ان كنت تعاني من ارتفاع وعيك مقارنة بمجتمعك ،نصيحة
خذ قرارا حاسما بعدم التصادم معه. تدريجيا ستجد انك تفعل كل ما تريد بدون احتكاك ،دائما هناك طريق سالك ، سيظهر عندما تقرر ان لا تتعارك مع بيئتك .
فقط قرر ان لا تصطدم بمن حولك
– – – – – – – – – – – –
كن أنت المختار، لا تَسر في الشارع، لا تنم في سريرك، لا تجلس إلا وأنت عالمٌ مُطلَق العلم أنّك أنت المختار، وأنّ كلّ العالم بُنيَ لأجلك ..
أنّ كلّ الرسل أُرسِلوا لأجلك، وأنّك أنت مَن تشرق له الشمس، ومن تضيء له النجوم، وحتّى جموع البشر الكثيفة تلك، خُلقَت لأجلك ..
أنت المختار، والعالم داخلك ..
– – – – – – – – – – – –
الاستنارة ليست شيئا يحدث اتوماتيا
الاستنارة ثمرة و انت من يغرس البذرة
قد لا تعلم كيف تنمو و قد تقتلها بالعطش او الماء الزائد
و من ثم ،اغرس بذرة اخري و انتظر ان تنمو
المهم ان تغرس البذور ،فبدون فعل البحث عن المعني خلف الصور ،لا عرفان
معظم الناس لن يستنيروا
فهم لاهون في عالم الصور
من اراد ان يري ، عليه ان ينظر
من اراد ان يعرف ، عليه ان يبحث
– – – – – – – – – – – –
ظلم النفس ١
لا يوجد اثم اكبر من ظلم النفس ، كل سكان جهنم ظلموا انفسهم ، لكن كيف نظلم انفسنا ؟
الحكاية كبيرة فعلا ، تخيل ان معك صديقا مقربا لا تخشي غضبه ، و تخيل انك لارضاء الاخرين ، تاخذ من حقه و تمنحهم ، و هو لا يحب ان يغضبك ،فيسكت و يسكت و يسكت ، و انت لا تتوقف عن اخذ ماله و اهانته . هذا طريق ،الطريق الاخر تطرف في اتجاه التدليل ، فتعود صديقك ان لا يشبع و ان لا يكتفي ،تغرقه بالملذات و تغيبه عن اي طريق للوعي بذاته و العالم .
هكذا نظلم انفسنا
الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم ،قالوا فيم كنتم ،قالوا كنا مستضعفين في الارض ؛ هؤلاء يعتقدون انهم بالسير قرب الحائط و رفض طلب السعادة ينجون ، يمنعون انفسهم من اسباب السعادة و يعتقدون ان مركزهم الاجتماعي سيء ، فيحرمون انفسهم من نعم الله، قليلها و كثيرها ، هل انت من الذين يرفضون الحب او الفرح ، لانك فقير او ربما لانك امرأة ،او ببساطة لان من العيب ان تحب او تفرح ؟
ارض الله واسعة ، هاجر
خذ مجتمعا اخر ، لا تخنق نفسك، فظلم النفس هو باب جهنم في الدنيا و الاخرة.
– – – – – – – – – – – –
ظلم النفس ٢
يظن البعض انه يجب عليه ان يكتفي بالقليل ،ان يكدح ليعيش راضيا ، و ان رزق الله بالقطارة .
الرزق واسع ،و الله خزائنه لا تحد . لا تواصل في علاقة لا تريحك خشية املاق ،لا تضحي بأحلامك من اجل قريب او بعيد و اعرف ان ابليس هو ( صورة العالم المادي) ،التي تنسيك ان الله هو مصدر كل خير .
ان لم يمكنك ان تغادر بجسدك ، اعلن امام نفسك و الله انك لا تقبل وضعك ،حدد الوضع المقبول لديك بوضوح شديد ، خذ قرارا بانك توقفت عن ظلم نفسك ،و دع الامر لله ،ان كنت تقتر علي نفسك لاجل الاقربين ، اشتري شيئا يعجبك تقدر عليه ، ان كنت محبوسة في المنزل وسط زحمة الاطفال ، جدي لنفسك ساعة تقومين فيها بعمل لنفسك ، خطوات صغيرة جدا ،لن تكلف ، لكنها تقول لله و العالم و نفسك انك توقفت عن قبول الظلم و انك اخذت جانب نفسك في رحلة الحياة .
– – – – – – – – – – – –
الرب التاجر
عندما شرع الله الصدقة جعلها مدخلا للتعاطف و فعل حب .
