الرئيسية » خواطر » كلمات معبرة » عبارات وحكم مؤثرة

عبارات وحكم مؤثرة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1461 المشاهدات
كيف تعيش الحياة - كيف تعيش سعيدا
الصغار يقترفون الأخطاء ومع مرور الوقت يتعلمون ويصلحون أخطائهم ..
الكبار يقترفون الأخطاء ومع مرور الوقت يتعلمون كيف يبررونها ؟ وكيف يلعنون الحياة ؟ والأمر الأكثر غباءاً هو كيف ينسبون أخطائهم ومشاكلهم وفشلهم وبؤسهم وألمهم إلي النظام الكوني أو إلي الله نفسه !؟
– – – – – – – – – – –
– دع طفلك عندما يخرج للحياة يقع في عشقك إنسانيتك ..
دعه يصاب بالذهول أمام روعة إنسانيتك وحبك الصافي في تقبله بالكامل ..
تقبل إختلافه عنك. تقبل وإحترام حريته. تقبل أفكاره ومشاعره الخاصة ..
تقبل الطفرة الموجودة بينك وبينه ؛ فهو بداية جيل جديد وأنت نهاية جيل ..
فهو في بداية رحلة التعرف علي نفسه وإكتشاف أسرار جديدة في عالم الحياة الساحر ..
 
دع طفلك يعيش الحياة معك كإنسان حر سعيد كما خلقه الله ..
لا تحوله لضعيف بائس. مجرد عبد للناس والمجتمع والظروف ..
دعه يقوم بأخطائه .. دعه يجد طريقه بنفسه .. دعهم يتبع قلبه ..
دعه يسير في طرقه الخاصة حيث يريد. حيث يرغب. حيث يشعر بالحياة ..
 
وكن أنت الصديق .. كن أنت الحبيب .. كن أنت الرفيق ..
لا تكن أنت السيد وهو العبد .. لا تكن أنت المعز وهو الذليل !
كن صديقاً له ، ودعه يكون صديقك في هذه الحياة ..
ولا تتعدى حدود الصداقة ، حينها ستكون الحياة بينكم حقاً رائعة ..
ستكون الحياة حفلة .. رقصة .. غنوة جميلة ساحرة سعيدة لك وله .
 
وتلك الفترة في حياته ستكون من أسعد وأجمل وأقوي مراحل حياته ..
لن يحلم باليوم الذي ينفصل عنك فيه ويخرج من سجنك المؤلم الظالم ..
بل سيحلم باليوم الذي يدخل مرحلة جديدة آخرى في الحياة ..
فأنت نفسك ستساعده وتشجعه علي هذا الحلم ..
 
ومرحلة شبابه ستكون مرحلة أكثر سعادة وأكثر قوة وأكثر جمال ؛ لأنك أنت منحته في طفولته وفي مراهقته الكثير من الحب والكثير من الحرية والكثير من القوة ، فأنت جعلته أقوى فلا حاجة أن يفعل مثل الكثير من الناس بأن يضيع شهور وسنوات من شبابه في علاج الإضطرابات النفسية التي سببتها له وزرعتها بداخله في طفولته ومراهقته ، وتلك الأمراض التي غالباً تظل مع الإنسان حتي يموت ويدخل قبره ، فالإنسان يصبح يؤمن بأمراضه أكثر من إيمانه بأي شيء آخر .. والسبب الأول هو أنت أيها الأب أو أنتي أيتها الأم التي تدعين الحب لطفلك .. كما كان أدعى أبواكي الحب معكي ومنحوكي الكثير من الألم والتعاسة وكل شيء تحت غطاء كلمة الحب !
 
حان الوقت لتوقف هذه السموم المغلفة بإسم الحب الآن ، فتنظف وتطهر قلبك من تلك السموم ، حتي تعيش السعادة والحب في ما بقى من حياتك علي الأرض .
 
كن أنت مصدر سعادة له ، لا مصدر تعاسة.
كن أنت مصدر حرية له ، لا مصدر قيود .
كن أنت مصدر حب له ، لا مصدر كره .
كن أنت مصدر حياة له ، لا مصدر موت .
 
وإن كان تم إستعبادك في طفولتك وتم تدميرها إلي أن أصبحت الآن كبير في السن وكبير في التعاسة والضجر ؛ فإبعد عن أطفالك أمراضك وأصنامك الخاصة ودعهم يعيشون حياتهم كبشر أحياء لا كعبيد .. لا كجثث ميتة متحركة ، وأنت أذهب وعالج أمراضك ونفسك بنفسك .
– – – – – – – – – – –
– دائماً الأبوين يعلمون الطفل أشياء كثيرة لا قيمة حقيقية لها ويسلبون منه أهم قيمة في الحياة علي الأطلاق وهي ” السعادة ” والأسوء أنه يسرقون منه أهم ما يملك قلبه الحي ، ويحولون قلبه إلي جيف نتنة ميتة ، فالأبوين يعلمون الطفل أولاً كيف ينتمي لمذهبهم الديني والفكري الإجتماعي ، ثم كيف يصبح طبيب أو مهندس أو متعلم طبقاً للمجتمع لا طبقاً للعلم أو الفائدة الحقيقية الذي سيحصل عليها ، ثم كيف يجمع المال ، ثم كيف يمارس الجنس ، .. ولكنهم لا يعلمونه كيف يكون سعيد !؟ ..
 
وللأسف يمنحونه كل تلك الأفكار والمشاعر والتي يعتبر أغلبها فاسد ليس إختيارياً لأنه في نظرهم لا حق له في الإختيار ، فهم أسياده الأكبر منه سناً وهم من ينفقون عليه من أموالهم الخاصة وهم العقلاء الذي يحفظون قوانين المجتمع عن ظهر قلب ويسيرون عليها ؛ لذلك يجب عليه ” الطفل ” أن يخضع لهم في صمت وإلا فالسخرية والشتم والضرب هو أسهل ما يمكن أن يحصل عليه إذا لم يخضع لهم .
 
فيقومون بأقذر عملية يفعلها البشر علي الأطلاق بدون وعي ، فيسرقون من طفلهم برائته وسعادته وحريته وقوته وحبه لنفسه وللحياة ، ويمنحونه التعقيد والتعاسة والقيود والضغف والكثير من الكراهية تجاه نفسه وتجاه الحياة ، هم يفعلون جريمة بشعة في حق أنفسهم وفي حق طفلهم ولكنهم لا يشعرون ولا يعقلون فهم فقط يسيرون كالآلات علي قوانين المجتمع نحو المعاناة المستمرة المتزايدة .
– – – – – – – – – – –
– بعض الآباء والأمهات يشعرون بالوحدة والإنفصال والتنافر والصراع تجاه بعضهم الآخر ، فكل ما يمنحهم قيمة في الحياة هم أطفالهم ، وكل ما يربطهم ببعضهم هو فن خلق التعاسة وفن خلق الكراهية والمشاكل في الحياة عن طريق نحت أطفالهم ليصيروا نسخ ميتة مكررة منهم وليحققوا طموحاتهم التي لم يحققوها بأنفسهم ، وكأن أطفالهم كالحجارة لا يشعرون ! .
 
أي لن يعرف الواحد منهم نفسه ومن هو ؟ ولا ما هي قيمته في هذه الحياة إلا إن لم يكن أب أو أم لأطفال يحركهم في الحياة كالعرائس في يديه ، فهو لم يستطع تحريك نفسه ولا حياته كما يريد وإلا لكان الآن في مكان أفضل وبداخله سعادة وحرية وحب يمنحها لأطفاله لا تعاسة وقيود وكراهية .
 
والآن يريد أن يدمر حياة أطفاله بدافع الحب. الحب الذي يدعيه خلفه توجد جبال من الفراغ العاطفي والأمراض النفسية المعقدة والتي دامت لسنوات طوال وهو محافظ عليها ويحميها ويساعدها علي الزيادة والتكاثر بداخله ، وبدلاً من أن يعالج الإنسان نفسه فهو يخرج سمومه علي أقرب الناس إليه ، فيدمر بداية رحلة حياة أطفاله ويجعلها كفترة سجن مؤلمة ، ويعيش هو ما بقي من حياته في إحتضار مستمر منتظر الموت .
– – – – – – – – – – –
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !