حدثني عن ليلتك الماضية، كيف خبأت دموعك جيداً تحت الوسادة، سأعلمك كيفية تحسس يديّ تمسحُها في كلِ مرة، أنا هنا في حيّن سماعك للأغاني الحزينة، أشعرُ بضعفِ نبضات قلبك ومدی بؤس عيناك الناعسة، سأكون هنا وأحبك في كلِ مرة بعمق وكأنها المرةُ الأولی.
* * * * * * * * * * * * * *
أنا هُنا على حافة الإنهيار ربما ! ، أحاول أن اجمع شتاتَ نفسي ، فأدعوك إلى عناق يُطفي كل هذه النار بداخلي ، عناق يدفع الفوضى من على كتفي ، لتفتح لي ذراعيك فأنغمسُ بك ، اشتم رائحة عطرك ، استمع إلي نبضات قلبك ،ثم أطمع بالكثير فأحتضنك أكثر حتى يخُيل لي أني أصبحتُ جسد ينبض بدقات قلبك ، يا إلهي كيف يستطيع إحتضانك أن يفعل بي هذا ، أي معجزة تلك التي تحدث كلما دعوتك لإحتضاني، أشعرُ بأن السماء والأرض وما بينهما تبتسم لإحتضانك لي .
في كل مرة أحتضنك بها كنت أصنع ذاكرة مُمتلئة بك فارغة مما سواك ، لعلي أحاول أن أخون الرحيل معك ، أن أطعن المسافة بخنجر صنعته منك ، أحتضنك لأشعر إن كُنت هُنا أم تُركت لثراء ..
* * * * * * * * * * * * * *
تُزعجني جدًا هذه الخلافات الصغيرة بيننا ، رُبما تبدو عاديةً لك ولأي شخص آخر إلا إنها تأكل قلبي بإستمرار . أعلم أني أحياناً أبالغ برداتِ فعلي وأحزنُ على خلافاتٍ تافهة قد تحدثُ بين أي شخصين ، إلا أن شعوري بأنني لا أستطيع الحديث معكَ يجعلني أتهاوى على حافة الإشتياق . مراتٍ عديدة أخبرتكَ فيها كم أكره الإحساس بالشوق ، لستُ مُتصالحةً معه ، ولا يهدأ لي بالٌ حتى أكلمكَ وأزيح الشوقَ عن كاهلي ، ربما لهذا السبب أكرهُ جدًا تلك الخلافات الصغيرة “
* * * * * * * * * * * * * *
أرتديت معطفك الصوفي ، تسربت رائحتك منه ، أحتضنته أخدت أنفاس عميقة ، بدأت بلمسات ناعمة ألف ذراعي حول جسدي الصغير ؛ اُلملم رائحتك ، أغمضت عيني رأيتك تنغمس بي ، ألتصق جسدي الصغير بحضنك الذي أتسع لي ، سمعت ندائت روحك لروحي ، شعرت بخفقان قلبي المُمتلى بترنمية السلام الروحي ، تشبت بصورتك تلك ، بدأت ذاكرتي بالإنغماس بلحظة سبتمبر من العام الماضي ، مزيد من الذكريات تخترق قلبي ، أمسك ذراعي أحيط جسدي بتشبت أكثر خوف من تلاشي تلك الذكريات ، ثم تمتمت بدعائي الدائم ، أن يجعل الله روحك تُحيطني ، أن يرحمك أينما كنت ، أن يغفر لك ، أن يبدلك دار خير من داري ، أن يجعلني ألتقي بك .
* * * * * * * * * * * * * *
دائماً كنت أرحب بالوسطية ، وأرفض أن يكون هنالك شخص ما قريب كل القرب مني ، كنت أخشى أن القرب والأقتراب سيكون خانقاً .. أفقد به هواء روحي حيث أنني لن أستطيع الرؤية أو النظر إلي الحقيقة ، فأنا أقدس حرية القلب بصورة كبيرة بل مبالغة للحد الذي يجعل روحي تخاف التعمق والمغامرة ، وها أنا الآن أقتنع بشيءٍ آخر تماماً ، بل وأرغب بهذا القرب والأقتراب والمزيد من المجازفات والحماقات .
“هل سبق وأن أتاك شخص ما ليغير جميع مفاهيمك ؟ بل يقضي عليها!؟ ” .. لقد حصل ذلك معي أيضاً ، لقد آتى إلي شخص يثبت أن السماء والمطر والغيوم والبحر والموسيقي والرقص والعصفير والورد وسندوتشات الشوارما والبيتزا والأقلام والكتب وجميع الأفراح والإستثناءات وجميع الأشياء التي أحببتها والأشياء التي طالما كنت أشعرها لوحدي سأشعرها برفقته وأحبها معه ، لم يكن يسعني تخمين فكرة أنني أنظر للعالم من عين شخص ما ، أن يكون نافدتي المُبهرة للعالم ، أن يكون فيلسوفي في لحظة ملل مُقيتة ، أن يكون ساخر حد التفاهة ، أن يكون خيالي حد الجنون كأن يجعل شجرة الدار تتحدث معي في مشهد مُوسيقي لسيفونية ثرثارة ، لم يكن بوسعي ان أُخمن ذلك ..
* * * * * * * * * * * * * *
عزيزي السيد قلبي بالأمس ، لاحني وجهك من جديد ، ولج خيالي مجدداً ، وبدأت أتذكرك كلك ، كل الأيام التي كانت معك ، ضحكاتنا ، جدالنا ، نقاشنا ، حتي تلك الأمور التي لم يعرها أحدهم إهتماماً كنا نجيد الإهتمام بها ، ولوهلة شعرتُ بالخوف ، قيل لي أن الحُب والخوف لا يجتمعان ؛ حينما يحضر أحدهما يتلاشى الآخر ، وها أنا أتلاشى خوفاً من التورط بكَ أكثر مما حدث ، خوف من عدم المُضي معاً ، خوف من تغيرك المفاجئ ، خوف مما سيحدث لنا ، أحاول إنقاذ ما تبقي ربما ، ولم أستطع ذلك ولكن أجيد المحاولة .
كُنتَ تُخبرني بأنك تُحبني ، تشتاق لي ، تدعو لي ، كنا نتقاسم كل شيء ، هذا ما أحببته بكَ ، أحببت جنونك ، شغفك ، إندفاعك ، أحببت نظرتك تلك ، أحببت صوتك ، كُنت إستثناء ، ثم ماذا حدث لك !؟
تغيرت بدأت بالإنكماش، أحسست حينها أن هُناك ما سيحدث لنا ، تركت فكرتي تلك تتلاشى في لحظة آمان معك ، إلا أنها تحلق حولي كثيراً تزئر في وجهي ، ماذا حدث لشجاعتك ! ، أتخاف التعمق أكثر ؟ ..
عزيزي لا حُب للجبناء ، كُنت أود أن تُجيب عن سؤال واحد فقط ، لأخُبرك بعدها أنه لا يهمني عدد العقبات التي سنُصادفها لأنني سأتمسك بك وبيدك أقوي في كل مرة مهما بدا ذلك مستحيلاً ، سنتخطئ كل شيء معاً ، سأجعلك الأول والأخير ولن أفلتك مهما خرت قواي ، لن أتخلى عن عيناك ، ضحكتك ، صوتك ، لن أترك وجهك لكاتبة غيري ، أنا هُنا أسندك ونقطة إرتكازك ، وفي حال خارت قواك وما عدت قادر على المُضي ، أقف بجانبك كعصي تستند بها لنكمل معاً …
أصبحت شخصاً آخر لا أعرفه ، تتجنب الحديث ، تتركني على الهامش هُناك أطحن نفسي بظنون كثيرة ، ثم تعود إلي شخص آخر .. أحاول إيجاد شخصي المُفضل ولم أجده ، أهملت الكثير مني ، تُدهشني قسوتك ، جعلت منى أرجوحة وأنا لا أحب ذلك .. تارة تحملني إلي أحدى الغيمات وتارة تسقطني وكأني لم أكُن يوماً ، دعنا نتوقف هُنا وأنا أحمل لك كل هذا الحب ، لا أود كرهك لا تحاول أن تُصبح شخصاً آخر خوفاً علي من التعلق بكَ ، أحبك ثائر ، مقاتل ، شجاع ..
كُن بخير ، أدخل سماعتك وأستمع إلى أغنية مجيد “عايش سعيد ” ستفهم ما الذي يحدث لي …
* * * * * * * * * * * * * *
أسمعُ خطواتك جيداً خُطوه تليها خطوة, خطوات مبعثرة كفصل الخريف, عيناك تُمثلان البرودة ولكنهما يقولان عكس ذالك, لا أعرف هل البرودة صفة القوة, أم أنك تحب الأزدواجية , أعلم مدى قوتك وضعفك, أعلم جيداً سبب الأزدواجية في نَظرَتك تلك, نظرَتك تُذكرني في لقاءنا لن أقول أخر لقاء ، لطالما تعاهدنا أن نلتقي ونحتضن حرارة ما نكونُ عليه حينها, لقاء في سجدة شكر ,دعاء اُتمُتم في باطني يداي بكلمات أعلمُ يقيناً أنكَ تعلمُها, بعدها أغمض عينَي أراك أمامي أهمس لكَ أستودعتُك في رعاية الله , أعلمُ أنكَ تعلُم ما أعلم ،
لم تُخيفني خُطواتك تلك ،لم يُخيفني شي ، الحادي عشر مساء ،الليل يهمس للحب، يتكحل بعينَك ،ظلام لم أرئ مثله، توقفت الخطوات ،وبدا نصيب الباب في الأرتباك ، أرد بصوت مرتبك من هناك ،تُجيب في وقتها ،لن أنكر أنني علمتُ أن هناك ما يحدث أو سوف يحدث ،نظرتُ في ثقب الباب لأتاكد ،لأنكر ما سوف يحصل ، لم يكن نصيب الحديث الرسمي يومها ،كان للصمتُ حديث من نوع آخر ، حديث أخبرتني ما لم تبوح به ،فأصاب أحتمالي ، وبدا الخوف يظهر ع معالم وجهي ، حينها قررت أن تتجاوز حوار الصمت ،
فقُلتَ لي من يُدافع عن قضية لا يموت, لطالما كُنتِ قضيتي الأولئ , حينها شعرتُ بالغيرة ,أعلُم أنكَ شعرت بذالك , أكملتَ قائلاً: الحبُ والحرب يعلم قضيتهُما رجل! أنا من أجل الحب أكون وأعلم أنني أملك قضيه وطن لن أموت …
أنتِ قضيتي ، قوية دائماً ،لن تنهزم ،صلبة ،مقاومة محبه ،تعلم كيف تكون .
أُخبرك اليوم أنني مازلتُ على ما عهدتني قوية وصلبة, أنتظرُكَ على حافة الباب يتسلل الضوء من النافذة المجاورة له , نسمة هواء باردة تُداعب وجنتَي ترسل إلي رسائل تذكرتني بكَ, أحبُ فكرة أختلاق الخُرافات كرسائل الحبُ تُداعب الوجنتين, اِن سالتني متئ ، أعلم أن الزمن وهمٌ شبهُ مؤمنة بذلك ، فأنت حاضر وغائب معاً ، لا أعلم سبب إنتظاري لكَ في الشروق والغروب, لعلكَ نقلت إلى عدوى الأزدواجية أم أنني أحببت الضوء المتسلل يذكرني بك , أحب أن لا أبوح لكَ هنا ما سر الخُرافة , مازلت أنتظرك كأول لقاء…
* * * * * * * * * * * * * *
هل ساعدك هذ المقال ؟ .. شاركه الآن!