الرئيسية » الذات » كيف تغير حياتك » تعبت من كل شي حولي

تعبت من كل شي حولي

بواسطة عبدالرحمن مجدي
5157 المشاهدات
تعبت من كل شي حولي

المحتويات

1- حوار مع صديقة مُلحدة

كتبت هذه الرسالة:
كفرت بالله ليس إقتناعآ بأنه غير موجود.. بل مقتنعة بوجوده ومع ذلك كفرت .. أحب زوجي لدرجة الهوس ولن أتحمل رؤيته بأحضان العاهرات في الجنة .. أريده لي وحدي .. ولا أريد إفتعال المشاكل في الجنة فكفرت لأدخل جهنم .. فنارها سيحرق جسدي أما الجنة فستحرق قلبي.. ولست غاضبة من الله ولا أكن له أي حقد .. أنا فقط حزينة .

فقلت لها:
رساله غريبة !!! .. كأنك تكفرين بالحب لأن أحدا ما قال لك أن الحب لعنة أو جريمة!! .. أو أن الحب سيفعل في زوجك كذا وكذا .. إن أردتي أن تؤمني أو تكرهي الحب فذهبي للحب واساليه بنفسك بعيون فارغة خفيفة وقلب برئ .. وجربيه .. وبعد ذلك قرري ،، إنما الأخذ بكلام الناس في أي أمر لا يصلح لإنسان عاقل!

فردت:
بإختصار لأنني أؤمن بالحب وأقدسه .. كفرت بالله عدو العشق

فقلت لها:
عن أي اله تتحدثين ؟ .. هناك ملايين الآلهة .. في الدين الواحد ربما مئات على الأقل .. انا اؤمن واقدس الحب وهذا لا يتعارض مع ايماني وحبي لله الذي اعبده .. انتي في حاجة أن تجدي إله يؤمن بالحب ويقدسه .. ولست بحاجة أن تكفري بالله!! ..

وكذلك الحب في المثال السابق، انتي بحاجة أن تصلي لنهر الحب العذب الذي سيُحيي قلبكِ وروحكِ ويجعلكِ تعيشين جنة الدنيا .. لا الحب الذي سمعتيه من الآخرين والذي هو لعنة وجحيم يحرق روحك!

لان الحب الطيب أو الطبيعي موجود بل هو أصلنا وحقيقتنا، وكذلك الحب المريض موجود، ولكنه ليس أصلنا فهو فقط مجرد سموم .. حينما تموت البكتريا والسموم سيموت الحب المريض ويزهر في قلبك الحب الطبيعي، أتمنى لك كل الحب والسعادة والسلام

فردت:
عجبني تعليقك كلام روحاني مريح نفسيآ شكرا والسلام لقلبك

2-تعبت من الحياة ماذا افعل

وأنتهى حوارنا هنا، ولم أكمل حديثي رغم أنني أحمل الكثير من المشاعر والكلمات .. ولكني علمتُ أن ما يجب أن يعبر ويتدفق من خلال قلبي قد انتهى، وأنه قد حان وقتها لتكون صادقة مع نفسها وتُجرب بنفسها الأفكار التي شعرت أنها مُريح نفسياً لها .. وتبدأ من هنا نحو الراحة النفسية والسعادة والسلام – وهي غاية أي إنسان طبيعي عاقل – أو تستمر في الدوران في حلقات البشر المُغلقة التي ستبدأ وبعد مشوار طويل وتعب ومجهود ستنتهي من حيث بدأت، ولن تصل لشئ ذا قيمة.

لأن البشر أغلبهم حتى في أديانهم التي غالباً ما توارثوها عن أجدادهم بمحض الصدفة -إن صح التعبير- يتعاملون مع الحياة بمنطق أن 1+1=2 إذا قيل لهم ذلك ، وأن 1+1=0 إذا قيل لهم ذلك .. وكل شئ في حياتهم لا يخرج عن مسألة حسابية لا يفقهون منها شئ، ولكنهم يحفظون أركانها عن ظهر قلب .. المعطيات والمطلوب والنتيجة! ..

ولا يعلمون أنه في الحياة 1+1=2 إذا كنت تتعامل مع قوانين فيزيائية والتي يتغير قوانينها ويتجدد ويكتشفون صحة بعض القوانين وخطأ بعضها الآخر كلما مرة عليها الزمن، وأننا كبشر أقصى قدر نعيشه هو 100 عام!، ورغم أنه في الحياة نحن نتعامل مع عالم ما وراء الفيزياء ،، ولا يعلمون أنه في حياة الإنسان الحقيقية والأهم – أي التعاملات الإنسانية والمعنوية من حب وإيمان وسعادة وسكينة وإبداع – لا نتعامل مع الفيزياء والأرقام؛ لأن الأرقام عقيمة أمامها.

فمن الحماقة أن يذهب الإنسان للأرقام ليبحث عن حب زوجته مثلاً، أو يبحث في الأرقام ليُصبح مُبدع في الرسم أو لاعب كرة قدم محترف ، أو ليبحث عن سعادة وسكينة طفله الصغير الذي تركه حينما تخلى عنه هو أولاً مُدعياً العلم والمعرفة وتجمد كالحجارة.

3- مشكلة الانسان المعاصر

مشكلة الإنسان أنه يريد أن ينظر بعين الآخرين ويعيش ما يُريده هو. أي مثلاً يريد أن يعيش وفقاً لمنطق مجموعة ما أو معتقد ما عن الزواج مثلاً، وفي نفس الوقت يريد أن يعيش علاقة سعيدة .. علاقة لها تفاصيلها الخاصة به .. كأنه يريد أن يرسم رسمة وردة بشكل ما في خياله هو، ولكنه ينظر للوحة بجانبه وينقلها في ورقته أو يترك الناس يقولون له تفاصيلها ، فيرسمها كما نقل أو كما قيل له، وحينم تنتهي الرسمة ولا تعجبه لأنها ليست كما أرد .. يتهم خياله بأنه مريض أو يشك في قدرته على الرسم!

نجاح العلاقة الزوجية ليست بإستمرارها بل بمدى السعادة فيها ..
نجاح حياتك الإجتماعية ليست بإستمرارها بل بمدى السعادة فيها ..
نجاح مُعتقدك أو دينك (أي كان) ليس بإستمراره في حياتك، بل بمدى السعادة فيه ..

وحينما تستمر في أي مما سبق وأنت لست بسعيد، بل إن سعادتك لا تزيد فيه ومعه وبه أو تأتي عليك لحظات تصعد بقوة ثم تصبح عادياً وهكذا .. فأنت تحتاج أن تكون إنسان؛ لأنك حتماً تخليت عن إنسانيتك وأصبحت شيئاً آخر.

والسعادة ليست بموافقة الناس عليك أو رفضهم، فهذه سعادة البهائم، إنما أتحدث عن سعادة طفلك الصافية البريئة الحرة، والتي خُلقت بها كجزء أصيل فيك، والتي حتماً شعرتها لمدة سنوات طوال ربما 10 سنوات على الأقل، والتي قد تنشأ وتصل ذروتها في وحدتك الحميمية بصحبة كيانك المقدس.
– – – – – – – – – – – – – – –
عبدالرحمن مجدي

اقرأ أيضاً: بحث عن الالحاد في الاسلام
اقرأ أيضاً: تجربتي مع الاكتئاب الحاد والشفاء منه
اقرأ أيضاً: كيفية علاج ظاهرة الالحاد
اقرأ أيضاً: الاكتئاب المزمن الحاد,اسباب التفكير بالانتحار,العلاج النفسي للانتحار

هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !