الرئيسية » خواطر » اقوال اوشو » المستقبل المجهول – علاج الخوف من المجهول

المستقبل المجهول – علاج الخوف من المجهول

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1206 المشاهدات
المستقبل المجهول - علاج الخوف من المجهول
عادة يحيا عدد كبير من الناس حياة مغلقة. لا يفتحون أبوابهم ونوافذهم. يعيشون في الخوف من المجهول. لا يسمحون للشمس و للمطر و للريح أن تدخل إلى كياناتهم. ولكن إذا وضعت شتلة ورد في غرفتك وأغلقت كل النوافذ و كل الأبواب ولم تسمح للريح ولا للمطر ولا للشمس أن تصل إليها. فإنك لن تستطيع التمني أن تحيا شتلة الورد. إنها سوف تموت .
 
هكذا هي حال هؤلاء الناس. إنهم أشباه موتى. يعيشون حياة ميتة. فقط يجرجرون أنفسهم جثثا حية بطريقة ما .
 
أن تحيا الحياة حقاً عليك أن تكون متجاوباً مع كل ما في الحياة. عليك أن تكون بلا مخاوف. هناك فقط شيء واحد عليك أن تخاف منه: أن تصير خائفاً. كن رافضاً للخوف من أي شيء. لأنه يشلك. يقتلك. حين تبدأ في المسير بإتجاه المجهول على الرغم من كافة المخاوف. تبدأ حياتك في اكتشاف أشياء جديدة عديدة لم تكن واعياً لها. وكلما تعمقت تعمقت دهشتك و نشوتك .
 
وعندما تبدأ في المسير بإتجاه المجهول يواجهك الكثير من التحديات التي عليك أن تجابهها. والتعامل معها. فتصبح وبشكل طبيعي أكثر انتباهاً. و يقظة ووعياً. عليك أن تصير ما صرت إليه. كما لو إنك تمشي على حد السكين. كيف يمكن أن تبقى نائماً. متهاوناً، عليك أن تصبح يقظاً ومنتبهاً. إنها مجازفة عليك أن تتحمل تبعاتها. وحينما تكون هناك مخاطرة يغدو ذكاؤك حاداً. وعندما يكون الذكاء حاداً. تكون النشوة عظيمة. وتغدو منتشياً في كل لحظة .
 
فقط في مناخ المغامرة. النشوة. التكامل. المخاطرة. الذكاء. الوعي. يفتح الوجود الداخلي أبوابه. ويصير البرعم زهرة .
 
عندما لا تكون خائفاً من المجهول. يقرع المجهول بابك ولن يزعجك. فالله لا يتدخل في حياة أي إنسان. الله يحب مخلوقاته. لذا فالله يترك لكل انسان حريته الكاملة. حتى الحرية التي تتحرك ضد المشيئة الإلهية. فتلك الحرية جزء من الحرية الكاملة التي أعطاها الله لنا. حتى أن تغلق الباب أمام دخول الله إليك. فذلك جزء من الحرية المعطاة لك. ولكن من الغباء أن تستخدم الحرية في تلك الطريقة السلبية. عليك أن تستعمل الحرية بطريقة إيجابية. من أجل أن تستقبل الضيف المجهول. من أجل أن تخلق الثقة و المحبة و النعمة التي تجعل الله قادراً على الدخول إليك .
 
إن اللقاء بين وجودك و الوجود الكلي الشامل هو بداية النور. بداية الحياة الابدية. بداية الخلود. وهذا هو البحث الذي يسعى إليه كل إنسان. عارفاً أم جاهلاً .
 
كل فرد منا يريد أن يعرف الشيء الذي لا يمكن تدميره. ولا مصادرته. كل فرد منا يريد أن يصل إلى النور. كل فرد أن يمتلك عينين ليرى. ووضوحاً في الرؤية. ولكن الناس يستمرون في فعل أمور تمنع عنهم الرؤية. وتعيق بصيرتهم و تشل وجودهم .
 
الحبيب اوشو
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !