الرئيسية » الحب » رسالة حب لحبيبتي » مشاعر واحاسيس رومانسية

مشاعر واحاسيس رومانسية

بواسطة عبدالرحمن مجدي
3755 المشاهدات
رسومات رومانسية
نزهة خفيفة على ظهر سحابة
 
كان يقول لها أنه لو خطا إلى غرفة مظلمة تماماً، حيث تجلس هي في ركن منها، سيشعر بوجودها، ودون حتى أن يراها، سيعرف أنها جميلة. هي كانت تقول أنه يبالغ.
 
كانت تقبل منه الورد. لكن الشعر الذي يقوله لها. لا ينفذ إليها. يمنعها منه. أسوار عالية من الحزن، وتشكك في كل اللطف الذي يمنحها الآخرون. تحكي له أنها حبيسة سجن من زجاج، ترى العالم خارجه، لكنها لا تمس إلا الجدار الزجاجي.
 
كل الناس في سجنٍ وأقرب ما تكون من غيرك إذا كان السجنان في جوار.
 
يقول لها أنه لم يشعر بالسجن الذي فيه، ولا برغبة التحرر منه، إلا عندما عرفها. لكنه دائم الهرب من سجه، يده التي لم تظفر بشيء لو مدها لأعلى، فإن السحب في خياله تهبط إليه، وتدنو منه.
 
يدعوها أن تشاركه أحلام يقظته. يطوفان السماء معاً. يشهدان ما لم تره عين سواهما قط. ويفكران أن كل شيء صار ممكناً. ربما يستبقان، ولما تسبقه هي، يصر أنه تركها تسبقه، وينكر أنها أسرع منه فعلاً. هي تعرف، لكنها تبتسم وتشكره على أي حال.
 
يران أسراب الطيور تمرق من حولهما، وللمرة الأولى لا يحسدان حريتها. ربما يمران على بركان يوشك أن يثور. يقول لها أنه يحب البراكين الثائرة. لا شيء أجمل من أن تثور وتُخرج ما فيك. لا يمكن مراوغة أو تهدئة بركان ثائر.
 
هي تفضل الأعاصير لأنها أكثر رشاقة. تحب فكرة أن الهواء الذي يملأ رئتيها، في سلمه غيره في غضبه. يعدها أن يبني لها قصوراً مشيدة في الهواء. أن يكون ثرياً في أحلام يقظته هو أمر يحسنه تماماً. تقول أنها ترغب في كوخ منعزل في حقل رحيب، وشجرة قريبة، وسماء واسعة.
 
ربما يستريحان على جناح طائرة. ولا يقولان شيئاً. ثم يأتي المطر ويشعران بالبرد. يعرض أن يعيرها معطفه كما علمته الأفلام، لكنها لا تمانع البرد. تكتفي بأن تقترب منه.
 
وفي الليل يوقدان ناراً، تقترب منها بأن يُضحكها، بالنكات، وبالغزل، الذي يتنكر في هيئة نكات. يقول إن في النهاية الحياة العادية تصبح أهون، عندما يخوضها فردان.. معاً.
 
– – – – – – – – – – – – –
 
رأيت زوجين يتمشيان معًا في أروقة أيكيا، اليد في اليد، والخطوة مع الخطوة، في عالمهما الخاص ينظران إلى العالم الحقيقي من وراء حاجز يمنعهما عن كل شيء مادي وسخيف. ينظران إلى المعروضات ويتبادلان الحديث، أين يمكن وضع هذا المصباح الأبيض؟ هل يليق المفرش الأزرق على الطاولة في المطبخ؟
 
لم أكن فيما سبق ألتفت لهذا المشهد أطول مما ينبغي. كنت أقدر القرب الحميم وأهز رأسي وأقول شيئًا عن الشباب وحب الحياة كأني رجل عجوز يعرف كيف تنتهي الأشياء الجميلة وتموت.
 
لكني هذه المرة رأيت نفسي معكِ، نمشي في نفس الأروقة ونؤسس لبيت صغير معًا.
 
ليست هذه خاطرة أصيلة، وربما لا تستحق التدوين عنها، لكني لم أعد أرغب بشدة في قول شيء جديد لافت للنظر، بقدر ما أصبحت أقدر الخواطر البسيطة التقليدية المتاحة للجميع.
– – – – – – – – – – – – –
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !