النية مقابل الرغبة
عزيزي انتبه .. ربما أنت الآن في طريقك لمعرفة أهم حقيقة في حياتك.. تأمل معي المثال التالي:
يوسف يرغب في الزواج .. قوة هذه الرغبة 5 درجات .. ولأنها فكرة في اتجاه الزواج سأعطيها اشاره موجبة ( +5 ).
لكن يوسف في ذات الوقت يحمل فكرة دفينة في أعماقه أن النساء مثيرات للقلق والتوتر.. وهذه الفكرة قوتها 4 درجات.. وحيث أنها فكرة ضد المرأة وبالتالي ضد الزواج منها سنعطيها اشارة سالبة ( -4 ).. كما أن يوسف به خوف من مسئوليات الزواج وتبعات تكاليفه على دخله الشهري وهذا الخوف هو شعور سلبي ضد الزواج قوته ( -3 ).. وبذلك يصبح يوسف الآن بين ثلاث أفكار وقناعات مختلفة.. واحدة منهن في اتجاه الزواج واثنتان في الاتجاه المعاكس.. وبحساب مجموع قوى الأفكار.. يكون الأمر كالاتي 3 – 4 – 5 = ( -2 ).. ويعني ذلك أن حاصل القوى التي تحرك يوسف في هذا الشأن هو ( درجتان ) في الإتجاه السالب.. أي في الإتجاه المعاكس الذي يبعده عن الزواج.. النتيجة يوسف لا يتزوج.. ستظل تظهر ليوسف العراقيل والأسباب التي تدفع به بعيدا عن المرأه مهما بلغت محاولاته في الزواج.. ولكي يتزوج يوسف عليه أولا التخلص من الأفكار والمشاعر السالبة المعيقة تجاه المرأة والزواج بشكل عام والتي تضعف من قوة نيته في انشاء حياته الزوجية.. انتهى المثال.
الآن يا عزيزي عليك أن تفهم أن أحداث حياتك ما هي إلا إنعكاس لحاصل مجموع نواياك.. وأن النية ليست هي الرغبة.. عليك أن تعي الفرق بينهما تماما .. أنت تبلغ نواياك لا رغباتك.. وتحقق رغباتك فقط إذا اتفقت مع نواياك.. ولم تعد النية كما كنت تعرف في السابق أنها مجموعة الافكار الدافعة لتحركك في اتجاه ما .. إن كل فكرة تدور براسك وكل شعور يختلج صدرك ينطلق إلى الكون في صورة إشعاع طاقي ذو تردد واتجاه ليلتحم مع ما يشبهه من اشعاعات كونيه من ذات التردد ومن ثم يجذبها إلى حياتك. فالنوايا الطيبه تجذب إليك الأحداث الطيبة والخبيثة تجذب مثيلتها من الأحداث وهكذا.
وعليه تصبح النية هي حاصل ما يحتويه الإنسان من مشاعر وأفكار .. وسواء كانت أفكارك و مشاعرك مقصودة او غير مقصودة هي في النهاية تشكل نواياك التي تنطلق لتجذب إلى حياتك ما يكافئها من أحداث.. نعم أنت ترسم حياتك بريشة نواياك.. جهلك بنواياك لن ينجيك.. أنت تقابل ما يكافئ نواياك بمنتهى الدقة.. يقول النبي الكريم “وإنما لكل امرئ ما نوى“.. وفي ظل ما وصل إليه العلم الآن يصبح هذا الحديث الشريف قانونا كونيا بالغ الخطورة.. وتصبح الدعوة هنا.. غير أفكارك ومشاعرك تتغير حياتك.. إن قوة النية تكمن في تخليصها من الأفكار والمشاعر المعيقة لتحقيق رغباتك.. ولن تقوى نيتك قبل أن تقوى نفسك بتزكيتها وتطهيرها من المضعفات.. وهذا ما نطرحه على صدر هذه الصفحة.
اقترح عليك الآن تمرين حرق المعتقدات المعيقة لرغباتك
– حدد رغبتك (مثال: أريد مالا).
– احضر ورقة وسجل باللون الأحمر قائمة بجميع الافكار والمعتقدات السلبية وشكوكك في تحقيق رغبتك.. (مثال: حظي تعس، لا أستطيع، الفقر مكتوب علي).
– احرق الورقة وتأمل إحتراقها أمامك جيدا وحتى النهاية.
– الآن احضر ورقة جديدة وبقلم أزرق اكتب قائمة بعكس معتقداتك السلبية السابقة تماما على أن تبدأ عباراتك بكلمة “أنا” وتلزم الزمن المضارع (مثال: أنا محظوظ، أنا أستطيع، أنا مقدر لي الغنى).
– أعد قراءة ما كتبت بصوت مرتفع.
– احتفظ بالورقة وقم بقراءتها مرارا وتكرارا وخاصة في أوقات البرمجة (قبل النوم وبعد الاستيقاظ مباشرة واثناء التمشية منفردا).
– الآن اسع لرزقك.. هنيئا لك به.
عزيزي انتبه.. فتش في نواياك.. أنت تصنع بها حياتك.. فلتنظر ما أنت صانع.. ربما الآن تفهم معنى النية الخالصة. الوعي.. الوعي.. الوعي.
* * * * * * * * * *
المكافئ الطاقي للنية
ويسألني سائل.. كيف لذلك الرجل الكريم ان يتزوج تلك المرأه البخيله؟ أليس الإنسان مقابل ما يكافئ نواياه كما أسلفت فيما سبق.. فكيف يجتمع الكريم بالبخيله؟!
دعني اشرحها لك.. نفترض أن أحمد رجل كريم معطاء وقوة كرمه تبلغ 5 درجات.. ولكن أحمد إذ يقدم عطاياه للناس فهو يقدمها رياءا وطمعا في كلمات الاعجاب والتقدير وليس حبا لفعل الخير في حد ذاته.. وهذا شعور سلبي نفترض ان قوته 7 درجات في الاتجاه السالب على خط الكرم لدى احمد.. وحسب قاعدة حساب صافي النيه من حاصل مجموع الافكار والمشاعر تصبح قوة نوايا احمد في خانة الكرم هي (5+) + (-7) = (-2).. أي أن قوة نوايا الكرم لدى أحمد هي (-2)….. الآن ساره امرأه بخيله من الأساس وبخلها يبلغ درجتين .. أي أن نوايا الكرم لدى سارة في الإتجاه السالب وتبلغ قوتها (-2)….. وهي ذات النتيجه التي وصلنا اليها عند حساب حاصل نوايا أحمد.. ويعني ذلك ان الحاصلين النهائيين لنوايا الكرم لدى كل من أحمد وسارة متكافئان.. النتيجه يلتقي احمد الكريم بساره البخيلة ويتزوجان لأنهما ببساطة يتكافئان طاقيا..
وتأمل معي حديث النبي الكريم (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) ستعرف أن المرء مكافئ لخليله.. فاذا أحب أحدكم أن يعرف نفسه فلينظر إلى خليله.. فهو مكافئه ومرآته.. وهنا ثمة نظرة جديدة للحديث الشريف.
عزيزي.. ان شريك حياتك هو مكافئك الطاقي وبدقه بالغه حتى ولو بدا لك غير ذلك.. ولا يقتصر الأمر على زوجك فحسب.. بل ان كل ما يشاركك الحياة ويلازمك فيها يكافئك طاقيا.. سواء كان زوجك، صديقك، عملك، أشياؤك.. وفي حال اختلف الشريكان في حاصل مجموع نواياهما يفترقان.. جسديا أو نفسيا.. ولو بعد حين.. وصدق النبي الكريم حين قال: الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
إن حياتك ليست كاملة.. لأنك أنت لست كاملا.. فتقبل يا عزيزي عدم الإكتمال.. إذا كنت ترجو شريكا رائعا..كن رائعا.
.
اقرأ أيضاً: معايير اختيار شريك الحياة
اقرأ أيضاً: اختيار شريك الحياة الروحي
اقرأ أيضاً: اختيار شريك الحياة المناسب – نصائح
اقرأ أيضاً: كيفية اختيار شريك الحياة المناسب ؟
اقرأ أيضاً: التوافق النفسي بين الزوجين – اختيار شريك الحياة
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!