عندما فرض الصلاة ،اراد ان تراقبه في يومك خمس مرات
عندما امر بالصوم ،كان يعلمك الارادة و التفوق علي عاداتك و بالتالي معرفة نفسك بدءا من الجسد
و هكذا كان الحج ،رحلة للولادة الجديدة من رحم الكون ،حيث تترك نفسك و تندمج وسط الملايين .
اليوم
جاء من علمنا حساب النقاط و الامتار
صلي لنقطين و صم لثلاث نقاط ،سبح لتحصل علي ثلاثين و حج لتمسح الفا بالسالب ،ان صليت جماعة فالغرض ليس الاجتماع الي اخوتك ،بل سبع و عشرون درجة اضافية ،و عندما تتزلق نحو النوم في نهاية يومك ،تنظر برضي الي نقاطك المجتمعه و تتخيل امتارك في الجنة .
الا شاهت الوجوه ،الا ساء ما علموكم
الله ،سبحانه ،ليس تاجرا
لا يفرض الطقوس ،ليعد ارباحه منك نهاية اليوم.
الطقس مدرسة تعلمك ،تعدك لتكون ربانيا ، لا تكرر طقوس الدين و انما ادرك المغزي و افعل الطقس
– – – – – – – – – – – –
الرب و الاله
منظور الحكمة
ثاني اية في القران تصف الله سبحانه بانه رب العالمين ،ما معني رب و ما الفرق بينها و بين إله ؟
الرب هو المنعم بغير طلب ،المبادر الذي لا ينتظر شيئا .
الاله هو المعبود ،
لا يكون الرب الا حقيقيا
قد يكون الاله مزيفا
في حياتنا نجدف كثيرا علي رب العالمين ،عندما نظن ان ربوبيته مرتبطة بعبادتنا ، دائما أسأل ،اليست عبادتنا مقابلا لنعمة الخالق ؟
الاجابة ببساطة ،لا ، عبادتك هي شأنك الخاص .
نعم لو شكرت سيزيدك لو تحدثت اليه سيجيبك لو اقسمت عليه سيبرك .
لكن هذا كله لاحق لنعمة الرب السابقة ، ما ثمن هذة النعم ؟ الحب ،لا شيء غيره .
الرب احب فخلق و انعم
الرب للجميع ،كل مخلوق هو في نعمة الرب .
و ان تكون ربانيا هو ببساطة ادراك ان عبادتك لا علاقة لها بنعمة الخالق .
ان تكون ربانيا هو ان تعرف ان الحب هو اصل كل شيء و ان تبادل الحب بالحب ، فهذا يكفي عند الرب.
لكن طريق الرب يبدأ بادراك الوهيته عن طريق افراده بالعبادة ،و التيقن انه مستحق العبادة الوحيد ….
الامر شبيه بتعلم الخط ،عبر التكرار ،الي المرحلة التي تكتب فيها برشاقة .
– – – – – – – – – – – –
الرب و الاله
عمليا
طيب بعد ان عرفنا الفرق ،ماذا نستفيد من المعلومة .
لاحظنا في السنوات الاخيرة تقلب العديدين بين اديان مختلفة او مذاهب ضمن نفس الدين ،بحثا عن الراحة العقلية او النفسية ، عندما تفهم ان الله رب اولا قبل ان يكون الها ، فانك لابد ان تصل للراحة النفسية ،حتي و انت غير مقتنع عقلا بعبادتك ، تعلم ان الخالق سينتظرك حتي و ان كنت تسير بغير هدي ،تعلم انه يجازي بالنوايا الطيبة ،و ترتاح من كل تلك الحيرة العقلية .
خذ خطواتك ، نحو ما تظنه اسلوب العبادة الامثل ،الوهية الخالق، و انت مدرك لرحمته و صبره ،ربوبيته.
و ان ادركت فعلا ربوبية الخالق . توقف عن جعله خصما ،هو لن يغدر بك ،لن يوقعك في الحبائل ،لن يضيعك . لانه رب ، ابانا كما وصفه المسيح ،خليلنا كما وصفه ابراهيم ،مولانا كما وصفه محمد ،عليهم السلام.
عمليا
مارس الامتنان و الشكر ،قلبيا احس الحب و الشفقة تجاه العالم كله و طبعا تجاه الله اولا . و لا تبالي ، سينتظرك ،فالرب صبور ، سينتظر ان تعرفه ك إله ، كما عرفته كرب سينتظر ان تعبده هو منفردا ،بدون وسيط او ايقونه ،سينتظر ان تسجد تلك السجدة الصحيحة الواحدة ،حيث توحده فيها بالجسد و النفس ،لان الروح دوما كانت توحد الرب.
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
طارق هاشم
هل ساعدك هذا المقال ؟