الرئيسية » أعرف » عاهات وتقاليد » كيفية علاج ظاهرة الالحاد

كيفية علاج ظاهرة الالحاد

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1237 المشاهدات
المستقبل المجهول - علاج الخوف من المجهول
هو يبدو الإنسان ما بتعلّم من تجاربه السابقة.. أو أنا خصوصا هيك.. بكتب خاطرة بسيطة مقتضبة في عتمة الليل.. وبكتشف في نور الصباح إني لازم أوضحها وأفصّلها.. بس عموما هذا شيء طيب.. والحديث معكم لا يمل..
 
الأصل في الأديان مرة أخرى أنها لا تتعارض مع العقل.. بل على العكس.. هي مريحة جدا للعقل.. لأنها تفسر له الغيبيات , وتجيب على أسئلته الوجودية المقلقة بأسلوب يمكنه من النوم مرتاحا في الليل…. كما تعده وعدا صادقا بعالم آخر تتحقق فيه العدالة المفقودة على الأرض.. مما يهون عليه مشاق الدنيا.. هذا هو الأصل.. أن الدين شيء مريح عقليا.. قد يخالف هوانا نعم في أمور معينة.. وهذا طبيعي ومقبول.. لكنه لا يخالف عقلنا..
 
لكن المشكلة التي حدثت وتحدث.. أن تيارات دينية معينة.. -وبحسن نية على الأغلب- ورغبة في “خدمة” هذا الدين.. قد توسعت فيه.. وأضافت إليه أشياء ليست من صلبه.. ولا هي مطلوبة أساسا.. وإن كان المسلم (أو المسلمة) قد قبل هذا الأمر وظن أنه مقتنع فيه تحت تأثير حماسة إيمانية في فترة المراهقة.. أو تحت تأثير وجداني عاطفي.. فإنه لا يلبث بعد أن ينضج قليلا أن يدرك أن هذا الأمر غير صحيح.. وليس من صميم الإسلام الذي أنزله الله على نبيه.. وإذا كان هذا الشيء قد صبغ حياة هذا المسلم في فترة ما.. فالردة التي ستحدث عند اكتشافه أن كل هذه الصبغة لم تكن ضرورية أساسا.. ستكون ردة عظيمة جدا.. ولن تكون فقط ردة عن “الزوائد” بل عن الأصل كله ربما! فما يدري الإنسان أن كل ما تعلّمه من شيوخه هو أصلا خاطئ؟ وهذا بالضبط ما حدث ويحدث وسيحدث..
 
خذ النقاب كمثال.. من المعلوم الآن بالضرورة أن النقاب ليس فرضا.. وأدلة جواز كشف الوجه أوضح من أن تذكر.. وهنا تخيل فتاة مسلمة نشأت وهي تعتقد أن النقاب فرض.. وارتدته كما الفتاة في الفيلم عن قناعة عاطفية طفولية.. ثم اكتشفت بعد عدة سنوات.. أن هذا النقاب أشبه ما يكون بالتطوع.. إن شاءت المسلمة ارتدته وإن شاءت تركته.. وليس فرضا كالحجاب مثلا.. الصدمة هنا ستكون هائلة.. وأعرف شخصيا فتيات (ومنهن من قد يقرأني الآن) عانين من هذا.. وهنا الارتداد قد لا يكون عن النقاب فقط.. بل عن النقاب والحجاب -كما فعلت حلا شيحة- وربما ما هو أكثر من ذلك..
 
نفس الأمر ينطبق على الكثير من الأشياء التي نشأ جيلنا وهو يعتقد أنها محرّمات واضحة.. ومن صميم الدين بالضرورة .. ثم اكتشفنا أنها أمور خلافية واجتهادات والأهم أنها ثانوية جدا بعكس ما صورت.. والأدهى والأمر أنها حللت فيما بعد.. ولا أدل على ذلك ممن نشأ في عصر الصحوة حيث شهد تحريم الكثير من الأمور.. ليس بدءا بقيادة المرأة ولا انتهاء بالجوال..
 
وهذا يعيدنا بالضبط إلى ما قلته.. وهو أنه لا يمكنك لوم الإنسان الذي طحنته هذه الحيرة.. بقدر ما تلوم الأشخاص الذين تسببوا بهذا الأمر بأن أضافوا على دين الله ما ليس فيه.. تحت مسميات عدة.. سد الذرائع.. تجنب الشبهات.. الخ.. وكأن الأمر استدراك على الله عز وجل – حاشاه- .. أي أن الله لم يقل ذلك.. لكننا نعتقد به فنضيفه حرصا على المسلمين..
 
ومرة أخرى.. عندما أقول أن هذه رواسب فكر ابن تيمية.. فأنا لا أعني أن من تركوا الإسلام قد قرأوا كتبه بالضرورة.. لكن ما حدث لهم كان بتأثير من ثقافته التي تتيح التعقيب على دين الله.. وفتاواه المشهورة ب” يستتاب ثم يقتل” أشهر من أن تعرف.. هذا طبعا بدون الخوض في أن حد الردة نفسه الذي بنى عليه ابن تيمية معظم أفكاره هو شيء مختلف عليه جدا.. ومعارض لصريح القرآن الذي ينص على حرية الاعتقاد..
 
في الختام.. الإلحاد مشكلة حقيقية وتتمدد.. ونراها من حولنا بشكل يومي.. وإن لم يظهر فيلم الجزيرة نماذج يمكن تعميمها.. لكن من يمتلك حسابا على وسائل التواصل يدرك هذا الأمر بوضوح.. وخصوصا في دول عربية تشتهر بالتدين.. لذلك.. فالإنكار وااللعن والعيش في حضن نظرية المؤامرة لن يفيد.. وما لم يتم الاكتفاء بكتاب الله كمرجع وحيد ل 95% مما يجب على المسلم فعله.. وما لم يتمّ كف يد “الشيوخ” عن التعدي على سلطة الله في التحريم والتحليل.. فسنستمر في خلق دين يعارض العقل.. وسندور في الحلقة المفرغة نفسها سنوات وسنوات.. وهذا الأمر لا يمكن تركه للتيارات الدينية.. لأنها هي من تسببت أصلا فيه.. ولا يمكن للعقلية التي تسببت في مشكلة.. أن تحلها..
 
وشكرا..
 
 
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !