الرئيسية » خواطر » كلمات معبرة » كلام في الصميم عن الدنيا

كلام في الصميم عن الدنيا

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1365 المشاهدات
اسرار اسم الله النور - كيف نعيش بإسم الله النور !
أتمنى أن يكون قلبي على الدوام مضيئا في الظلمات … كمشعل معلق على طرف شرفة تقف وحيدة على الطريق ..
 
في انتظار أولئك الباحثين عن مأوى يضم شتاتهم و أذن تسمع لأحزانهم .. و روح تتقبل وجودهم على الطريق وحدهم و اختلافهم ..
 
أتمنى يوما أن تكون قلوبنا جميعا مشاعل نور لبعضنا البعض .. و ألا يخلو طريق -مهما بلغت غرابته و توحده – من قلب مضاء في الظلمات .. ينتظر
– – – – – – – – – – – – –
ثمة صفحات كثيرة انتزعت و انطوت من السنة الماضية في انشغال و اجتهاد كان مطلوبا بشدة .. و برغم اعتزازي بها الا انني الآن أدرك أنها أضاعت على كثيرا من الأفكار القيمة و الخواطر الصادقة و المشاعر الرقيقة التي ذبلت ﻷنها لم تجد الكلمات التي تحتويها و تنمقها و تزين بها أطراف الصفحات الماضية …
 
و اليوم في الصفحة البيضاء الجديدة .. أقطع لنفسي وعدا أتمنى أن أحافظ عليه ..
سأكتب كل يوم ..
– – – – – – – – – – – – –
و في كل مرة .. يشعر فيها القلب بتلك الغصة المتأزمة .. و الأعصاب المرهقة .. و وهن الأقدام التي كانت يوما .. حديدية!
في المرات الكثيرة التي تتلقى فيها ما يفوق تحملك من الطاقة السلبية .. و الكلمات المحبطة و الاخفاقات ..
تعتقد انك بحاجة لبعض الراحة .. ربما فيلم جيد و نوم هادئ … أو كثير من الدموع لإراحة التوتر الذي حولك الى وتر مشدود الى أقصاه ..
لكنك مخطئ حقا ..
انك بحاجة للعطاء ..
 
انت تحتاج للبحث عن الرحمة في قلبك .. و السكينة التي امتلكتها يوما .. و كنوز المعرفة التي جمعتها بحرص من أزماتك السابقة .. و تهديها خالصة لشخص تعتقد أنه يحتاجها ..
و في كل مرة تشعل فيها الضوء من نافذتك المعتمة ..
سيعود اليك .. محملا بالكثير و الكثير من ذرات الضوء السابحة في الفضاء .. ستتجمع على عتبة بابك .. و تهبك الراحة التي احتجتها .. و السكينة التي تطمح اليها ..
ستلتف حولك مثل فراشات ملونة .. تعيد لقلبك النبض المنتظم .. و بعض القوة لسواعدك الواهنة .. و كثير من النور لروحك المتعبة ..
انت بحاجة للعطاء ..
– – – – – – – – – – – – –
لكل الذين قرروا الاحتفال “بالهالويين” ..
لا ادري حقا كيف نحتاج لعيد الرعب .. فنلبس فيه ملابس الاشرار و نلطخ وجوهنا بالأصباغ السوداء ..
في رأيي ليس ثمة رعب اكبر من الذي يستولي على قلبي و انا ارى القبح يزحف على حياتنا .. و الظلم بأظافره السوداء المرعبة يحفر وجوهنا المتعبة ..
ليس ثمة رعب اكبر من بساط الوطن الذي يسحب من تحت اقدامنا .. ونحن نترك في العراء بلا سكن و لا مأوى .. و لا عزاء
– – – – – – – – – – – – –
الامتحانات عملية بائسة ..
 
أتأمل شعورهم السوداء و رؤوسهم المنحنية .. ما بين تقطيبة الجبين و العيون المتسللة في خفية تحتال على النظام .. و مهمتي أمنعهم!
 
في عيني نظرة صارمة أحفظ بها النظام .. و في قلبي شفقة من عدم جدوى هذا التعذيب الذي لا معنى له …
 
من أى شئ أمنعهم و أى نظام أحافظ عليه؟
امتحانات طويلة تتحدى حجم مساحة التخزين في أدراج الذاكرة … أسئلة متناثرة من أفواههم عن توزيع الدرجات و مقدار ما يجب أن يكتبونه و هل سينظر المصحح لبقية اجابتهم … المهم أن ننجح .. و نحصل على شهادة لم يعد لها قيمة .. ليخرجوا الى سوق عمل سيتعلمون فيه كل شئ من أول و جديد ..
 
المجد لمن يحفظ المعلومات جيدا .. و يرصها واضحا .. و ينمقها بألوان أقلام متباينة تحايلا على مصحح لن يقرأ اجابته كاملة لأن لديه بضعة آلاف أخرى من الأوراق ليصححها ..
 
المجد لمن يعيد تلاوة أفكار الدكتور في عناصر منظمة .. و يتلو عليه نفس رأيه باعتباره الأقرب للصواب و الأحق بالاتباع ..
 
لا يهم رأيك حقا .. أى درجة تستحقها أنت على رأيك .. لا شئ في الحقيقة!
 
أى نظام أحافظ عليه؟
أخذت عهدا على نفسي ألا أغش يوما منذ كنت في الخامسة عشرة من عمري .. و التزمت به
لازلت ضد الغش ..
لكن أليس غشا كذلك أن نكدسهم في مدرجات لا تسع نصفهم .. أليس غشا ألا ننمي عقولهم .. ألا نترك لهم حرية التفكير و ابداء آرائهم ..
أليس غشا أن نقهرهم في كل لحظة من مراحل العمليات التعليمية المختلفة – إن أمكن وصفها بالتعليمية أصلا – ثم نصف تحايلهم على غشنا بالغش!
 
ثم نقول المساواة في الظلم عدل .. نضمن أدنى درجات المساواة بألا نسمح لأحدهم بأن يتميز عن الآخرين بالغش .. بل كل و مجهوده ..
 
و لكن لا .. المساواة في الظلم .. ظلم
المساواة في القهر .. قهر ..
 
ان كنا نريد أن نحمل الطالب مسئولية غشه و نعاقبه .. فلنتحمل المسئولية أولا .. و لنبحث في أنفسنا عن الرسالة التي من المفترض أننا التزمنا بها ..
 
لنجد في أنفسنا شفقة به من الظروف التي تلتهمه من كل ناحية .. و لندرك أن العلم صعب و مهمتنا تيسيره لا ارغامه على ابتلاعه ..
 
و لنعلم أن نجاحه نجاحنا .. و فشله فشلنا!
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
 
هند حنفي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !