عدوى الامراض النفسية تنتقل كما الانفلونزا لذا ضروري جدا الابتعاد عن النفوس التي تبث طاقاتها السلبية ..
نماذج من الطاقات السلبية المدمرة لنفسها ولمحيطها :
انا حزين …. انا تعبان …. كل الناس بيكرهوني ..كل الناس بيحسدوني .. الله يلعن هل حياة .. انا مرضااان .. راسي عم يوجعني.. ماحدا بيستاهلني .. كرهان حالي .. حظي قليل بالدنيا .. انا شخص مثالي متميز لهيك انا اشعر بالغربة عن الناس .. لا احد يقدر عظمتي بمجتمع كلووو رعاع .. الاعتكاف والانعزال لامثالي يضمن لي بقاء نفسيتي نقية بدون تلويث من الناس القذرين .. كل الناس بشوفون دوووون وانا بس يالي فوووئ.. الخ الخ
—————————–
التشاؤم ..الشكوى.. التذمر .. السخط ..اللعن .. التكاسل ورؤية المشاكل بعدسة مكبرة .. وتضخيم النظرة للانا,
كلها طاقات سلبية تنطلق من داخل النفس الغير متصالحة مع ذاتها .. الغير قادرة على الوصول لحل معادلة التوافق بين ماتريده وبين ماهو عليه واقعها ..
الايجو هو الشيطان الاكبر فيك هو ذاتك الارضية .. هو جهاز التشويش على ذاتك العليا السماوية .. فانت الرب والرب منك وفيك .. ولن تستطيع التواصل مع ربك طالما الايجو مسيطر عليك وانت تتصارع معه .. فالنفس التي تحارب ذاتها لن تتذكر الرحمة الالهية و وستنسى ميثاقها الازلي معه ..
وحتى تطرد الايجو من داخلك ..تعامل مع نفسك بسلام , اشعرها بالاطمئنان حتى تصبح نفس مطمئنة , وتذكر بان الرب كامن فيك ويحتاج لتفعيله بداخلك بالارتقاء والتسامي عن متطلبات الايجو ..
تذكر بانك انت من تنادي على الاشياء بالكون وهي تستجيب لك .. وانت من تجذب اليك الطاقة الكونية بارادتك.. باصرارك .. بتصميمك .. بعزيمتك .. فتحقق المعجزات .. وتاكد بانك تجذب الاشياء المشابهة لنفسك تماما .. وبالتالي الطيبيون للطيبات والخبيثون للخبيثات ..
فقط اطرد الايجو من نفسك وستتغير رؤيتك للاشياء كلها .. فالاشياء تبقى ثابتة ولكن انت من تغيرت رؤيتك لها بجذبك انت لما تريد ..
الرب فيك فاخرجة لتكون ربوبيا تقل للشيئ كن فيكون..
– – – – – – – – – – – –
كل الامراض النفسية سببها عدم التصالح مع الذات وبالتالي عدم التناغم مع الوجود ..
تكمن معاناة المريض النفسي بعدم اندماجه مع الواقع بل وانكاره الواقع ..
عقله يحلق بعالم هو رسمه بخياله لا وجود له على ارض الواقع .. يحلم بالعالم الافلاطوني المثالي الخالي من الشرور .. نفسه رقيقة .. حساسة.. هشّة قابلة للانكسار باي لحظة .. يردد دائما : حظي قليل.. الحياة ظلمتني .. الحياة مااعطتني حقي..لو اني بمكان فلان لكنت باحسن حال !!
وهكذا يعتقد خطا انه موجود بالمكان الخطا ولا يعلم ان وجوده لا يمكن ان يكون لغيره .. فكل نفس لها بصمة في هذا الوجود ولا يمكن لبصمة ان تكون محل بصمة اخرى ..
لدينا طموحات عالية المستوى والحياة تصارعنا , ونرفض التعايش مع واقع يقبر طموحاتنا ..
هنا فقط يبدا نكران الواقع ويبدا الصراع ينهش باعماق النفس ويثبطها , ويتغلغل الاحباط اليها وتفقد اتصالها مع المحيط الخارجي فتفقد الامل وغالبا مايكون مصير هؤلاء احد امرين اما العيش باكتئاب مزمن او الانتحار !!
عليك ان تتذكر بانك تعيش في الحياة وهي دار امتحان لنفسك ..وعليك بصراعك معها ان تدخل الجنة التي هبطت منها منذ الازل , ولكن كيف تعرف اصلا ان الجنة هي جنة دون ان تعرف معنى الجحيم !!
ولذلك كان عليك ان تدخل الامتحان الدنيوي :
فيه المرض .. فيه التعب.. فيه الشقاء ..فيه الموت .. وفيه دفع صخرة سيزيف ..
مهتمك هي ان لا تستسلم .. ان تحارب .. ان تتجرا .. ان تكسر المعوقات .. ان تتفوق .. ان ترتقي .. لانك كلما ارتقيت ادخلت نفسك بجنتها , وكلما هبطت الى الارض كلما بقيت في الجحيم الدنيوي ..
جحيمك منوط بهبوطك الى الارض .. وجنتك منوطة بارتقاءك الى العلياء ..
وبين الهبوط والارتقاء يكمن الصراع والشقاء ..
فمن ياكل العسل لابد ان تلسعه النحل ..
سيزيف ليس مثالا تحتذي به .. فاذا كان هو ياس من محاولاته بايصال الصخرة لقمة الجبل , فقد تنجح انت بالانتصار عليها ..
لا تنتظر غودو , بل اذهب بنفسك وابحث عنه وناضل لتجده فهو موجود وهو من ينتظرك ..
– – – – – – – – – – – –
الفراق .. جلد الذات .. الالم .. الحزن .. التوتر.. الاضطراب… الشوق.. الغربة ..الوحدة.. الحساسية .. العصبية .. —الخ !!!
المشاعر والاحاسيس متغلغلة بالنفس البشرية بقوة بجينات التكوين وهي مبرمجة على اخضاعك لها ..
يبدا ارتقاء النفس , عند تغييرها لهذه البرمجة , باخضاع المشاعر والاحاسيس لسلطان العقل بدل ان يخضع العقل لها ..
الكلام هذا ليس سهلا ويحتاج لتدريب النفس على ذلك لتحقيق مفهوم السعادة الحقيقي ..
والتدريب يبدا بمحاورة النفس والتعرف على مكنوناتها والتصالح معها حتى تطمئن النفس وتفضفض لذاتها وتعترف بالخبايا المتراكمة فيها والتي لم تكن تعرفها ..
كثيرون ممن يحسبون انفسهم عقلانيين ويسيطرون على مشاعرهم وقت الصعاب والصدمات , ثم مايلبث ان يفضحهم عويل عواطفهم المخفية فلا يستطيعون السيطرة عليها لانهم لم يخضعوها لتدريب الامتثال للعقل فتصيبهم الصدمات النفسية والاحباط والاكتئاب الذي يؤدي كثيرا الى الانتحار ..
حاول ان تكون الصديق الانتيم لنفسك حتى تطمئن نفسك لذاتها وتبوح لك باسرارها , وهنا فقط تستطيع ترويضها وتدريبها فتكون طيّعة معك تقولبها كيفما تشاء..
الرائع حقا هو الوصول لمرحلة ان تمتلك كونترول التحكم بمشاعرك واحاسيسك فتظهر عواطفك بالوقت الذي تشاء وتخفيها بالوقت الذي تشاء بدون ان يسبب لك ذلك اي ضغوط نفسية او اضطرابات ..
– – – – – – – – – – – –
اليوم هو الخميس ولكن ليس للعقل ويك اند نهاية الاسبوع ..
بل لا يمكن للعقل ان يستريح ابدا فهو في شغل دائم ..
حتى بالاحلام نرى ماكنا نفكر فيه .. ونصحى على التفكير .. ولسا المشوار طويل ..
وكلما فكرنا بقرب الوصول .. يمد السراب لنا لسانه ساخرا ان الطريق لسا بعيد..
واننا مانزال ببداية الطريق .. فاصبروا , فهناك مايزال الكثير الكثير الكثير ..
الا ليت لي قلب العجوز التي ضحكت عندما رات تعظيم تلاميذ العالم الكبير ابو بكر الرازي لتاليفه كتاب يضم الف الف دليل على وجود الله ..
وقالت لو لم يكن لديه الف الف شك على وجوده لما بحث عن الدليل..
عندما يكون القلب نقيا والنفس شفافة , ربما لا يحتاج الانسان لدليل يثبت له وجود الحبيب بقربه والذي هو اقرب اليه من حبل الوريد .. وقتها يستشعر بقربه دون لمسه .. ويحس به انه معه اينما كان ..
بمجرد تطهير القلب من الامراض ..
ستصبح النفس ارضا خصبة تتلقى تجلياته وايحاءاته ..
وستكون مستقبلة لانواره ..تتساقط عليها انواره رطبا شهيا ..
فتراه رؤيا اليقين من حيث لم يراه اعتى الفلاسفة والعلماء ..
ليست العبرة بالعقول الجبارة .. بل بالنفوس الصافية الطيبة ..
فهؤلاء من لهم الفوز بالهداية والماوى وعقبى الدار ..
– – – – – – – – – – – –
الحلال والحرام لايحتاجان الى افتاءات ولا الى شرع ولا الى قوانين لمعرفتهما ..
فانت لا تؤذي لا تفسد لا تقتل لا تسرق لا تكذب لا تنافق لا ترتكب الفسادات بالارض ليس لانك تخشى القانون وغضب الاله .. ولكن لان لديك فطرة بداخلك ..
فقط تحتاج الى تفعيلها ..
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
عبير شابسوغ
هل ساعدك هذا المقال ؟