الوعي .. هل تعلم أن أكثر أكثر الناس تعيش بدون وعي كالروبوتات المبرمجة من قبل سيدها أو أسيادها !؟ ، وهل تعلم أن أكثر أكثر الناس لا تستفيق من تلك الغيبوبة إلا عندما تتعرض لألام كثيرة متتالية قوية جداً جداً وتخسر سنوات كثيرة جداً من أعمارها في هذا العذاب !؟ ( ملحوظة: أسياد الإنسان هم أبواه وأقاربه ومن يكبرونه سناً في المجتمع وعادات وتقاليد القطيع العريض في البيئة التي نشأ بداخلها في مجتمعه )
تعالوا نتأمل أحوال بعض الناس التي عانت أو التي تعاني الآن:
– تلك التعيسة مع زوجها ( أو التعيس مع زوجته ) أو المطلقة التي عانت من سنوات طوال من التعاسة مع زوجها ( أو المطلق الذي عاش سنوات من التعاسة مع زوجته ) ، لو كانت واعية بنفسها وبحياتها ما كانت ستوافق علي هذا الشخص أبداً أبداً ، ولكن لأن أهلها ضغطوا عليها وحاصروها بداخل خانة ضيقة جداً بسبب أفكارهم وقناعاتهم الفقيرة أو لأنهم أجبروها وهي خضعت لهم طبقاً للبرمجة التي بداخلها ، فهي لو كانت في وعيها ولو لدقيقة واحدة وتخيلت مدى البؤس والظلام الذي ينتظرها ما كانت ستخضع أبداً حتي لو كان الثمن موت جسدها أو تركهم والهجرة في بلاد الله والعيش بعيداً عن ظلمهم ..
– ذلك الذي يدرس ( أو التي تدرس ) في كلية أو في مجال أو يسير في طريق وهو يموت فيه في اليوم مئة مرة ويشعر فيه بالضياع والألم والتعاسة ولكنه يسير فيه أيضاً ! ، لو كان واعي بنفسه ما اختار هذا الطريق من البداية ولو كان واعى بنفسه الآن ما كان سيستمر في هذا الطريق ويسبب لنفسه الألم ويملأ قلبه بالألم ويفشل في عيش حياته بسعادة وبسلام .
– ذلك الذي يمارس عادة التدخين أو عادة الإستمناء ( العادة السرية ) ، لو كان واعي بنفسه ما كان سيفعلها أو سيقلل من فعلها إلي أن تنتهي من حياته تماماً ، لأنه يفعل العادة فقط ليهرب من أمراً ما ، ليهرب من عادات وتقاليد المجتمع ، ليهرب من نفسه الممتلئة بسموم المجتمع التي تخنقه ، ليهرب من تحديات الحياة ، ليهرب من إصلاح وتطهير نفسه ، ليهرب من أحلامه ، ليهرب من تحمل مسؤولية حياته ، أي ليهرب من الحياة نفسها .. فهو لو كان واعي بالأمر ما كان سيفعل تلك العادات ، كان سيسأل نفسه بقوة وبوضوح من ماذا أهرب ؟! وبعدها سيتجه فوراً للشيء الذي يهرب منه ويواجهه بقوة وشجاعة .
– ذلك الذي يتعذب هو ومحبوبته رغم أنهما في سن الـ 18 عام أو قد يكونا تعديا هذا السن ، ومع ذلك يتعذبان مع بعضها الآخر لأنهما لا يستطيان الزواج من بعضها الآخر إلا عندما يرضى كل طرف أهله ، الذي رضاهم دائماً في عادات وتقاليد قبيحة لا فيها منطق ولا حب ، قوانين موتى مسمومة غير صالحة للحياة الآدمية ، ومع ذلك بدلاً من أن يتحملوا مسؤولية حياتهم ويعيشوا حياتهم بقوانينهم الخاصة ويتجهوا لأهاليهم بقوة وبشجاعة ليقولوا لهم نحن نريد ان نتزوج ببعضنا الآخر هذا الشهر ، نحن لا يهمنا عاداتكم وتقاليدكم .. لا نريدها .. ولا تعنينا في شيء .. سنتزوج بطريقتنا الخاصة ونبدأ حياتنا بقوانينا الخاصة .. نرجوا منكم أن لا تقفوا أمام حياتنا ومستقبلنا ، وأن وقفوا أمامهم وحاولوا إستعبادهم يتركونهم ويهاجرون في بلاد الله الواسعة بعيداً عن ظلمهم ويبدأوا حياتهم بسعادة وحب كبير .. فبدلاً من أن يفعلوا ذلك ويسيروا في الطريق الطبيعي يتجهوا إلي العادة السرية والأفلام الإباحية وإلي العيش في دور الضحية والمظلوم والبائس وأن الدنيا سيئة والله خلق الدنيا صعبة ومعقدة .. الدنيا سهلة ولكن أنتم جبناء .
بكل تأكيد قلوب من سبق ذكرهم قالت لهم ذلك ، ولكن البرمجة وكثرة الأفكار بداخلهم والمخاوف والبذور المسمومة التي زرعت بداخلهم علي مدار سنوات ماضية غطت علي صوت قلوبهم فكفروا بها ، فاختاروا الخضوع والعبودية للبشر من دون الله وتجميلها أيضاً ! ، وبعد أن يتعذبوا ويخسروا سنوات طوال من أعمارهم يرجعون لبرمجتهم مرة آخرى فيجدون برمجتمهم المسمومة تقول لهم قلوبنا هي السبب !!!!! ، هم أصلاً لا يستيطعون أن يفرقوا بين صوت القلب وصوت الدماغ البشري ! .. هم يعيشون في تشوش كامل ويخفونه بإنضمامهم لجماعات مختلفة والإنخراط بين الناس لينسوا أنفسهم لأنهم عندما يختلوا بأنفسهم يظهرون علي حقيقتهم وهم يخفون جداً من حقيقتهم لأنها مريضة بالكامل .
كل ما سبق ذكره هي مجرد عادات الإنسان يفعلها بدون وعي ، ولكن الأسوء عندما تتحول حياة الإنسان كلها لعادات مسمومة تسمم حياة الإنسان طوال رحلة حياته .
عبدالرحمن مجدي
هل ساعدك هذا المقال ؟