في بداية كتابها “الجنس الآخر” بتقول سيمون دي بوفوار جملة عظيمة جدا.. مفادها إنه لا يمكن تعريف أي جنس إلا بوجود الجنس الآخر.. مما يعني أن الرجال لا يعرّفون بدون وجود نساء وبالعكس.. جملة بتحمل معنى المساواة والتضاد والتكامل في آن واحد..
– – – – – – – – – – –
إعادة الاعتبار للجنس كضرورة بشرية وإخراجه من قمقم العيب والدنس الذي وضعه فيه المتشددون، مع تيسير مؤسسة الزواج التي تحكمه، ستكون خطوة كبيرة نحو صحة نفسية أفضل للأمة..
ولعلّ أول خطوة في حل مشكلة كهذه هي إدراكها.. دون تشنّج أو خجل..
– – – – – – – – – – –
عموما يبدو من الضروري أن يتم صياغة ميثاق ما، يمتنع بموجبه أي شخص لم يضع رأسه على وسادة مع زوج/ة من الإدلاء بهذه الآراء المشوّهة.. والاكتفاء فقط بالسماع والتعلُّم..
لأن الزواج كما السباحة، لا يمكن تعلّمه وفهمه نظريا..
– – – – – – – – – – –
لذلك لو كان الأمر بيدي.. لفرضت على الراغبين بالزواج النجاح في دورة مدتها 3 أشهر على الأقل.. يعد موادها تربويون وعلماء نفس.. تساعد الزوجين في فهم علاقتهما ببعضهما البعض.. مع المجتمع.. مع شرح أساسيات تربية الأطفال..
لأن هذا أهم ما ينتجه أي مجتمع.. بشر متزنون..
– – – – – – – – – – –
طبعا قد تبدو هذه مثالية للبعض.. لكن عندما تصبح أبا أو أما.. تدرك تماما عظم مسؤولية التربية.. وأن الموضوع أعقد بكثير من مجرد الحب.. هنالك الكثير لتقدمه لهم غير الحب.. وأنت فعلا تتكلم عن صناعة إنسان بكل ما في كلمة “صناعة” من تعقيد..
– – – – – – – – – – –
رجل تزوج وطلق أكثر من ثلاثين امرأة.. لا لشيء إلا لإشباع نهمه الشديد بالنساء.. بدون أي اهتمام بما يحصل لطليقاته.. الزواج حلال والطلاق حلال.. ولا يستطيع قاضي القضاة حتى أن يمنعه من ذلك.. لكن استغلال الشرع بهذه الطريقة حرام.. وسيحاسبه الله على ذلك..
أتمنى أن تكون الفكرة قد توضحت..
– – – – – – – – – – –
أطروحة أن الرجل يصبح رضيعا وطفلا مدللا حين تحضّر زوجته له الطعام تهين المرأة من حيث تريد أن تكرّمها.
فهي بشكل خفي تحصر وظيفة ربّة البيت في السرير.. وتخفي أيضا احتقارها لعمل المرأة في البيت.. وهي بذلك تتساوى مع أطروحات مشوّهة أخرى ترى مساهمة الرجل في أعباء المنزل طعنا في رجولته..
– – – – – – – – – – –
التيس المحلل مثلا.. جائز شرعا.. ولا يمكن لأكبر فقيه أن يمنعك من أن تتزوج طليقة رجل لليلة واحدة ثم تطلقها في الصباح لتعود إليه.. جائز شرعا لكنه حرام، تؤثم عليه..
تتزوج على زوجتك مثنى وثلاث ورباع لا لشيء إلا قضاء شهوات.. جائز شرعا.. لكنه ظلم وفجور.. ومثله دفع الدية للقتلة..
– – – – – – – – – – –
يذكرني النقاش الدائر حول سن الزواج بحوار مع صديق قديم.. كان عمره 28 عاما عندما تحاورنا.. فسألته لماذا لم يتزوج بعد؟ فقال:
لا أعتقد أنني جاهز لإنجاب أطفال الآن.. لا أعرف حقا أي شيء عن التربية.. أنا بحاجة قراءة كومة من الكتب عن ذلك.. الأمر ليس سهلا أبدا.. أنت تتحدث عن صناعة إنسان.
– – – – – – – – – – –
.
اقرأ أيضاً: نصائح وأسرار الزواج السعيد
اقرأ أيضاً: اقوال وحكم عن الزواج الناجح السعيد
اقرأ أيضاً: كلام جميل عن الزواج – فلسفة الزواج
اقرأ أيضاً: حكم عن الزواج السعيد – الزواج إحتفال الحب بالحب
اقرأ أيضاً: كلام عن الزواج السعيد
اقرأ أيضاً: كلام عن الزواج والحب
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!
