكلمة سأريكم.. استخدمها لصالحك للتحدي لا لمعاقبة الآخرين.. وبالتالي معاقبة نفسك.
– من ترضي؟: قد تمنع نفسك من محاولة النجاح إرضاءا للآخرين.. أو خوفا من الإستهجان إذا أخفقت.. إن أفضل طريقة لمقاومة الخوف من الإستهجان هي تقبل الألم الناجم عن الإخفاق.. ماذا سيحدث إن استهجنك أحدهم.. هل ستموت؟.. لم نسمع عن هذا من قبل.
إن ما يهمني في إحجامك عن النجاح بسبب الآخرين.. أن يكون اختيارك نابع منك لا من ضعف تقديرك لذاتك وهرائك العقلي.

3- نظام أنشطتك

– ثانياً نظام أنشطتك:
حياتك خزانة.. ارسم خطاُ طولياُ في ورقة يصنع عمودين.. سجل في الأول ما الأنشطة التي تود الإكثار منها.. وسجل في الآخر ما الذي تريد الإقلال منه.. لديك ثلاثة موارد.. الوقت، المال، الطاقة.. أهمهم الوقت.. تمتع بحس الهدف.. استثمر وقتك فيما يقربك من أهدافك -الوقت غير المثمر هو وقت تمارس فيه أشياءا أخرى- قد لا تستطيع إطالة الوقت ولكن تستطيع جعله أكثر إثمارا.. كل منا يملك نفس الأربع والعشرين ساعة التى يملكها بيل جيتس.. من الكذب أن تقول لا أستطيع.. إذا رغبت ستستطيع.. اسمح للأشخاص المقربين أن يضبطوك إذا قصرت (يسمى ذلك بضغط الأقران الإيجابي).. ستشعر بالحرج وهذا دافع قوي لتنفيذك الأمر.. اسأل نفسك ما الأعذار التى تمنعنى بالقيام بالأنشطة في العمود(أ).. ناقشها وفككها.. ما الأنشطة التى يمكن حذفها من العمود (ب).. يمكنك الاستفادة من الخطة الثلاثية في التخلص من بعض الأنشطة.. تنفيذ العالق/ حذف ما ليس ضروري/ تفويض ما يمكن إيكاله لآخر.. هكذا يفعل السعداء.

4- النظام البيئي

– ثالثاً النظام البيئي
أنت تعيش في بيئتين.. بيئة خارجيه تراها وتلمسها وتشمل عملك ومنزلك.. وبيئة داخلية لا تراها ولا تلمسها ولكن تلمس تأثيرها وتشمل عواطفك وروحك.. يخبرك ضعف تقديرك لذاتك أنك لست أهلا.. وبالتالي لا تحاول حتى لا تخفق.. وعليه تحمي نفسك من مرارة الفشل.. أخرج من منطقتك المألوفة.. تخلص من أي ركام عاطفي أو مادي في حياتك.. إنه قانون كوني.. عدم وجود فراغ في حياتك يمنعك من استقبال الأفضل.. ألا تلاحظ راحتك عقب ترتيبك للأشياء؟.. إسأل نفسك ما أكبر العقبات في العمل؟ في المنزل؟.. حاول إزالتها سواء أشياء باليه تتخلص منها أو أشياء مطلوبة تنجزها.. ما أكبر عقباتك العاطفية؟.. الخوف من الماضي.. الإمتعاض من الحاضر.. تخلص منها.. ما أكبر العقبات لروحك؟.. عدم تصديق المعجزات وظنك أنك لا تستحق عطايا الله.. تخلص منها.. خذ خطوات فعلية هذا الأسبوع لإزالة ركام بيئتك الخارجية والداخلية.. إبدأ بالخارجية لأنها ستولد عندك شعورا أفضل يساعدك على تغيير بيئتك الداخلية.

5- نظام الإستبطان

– رابعاً نظام الإستبطان:
هو الإتجاه نحو الداخل.. عليك التأكد أن سلم النجاح الذي ترتقيه يستند إلى الجدار الصحيح.. ربما تسعى وراء شئ لم تعد تريده على الإطلاق.. أو قد تسلك إتجاها معاكسا للوجهة التي تنشدها.. إسأل نفسك هذه الأسئلة: ما النجاح الذي حققته اليوم؟ ما الذي أنجزته اليوم واشعر بالفخر به؟ هل أسلك الاتجاه الصحيح؟ ما المطلوب للحفاظ على هذا النجاح او هذا الطريق الصحيح؟.. يفيدك في الإستبطان.. كتابة اليوميات، الصلاة، التأمل، السير في الطبيعة، وأعمال البستنة.. هذه الأنشطة تعيد لك الصلة مع ذاتك الحقيقية وتوقد داخلك الاستنارة المطلوبة (تقوية الحدس).. تحتاج أيضا إلى الإمتنان ومكافئة ذاتك.. يميل معظم الناس إلى لوم ذواتهم (يا إلهي.. لم أفعل، لم أنتبه).. في حين أن البشر يحفزهم النجاح لا الإخفاق.. سجل في دفترك قبل النوم قائمة نشطاتك واشعر بالامتنان عليها مهما كانت بسيطة.. اذا ركزت على اخفاقاتك ستجلب لنفسك المزيد من الإخفاق.. كف عن لوم ومعاقبة الذات.

6- نظام التبسيط

– خامساً نظام التبسيط:
قم بتبسيط مهامك في الحياة.. فوض بعض أعمالك لشخص آخر مقدما إياها له في إطار مبدأ (فوز × فوز × فوز).. ويعني فوزك وفوزه وفوز المجتمع بغية تحفيزه.. إن الناس يميلون لبذل قصارى جهدهم إذا شعروا أنهم يساهمون في إفادة عامة.. (صديقي.. إذا قمت بجدولة أعمالي سأمنحك مكافئة مالية.. وسأتفرغ أنا لكتابة مقالاتي المحفزة للقارئين).
 
عزيزي القارئ.. إن قطار نجاحك ماض في طريقه يمخر عباب الحياة.. تدعمه خمسة أنظمة للدعم.. تمنحه القوة والثقة وجودة الإنطلاق.. فاصلح الأنظمة.. إدعم القطار.
 
.
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !