الرئيسية » العلاقات » اختيار شريك الحياة » تحليل الشخصية النرجسية

تحليل الشخصية النرجسية

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1371 المشاهدات
علاج الشخصية النرجسية
مقالة مهمة للنساء والبنات – دورك في العلاقة مع شخصيات الثلاثي الأسود
 
أنتي ما الذي يعجبك في هذا الشخص الذي يؤذيكي بالذات؟ علمنا أن النرجسي ينجذب لكِ لأنكِ جميلة وقوية وناجحة، لأنه يريد أن يشعر بالإنتصار أنه وصل للنجمة التي لم يستطع أحد أن يصل لها، وأنه الوحيد الذي استطاع أن يستحوذ عليكي ويطفئ شعلة الحياة فيكي لأنها تشوش وتجذب عينيه!
 
هو ينجذب لكِ كتحدي يستفزه يتغلب عليه…لكن أنتي، لماذا تنجذبي له؟
 
سأقول لكِ الحقيقة التي كلنا نحاول أن ننكرها:
لأنكِ أنتِ أيضاً تري أنه تحدي! تريدين أن تشعري بالإنجاز والانتصار، لكن بالسبب المضاد: أنكِ أصلحتي مريض غير قابل للإصلاح! تريدين أن تشعري أنكِ فعلتي المستحيل الذي لم تستطع أي امرأة غيرك أن تفعله: تنقذيه من شر نفسه وتفصلي منه رجل سوي يليق بكِ، رغم أنه لا يوجد أي شئ يوحي بذلك! رافضة أن تري علامات التحذير الواضحة في تصرفاته وأفكاره. رافضة تصدقي أنه متعمد الأذى ولا يخاف عليكي مثلما أنتي خايفه عليه. رافضة تخافي على نفسك على الأقل كما انتي خايفة عليه. وكل هذا لأن عندك تعاطف مفرط مع شخص لا يملك أي تعاطف!
 
أي مشكلة في الدنيا لها طرفين كل واحد منهم يتحمل جزء من حدوثها بنسبة مختلفة:
 
– كما هو لديه مشكلة أن دوافعه لمصلحة نفسه فقط على حساب الآخرين، مهما سبب لهم من ألم وضرر وتدمير
= أنتي أيضاً لديكِ مشكلة تساهمي بها في تسهيل مهمته: إن دوافعك مساعدة الآخرين على حساب نفسك، مهما كلفك ذلك من ألم وضرر وتدمير!
 
– هو لديه غرور رهيب وثقة مفرطة في نفسه .. أنه لن يُرفض ولن يُتكشف وسيقدر أن يحقق غرضه الدنئ ويأخذ ما يريده منكِ ويدمركِ ويترككِ وهو يشعر بنشوة الانتصار…
= وانتي أيضاً لديكِ ثقة مفرطة في نفسك أنكِ تستطيعي أن تحولي مجرم لملاك! بمجرد قوة حبك ورعايتك أنتي بالذات، لأنكِ ترين نفسك مميزة ومختلفة وفي إيدكِ أنتي بالذات إكسير الحياة للآخرين… حتى لمن هو مُتعمد أن يؤذيكي!
 
أنتوا الاثنين على خطأ رغم اختلاف الأسباب:
– هو يحب نفسه أكثر منك!
= وأنتي تحبينه أكثر من نفسك!
 
العلاقة الصحية السليمة لا يمكن أن تقوم على هذا الشكل من المشاعر! الشركاء الطبيعيين لا يوجد أحد يريد أن يستغل الثاني ولا يُصلحه. الاثنين يرون بعض كاملين ومتساويين. كل واحد يُعطي ويأخذ بشكل تلقائي تبادلي، بدافع مشاعر الحب الصادق وليس التكلف، والاهتمام الحقيقي وليس المصطنع، والعطاء الصحي وليس المرضي. لا يوجد طرف منهم يفنى نفسه من أجل الإعطاء المستمر لطرف يأخذ فقط حتى الدمار، ثم يترك الضحية تنازع الموت ويمشي! وهي مصدومة وعندها حالة إنكار أنها كانت جزء من المشكلة، لأنها مقتنعة أنها لما تفني نفسها – حتى لو من أجل شخص لا يستحق – من المفترض أن تكسب في النهاية مقابل تعاطفها وإنكارها لذاتها!
 
الحقيقة المُره أن هذا هبل وتفريط لو مع الشخص الغلط، ، وأن هذه الصفات لا تستحق أن تتكافئ بل تستحق أن تتعاقب حتى تفوقي وتعدلي سلوكك أنتِ أيضاً!
 
الحقيقة أنكِ ضحية فقط في بداية الخداع وأنتِ غير منتبهة! لكن لو استمريتي في إنكار الضرر الواضح الواقع عليكي، وفي تقبل الخداع والتلاعب والأذى، وفي العطاء السخي على حساب نفسك، بعد أن اتضح لكِ أنك في علاقة مدمرة وسامة وخطيرة، فأنتي هكذا لا تصبحي ضحية لأنكِ مستمرة بإرادتك وليس رغماً عنكِ، وهكذا تحولتي لشريك في الجريمة تساعدين المجرم أن يستمر في التدمير! تذكري الدرس المرعب الذي تعلمناه من قصة السفاح تيد بندي والنساء التي مازلت تحبه رغم معرفتهم أنه قاتل ومغتصب ودموي وتم إدانته وإعدامه!
 
لو توقفتي عن المحاولة في إصلاح المتدمر، وصرفتي كل حبك ومجهودك العاطفي والنفسي والبدني والعقلي هذا مع راجل محترم يستحقك، ويعوضك في المقابل حب واحترام وتقدير وحماية.. ستصنعين حياة سعيدة ومبهجة ومستقرة.
 
هذه أبسط وأقصر طريقة اقدر اشرح لكم بها موضوع مُعقد عن علاقة النرجسي بالضحية وعلاقتها به والأسباب النفسية لذلك. أعتقد أي صاحب عقل يستطيع أن يجد لنفسه حل لهذه المشكلة بطريقته.
 
* * * * * * * * * * * * *
 
هناك كتاب مفيد أنصح بقراءته اسمه نعمة الخوف The Gift of Fear يشرح لماذا الله خلق لنا ميكانيزم اسمه الخوف حتى ينقذ حياتنا في المواقف الخطرة. وأن لو الإنسان نزع منه الخوف تماماً سيخاطر بحياته بتهور. وفي المقابل لو بالغ في الخوف سيتحول لعائق للحياة الطبيعية. ويتحول لفوبيا (خوف مرضي) من حاجات عادية ولا يوجد بها خطر.
 
رأيي أن هذه المعلومات مهمة جداً للإستخدام في حياتنا اليومية:
 
– نتعلم أن نصدق شعورنا الداخلي (الحدس) عندما نقابل أحد أو نكون في موقف ونشعر بعدم الإرتياح أو القلق. هنا جسمك يُحذرك أنك في خطر من معطيات انت لا تشعر بها في نطاق الوعي. اهرب الأول وبعد ذلك حاول تفهم الأسباب وأنت في أمان.
 
ـ أن التربية بالخوف والرعب المنتشرة في مجتمعاتنا مدمرة لنفسية الناس! لأنها تتحول لعائق للحياة الطبيعية الصحية. نحن نخاف من الحيوانات: القطط والكلاب مثلاً بصفتها هاتعض وتخربش وتموت، والظواهر الطبيعية والجوية: البحر والصحراء والغابة، والرياح والمطر بصفتها خطر ورعب، والأنشطة الرياضية مثل السباحة والتسلق وركوب الخيل وركوب الدراجات بصفتها تهور وستؤدي لضرر، ونخاف من الإعاقات الجسدية ونخوف الأطفال بالأعرج والأعمى وأبو رجل مسلوخة، ومن الوظائف الخدمية مثل الطبيب والشرطي والمدرس ونخوف بهم الأطفال، ومن الشخصيات التخيلية والعفاريت والجن، ومن البعد عن البيت والسفر وركوب الطائرات والمراكب… نخاف طول الوقت خوف مرضي غير مبرر! توقفوا عن تربية أطفالكم على الخوف الذي أنتم أنفسكم تربيتم عليه من غير سبب!
 
– أن الإنسان المرعوب من خياله طوال الوقت سيفقد نعمة الخوف الصحي التي من الممكن أن تنقذ حياته! سيضيع وسط مشاعر الخوف الكاذبة! فتضره وأنتم تحسبون أنكم تحافظون عليه “الخوف الصحي”!
 
– الإنسان الذي محركه الأساسي الخوف سيعيش تعيس. سيخاف ينطلق في الحياة ويجرب أشياء جديدة ويفكر بشكل مختلف ويقابل ناس مختلفين. سيعيش محبوس داخل خوفه ومتخيل أن كل شئ يريده يؤذيه. سيعيش يدافع عن نفسه ضد أعداء وهميين. هذا في حد ذاته عذاب. غير الإنهيار الصحي عقلياً وجسمانياً إن طاقته كلها بدون توقف ضائعة في مكافحة خطر غير موجود. هذا أقصر طريق للمرض.
 
-الخوف الصحي هو الذي ينقذك من العلاقات السامة! عقلك يرفض تقبل الأذى وينفر منه. لكن من نشأ وتربى على الصراخ والضرب والإهانة والرعب والتهديد من الذين من المفترض أنهم يحبونها ويحمونها لن تشعر بخطر عندما تتعرض لهذا من شريك حياتها. التي تعلمت أن تخضع بالرعب والتهديد، ستخضع لأي أحد يخوفها ويهددها. وستتقبل أنه يضربها ويهينها ويؤذيها نفسياً وجسدياً ولن تحاول أن تهرب! لأنكم قتلتم بداخلها غريزة البقاء وحب الحياة من فرط الخوف!
 
حتى تسترجعوا “نعمة” الخوف… توقفوا من الخوف من أي شئ لا يُخيف! واجهوا مخاوفكم واقهروها واخرجوا من سجن الخوف المرضي لبراح الحياة الصحية. حتى الخوف المرضي (الفوبيا) ممكن العلاج منها عند متخصص. لا يوجد سبب حتى تتعايشوا مع هذا الخوف .
 
هذه المعلومات ممكن تفيد في موضوع شخصيات الثلاثي الأسود النرجسية والسيكوباتية والميكيافيلية
* * * * * * * * * * * * 
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !