الرئيسية » العلاقات » اختيار شريك الحياة » كيف اعرف شريك حياتي المناسب ؟

كيف اعرف شريك حياتي المناسب ؟

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1804 المشاهدات
كلام في الحب
أي حد قد يشاركنا علاقة جنسية. أي أحد قد يشاركنا الأكل والشرب والنوم ..
ولكن من المستحيل أن نجد أو أن نقول بأن أي أحد يمكنه أن يشاركنا الحياة ..
لأنه حينها نكون مجرد أغبياء حمقى يريدون لعب المقامرة مع البشر ومع الحياة !
 
قانون بسيط جداً لمعرفة هل هذا الإنسان يصلح أن يكون شريك حياتك أم لا ؟
– إخبره بكل شيء أو أتركه فوراً .. !
 
إخبره بكل شيء طوال الوقت أو إبتعد عنه وإتركه فوراً الآن ، وعندما تخبره عن أي شيء وعندما تخبره بكل شيء فإن وجدت التناغم والسلام والمحبة والغفران والتسامح يحيطون بك من كل إتجاه فاعلم أنه المناسب لقلبك وهو الهدية التي يستحقها قلبك ، ولكن عندما تخبره بكل شيء فتجد التنافر والصراع والبغضاء والقصاص والتعصب يحيطون بك من كل إتجاه فاعلم أنه غير مناسب لقلبك وهو المصيبة التي لا يستحقها قلبك وهو الجريمة التي ستفعلها بقلبك وهو رمز لخيانة قلبك ، والأفضل أن تهرب وتنقذ قلبك وحياتك من الضياع في سراب الآلام .
 
أتعلمون أن الكثير من الناس يختارون النوع الثاني الذي يذيقهم سوء العذاب ؛ لأنهم يستحقون هذا الشخص! ، فهم يتعاملون مع قلوبهم كذلك من قبل قدومه وما قدومه ودخوله في حياتهم إلا قدر يتوجب حدوثه وفقاً للنظام الكوني الدقيق.
 
– إن لم تستطع أن تخبر ما تسميه أنه يكون أو أنه سيكون ( شريك حياتك ) بكل شيء عنك .. تخبره بكل شيء عنك .. كل ماضيك .. كل ما تفعله في حاضرك .. كل ما تخطط لفعله في مستقبلك .. بدون ذرة تردد أو خوف ، فأنصحك أن تغير لقب ( شريك حياتي ) وتتأمل ما مسماه الصحيح في حياتك !؟
 
صدقني فالجمل الجميلة التي إخترعها المبدعون مثل: ( شريك حياتي ، شقيق روحي ، توأم روحي ، زوج نفسي ، وغيرها .. ) هذه الجمل إن إستخدمتها وقولتها بكثرة لن تمنحك أي قيمة ولن تمنحك أي فائدة. تفكر في ذلك جيداً !! ، فحتي تكرار كلمة حبيبي أو بحبك لا تدل علي أنك تعيش في الحب ، وتكرار كلمة الحرية أو السعادة لا تدل علي أنك تعيش في السعادة ، وكذلك تكرار كلمة أنك حي ولم تمت بعد فأنت تتحرك بين الناس ولم يتم حذف شهادة ميلادك من السجلات الحكومية ولم يتم إستخراج شهادة وفاة لك. كل ذلك لا يدل علي أنك حي .
 
فالكثير من الناس يسيرون فوق الأرض بأجسادهم المتهالكة بينما قلوبهم وأرواحهم تحت التراب تعيش. أي هم فقط يمثلون دور الأحياء وكذلك هناك من يمثلون أنهم يعيشون في الحب والحقيقة أنهم يعيشون في الجحيم ، وما أكثرهم! ؛ فهذه أمور معنوية للغاية وحساسة ولا دليل عليها سوى صوت قلبك أنت. فكن صادقاً مع نفسك إلي أقصى حد ممكن وإياك أن تكذب علي نفسك أو تخون قلبك ، حتي تحيا حياة طبيعية ..
 
وتخبره بكل شيء أي كل شيء .. لا تخفي عنه شيء لأنك تعتقد أنه سيغضب أو سيتركك !! ، لا تخاف أن تخبره بشيء ولا تتردد أن تخبر بأي شيء ، حينها فقط يصلح أن تطلق علي هذا الشخص بأنه شريك حياتك. غير ذلك سميه ما تشاء ، فهناك الكثير من الأسماء يمكنك أن تستخدم أحدهم: زوجك بميثاق العقد والورقة ، شريك الجنسي من تمارس معه الجنس في أي وقت تشاء ، ولكن إياك أن تكذب علي قلبك وتطلق عليه شريك حياتك وتوأم روحك ؛ لأنك حينها تخون قلبك وتعرض نفسك للدمار وتعرض حياتك للضياع في عالم المعاناة .
 
الكثير من الناس تكذب علي أنفسها ؛ لذلك ستجد أن هؤلاء دائماً يتعذبون وتعساء وأفكارهم ومشاعرهم وحياتهم معقدة للغاية ومريضة للغاية .
 
تستطيع أن تخدر قلبك وتكذب علي نفسك ، ولكنك لن تستطيع أن تستمر في تخدير قلبك ولن تستطيع أن تكذب علي الحياة ؛ لأن الحياة لا تقع تحت إرادتك وتحكمك مثل قلبك! ، والحياة لا تحب الخائنين والكاذبين لأن الكاذب أحمق وجاهل والحياة لا ترحمه. طوال حياته تزلزله زلازل نفسية قوتها مشابة لقوة الزلازل الأرضية إن لم تكن أقوى، فهي تجعله علي قيد الآم وإنتظار الموت بإستمرار .
 
– كن صادقاً من نفسك. هل طريقك الذي تسير فيه والأفكار التي تتبعها والحياة التي تحياها اليوم تدل علي أنك تريد إنسان يمارس معك الجنس فقط أم تريد إنسان يمارس معك كل الحياة بكامل جوانبها المختلفة ، وأن يكون هو مصدر إضافي لزيادة سعادتك وحريتك من القيود والواقع الذي أحياناً يجعلك فقير الأفكار والمشاعر ، وكذلك تكون أنت مصدر إضافي لزيادة سعادته وحريته من الواقع وحبه لنفسه وللحياة …
 
حدد من البداية ماذا تريد!؟ ؛ لأن هناك ملايين من فقدوا أنفسهم وحياتهم في هذه الجزئية البسيطة .. لم يستطيعوا أن يعرفوا ماذا يريدون ؟ ، فاتجهوا وساروا في طريق القطيع وآمنوا بأفكاره ومشاعره ، ولم يتأملوا للحظات بسيطة أن القطيع يريدون إنسان يمارسون معه الجنس ليفرغون فيه كبتهم وفراغهم الروحي لا يريدون إنسان يمارسون معه الحياة ، لأنهم أصلاً لا يستطيعون أن يمارسوا الحياة مع أنفسهم ومع قلوبهم بصورة طبيعية من شدة التعقيدات التي تعيش بداخل رؤوسهم .
 
– الناس أحياناً يفكرون ويشعرون بأن لديهم نقصان ذاتي ؛ لذلك يحاولون أن يكملوا أنفسهم بواسطة إضافة شخص آخر لأنفسهم وحياتهم يسمونه زوج أو شريك الحياة ! ، ولكن رقم 2 في هذه العلاقة رقم ملعون لا يمكن أن يستمر طويلاً إلا وتحول إلي 3 و 4 ، فهو رقم لا يمكن أن يدعم نفسه ؛ لذلك إن لم تشعروا أن هذا الشخص هو أنفسكم .. هو جزء منكم .. هو أنتم في شكل مختلف .. هو يذوب في تناغم وسعادة وسلام معكم. إن لم تشعروا بكل ذلك إذاً لا مكان له في حياتكم ، وإن أدخلتموه بالقوة لن تحصلوا إلا علي الأمراض والمعاناة المستمرة طوال رحلة حياتك معه وحتي بعد الإنفصال عنه قد تعانوا من آثار الجروح التي صنعها في دواخلكم .
 
والأفضل لكم أن تكملوا أنفسكم بقلوبكم أولاً ؛ لأن بداخل قلوبكم تقع كل الحياة ، ثم تكملوا حياتكم بإضافة شخص آخر تشعرون أنه جزء من قلوبكم الحرة الحية المتناغمة مع الحياة. أي هذا الشخص الآخر تحبونه كحب أنفسكم وقلوبكم. إن كان حبكم لأنفسكم فيه الكثير من التعقيدات والأمراض والإختلالات نتيجة التنشئة الإجتماعية ، فيجب أن تصلحوا هذا الحب أولاً ؛ لأن هذا الحب علي أساسه تبني كل جوانب حياة الإنسان المختلفة أو تنهدم فوق رأسه .
 
– وأنصحكم بالإبتعاد عن الأحمق فهو يدعي أنه يعرف كل شيء عن الحب والحقيقة أنه لا يعرف أي شيء عن الحب بل يعرف فن تدمير الحب وكل شيء جميل آخر بسرعة عالية ، فالأحمق في البداية يحبك من أجمل مميزاتك الخارجية ، وعندما يرتبط بك في علاقة حب وخصوصاً بعد الزواج يحاول تغيرك بالقوة وبشكل كامل ، ويجعل كل تركيزه ومشاعره وأفكاره لا علي خلق الحياة الجميلة بينكما بل علي تدمير الحياة بينكما. الأهم أن ينتصر الإيغو الخاص به عليك ويغيرك حسب قوانين غروره.
 
أنصحك أن تبتعد عن هؤلاء فهم لا يصلحون أن يكونوا أصدقاءك ولا يمكن أن يكونوا شركاء حياتك إلا إذا كانت حياتك قصة جحيم ومعاناة حينها يصلحون في حياتك ويكونون هم شركاء في خلق جحيمك ومعاناتك لا شركاء في خلق حياتك وسعادتك !
 
عبدالرحمن مجدي
.
.
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !