الرئيسية » العلاقات » اختيار شريك الحياة » مقالات عن الصداقة الحقيقية

مقالات عن الصداقة الحقيقية

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2566 المشاهدات
الصداقة والحب - الصداقة الحقيقية
الصداقة كالحب ، كما أن كل شيء خارج نطاق الحب ميت كذلك كل علاقة خارج نطاق الصداقة ميتة. سواء علاقة الإنسان بقلبه أو علاقة الإنسان بحياته وبأحلامه أو علاقة الإنسان بمجال عمله أو علاقة الإنسان بالله أو علاقة الإنسان بأبواه أو علاقة الإنسان بشريك حياته أو علاقة الإنسان بأطفاله أو علاقة الإنسان بأبواه أو علاقة الإنسان بالناس من حوله …
 
الصداقة كالنهر كالماء. لا حياة علي ظهر هذا الكوكب بدون ماء ، وكذلك لا حياة فى جسد وقلب الإنسان بدون صداقة. الصديق هو كل ما يحتاج إليه القلب في كل مكان وفي كل زمان ..
 
أعظم هدية يمكن أن تمنحها لك الحياة هي علاقة صداقة حقيقية طبيعية حية ، فسبب فشل الزواج بين طرفين ليس معناه عدم وجود الحب ، ولكنه يعني عدم وجود الصداقة ، فالبشر أحياناً كثيرة من شدة جهلهم يطلقون علي أي شيء – حتى ولو كان سم – أنه حب ، ولكن الصداقة والمشاركة هي وحدها من توضح هل ما كانوا يطلقون عليه أنه حب جيد صالح للحياة أم مجرد سموم وأمراض بشرية مختبئ خلفها كلمة الحب !؟
 
العلاقات السليمة الحية هي العلاقات التي جذورها قائمة علي بذرة الصداقة فقط ، نعم فالصداقة بذرة ثمارها: الحرية .. الحب النقي الطبيعي .. الشغف .. السعادة .. السحر .. الحياة بكامل صورها الجميلة المتناغمة الساحرة .
 
فواحدة من أجمل مميزات الصداقة الحقيقية الصافية هي أن الآخر يفهمك حق المعرفة ، وأنك تفهم الآخر وتحتضنه بكلك ، وحتى حينما يحدث سوء فهم فطرفا العلاقة يحاولون تفهم بعضهما الآخر وإحتضان بعضهما الآخر بحب وبحرية وبتناغم وبسلام ..
 
وأيضاً من أجمل ما يميز علاقة الصداقة. أنك مع صديقك تستطيع أن تكون أي شيء. تكون غبياً .. تكون أحمقاً .. تكون جاهلاً .. تكون عالماً .. تكون حزيناً .. تكون سعيداً .. تكون ناجحاً .. تكون فاشلاً .. تكون حالماً .. تستطيع تكون أي شيء .. فهو يحبك كما أنت ويريدك أن تكون كما أنت ، ودائماً يحاول أن يكون بجانبك في كل حالاتك ويدفعك برفق أحياناً وبقوة أحياناً آخرى نحو السعادة .. نحو عالم أحلامك لتحققه وتعيش الحياة التي تستحقها ، فهو يؤمن بك كما تؤمن بنفسك أو ربما أكثر من إيمانك بنفسك .
 
يقول ليو بوسكاليا: ” وردة واحدة يمكن أن تكون حديقتي .. وصديق واحد يمكن أن يكون عالمي ” ، ويقول الملاكم الراحل محمد علي: ” الصداقة … ليس شيء تتعلمه في المدرسة ، ولكن إذا لم تكن قد تعلمت معنى الصداقة، فأنت حقاً لم تتعلم أي شيء. “
 
الصداقة هي من تجعلك تستطيع أن تمشي في طريق مظلم .. في طريق المجهول .. في طريق المستقبل .. في طريق المغامرة .. في طريق المخاطر ، وأنت تشع من داخلك بالسعادة العارمة والشغف والنور الذي يشع من قلبك فيخترق ظلام الطريق ويقتله ، ويعري الغطاء عن المجهول ويحوله إلي معلوم .. إلي نور .. إلي سماء .
 
علاقة الصداقة علاقة تحمل المسؤولية وليست علاقة عبثية لا معنى لها ، ولكنها تحمل المسؤولية ببراءة وبطفولة وبسعادة ، وليس بتعقيد الأمور كما يحدث في عالم الأغبياء ، فالصداقة تجعل الأمور تبدو بسيطة وسهلة مهما كانت صعبة ، وتخفف الآلام والأوجاع إلي أن تتلاشيء وتموت .
 
الحب أعمي ؛ لأنه أحياناً يكون رغبة مادية بحتة أو مرض بشري تحت مسمي الحب ..
ولكن مشاعر الصداقة هي الوحيدة القادرة أن تخلق لأى علاقة عينين وأذنين وقلبين ..
 
الصداقة تفجر مشاعر السعادة والحب بداخلنا ..
وتقتل مشاعر التعاسة والكره والضيق والوحده بداخلنا ..
 
الصداقة تولد في اللحظة التي تشعر فيها بأن روحك تنصهر وتذوب في روح آخرى مهما كان جنس جسدها سواء ذكر او أنثي .
 
الصداقة الحقيقية تجعل الخير يتضاعف ويتكاثر في حياتك ويجعل الأمور السيئة تقل وتنحسر وتموت بسرعة ، فالصداقة الحقيقية تطهرك وتعلو بك نحو الصديق الأعظم لكل الأصدقاء وهو: الله.
 
فوالله لا يوجد شيء أعظم ولا أجمل ولا توجد هدية اعظم من علاقة الصداقة الحقيقية وأن يعيش الإنسان في علاقة صداقة حقيقية ولو مع بعض البشر من حوله. أولهم قلبه وثانيهم الله وثالثهم شريك حياته وأطفاله ورابعهم أقرب الناس إليه في عالمه الخارجي ، نعم فعلاقته بقلبه وربه وشريك حياته وأطفاله ليست علاقة خارجية وإنما داخلية عميقة ومتجذرة في أعماق قلبه ، لذلك من يعاني المشاكل والسموم في هذه العلاقات لا يشعر بالراحة ولا يشعر بالسلام أبداً .
.
– الأصدقاء حقاً يجعلون الحياة أكثر متعة وأكثر إشراقاً ، فكيف ستكون حياة الإنسان عندما تكون أهم وأقرب 4 علاقات في حياته مفعمة بمشاعر الصداقة ، وهي علاقته بقلبه وبربه وبشريك حياته وأطفاله. حقاً حياته ستكون كالجنة علي الأرض. ليته يعلم أن الجنة قريبة جداً منه فقط الأمر يحتاج منه أن يقرأ ويتعلم ويتفكر حتى يرى هذه الجنة التي تحوطه من كل إتجاه وهو في غباءه وغروره يتخبط في الحياة هنا وهناك .
 
الناس كثيرون ما بين من يمشي أمامك ليقول لك أنا أفضل منك أو قد لا يبالي بك أصلاً فهو مهتم بأموره ، ومنهم من يمشي خلفك وهو يكرهك أو يستمر في دفعك علي وجهك أو قد لا يبالي بك أصلاً فهو متهم بأموره أيضاً ، بينما الصديق هو من يمشي بجوارك وهو أهم شخص في حياتك ، فكل الناس في حياتك عابرون إلا الصديق فهو باقى لأنه يتصل بروحك لا بجسدك ، والروح طاقة لا تموت فقط تنتقل من مكان لآخر وتتحول من شكل لآخر .
 
صديق واحد محب أفضل من مئات الأقارب ، فعلاقة الصداقة تفوق مئات المرات العلاقات الآخرى بل لا يحق لنا أن نقارنها بأي علاقة آخرى .
 
الصديق الحقيقي تجده هو الوحيد الذي يتجه نحو قلبك .. نحو أعماقك أكثر دائماً ..
بينما ستجد بقية الناس العاديين من حولك يتجهون نحو جسدك .. نحو مظهرك دائماً ..
 
الصديق هو الشخص الذي يمنحك الحرية الكاملة أن تكون نفسك.
جيم موريسون
 
الصديق الحقيقي يعرف كل شيء جيد وسيء عنك ومع ذلك يستمر في عيش الحياة معك بحب وبحرية وبسعادة .
 
الصديق الحقيقي يعرف فن التوقيت، فيعرف متى وقت الحديث ومتي وقت الصمت ، ومتي لا يتعدى علي حرية الآخر ومتي يحاول أن يمنعه بأن يضر نفسه بحب وبرحمة لا بجفاء وغرور وغباء .
 
فالصديق هو من يجعلك تخرج أجمل ما فيك من كل شيء للحياة ..
فالصديق هو من يجعلك أكثر سعادة وأكثر حباً وأكثر حياة ..
 
فالصديق هو من يشعل النار بداخلك .. نار الحياة لا الموت ..
فالصديق هو من يشعل النار لإحياء قلبك ولإحياء داخلك بالكامل .
 
الصديق هو شقيق الروح الذي لا ينفصل عنا لا في الدنيا ولا في الآخرة ..
 
آخر أمر سأذكرك به: إياك أن تخون قلبك .. إياك أن تتنازل عن صداقة قلبك لأي سبب وأن تساوم علي صداقته حتى يتقبلك الآخرون ويسمحون لك بأن تجلس معهم ويمنحونك رضا غرورهم عليك ، فأقسم بربي ستخسر كل شيء ولن تكسب أي شيء ، فاخسر كل البشر وكل العلاقات ولكن لا تخسر صداقة قلبك .
 
وصدقني لا يوجد شيء لا يحبه قلبك ولا يرتاح له ولا يشعر بالحرية معه وفي نفس الوقت هذا شيء يكون طبيعي وصحيح ، فإن كانت علاقة بشخص ما فهي أكيد علاقة مريضة ومزيفة وإن كان علاقة بعمل ما فأيضاً هي علاقة مزيف ومريضة ، وأريدك أن تتأمل الناس من حولك ستجد أن أكثر أكثر الناس يموتون ببطيء كل يوم ويعيشون المعاناة والآلام كل يوم في حياتهم بسبب العلاقات المريضة في حياتهم ، فتفكر وتأمل واختر حياتك بوعي وعش من خلال قلبك.
.
كن صديق قلبك تنعم بأجمل حياة حتي وأنت وحدك ..
كن عدو قلبك تنعم بأقبح حياة حتى وأنت محاط بالملايين من البشر أو النقود .
.
.
الحب هو القوة الوحيدة القادرة على تحويل العدو إلى صديق.
مارتن لوثر كينغ جونيور.
 
اقرأ أيضاً: مقالات عن الحب
اقرأ أيضاً: مقالات عن الحياة
اقرأ أيضاً: مقالات عن المرأة
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

2 تعليقات

روح حره 25 سبتمبر، 2016 - 2:02 م

كما قال مارتن الحب يحول العدو الى صديق
اقول انا : الأنثى المرأة تستطيع امتصاص قيود الرجل ببساطه لايستوعبها الرجل نفسه .. ابدعت ي عبوده في معاني تلك الخاطره … ?
وانا اكتب ذلك التعليق عن تجربه .. شكرا لك

رد
Aboda Magdy 25 سبتمبر، 2016 - 8:53 م

.. ? ..
.

رد

اترك تعليقك !