الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » معلومات دينية نادرة ومفيدة

معلومات دينية نادرة ومفيدة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
931 المشاهدات
ما هي رسالتك في الحياة
(وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون) ~الأعراف : 198 .. كيف ينظرون إلى النبىِّ ولا يبصرونه !؟ .. النَّظر هو اتجاه العين إلى موقعٍ ما .. البصر هو رؤية العين لما يشغل هذا الموقع .. إنَّهم ينظرون إلى النبىِّ عليه الصلاة والسلام ولا يبصرونه ، لأنَّ تكوينهم الظلامى يخالف تكوينه النورانى .. فتتجه إليه عيونهم ومع ذلك لا يرونه .. إننا لا نبصر إلا ما يتوافق مع طبيعتنا .. فكل مخلوق لا يبصر من الوجود إلا طبيعته ..
 
* * * * * * * * * * * *
(فلينظر الإنسان إلى طعامه) ~عبس : 24 .. وبعد أن تنظر إلى طعامك ، انظر إلى اليد التى تقدمه لك .. انظر مِن أى يدٍ تأكل .. فإنَّ خصائص الإنسان ذاتها تتغيَّر بتغيُّر اليد التى يأكل منها .. ألم تر إلى أصحاب النبىِّ كيف لم يتحمَّلوا مجاراة النبىِّ فى بعض أفعاله ، حتى كشف لهم سر ذلك ، فقال : “إنِّى أبيت عند ربِّى يطعمنى ويسقينِ.” ..
 
فإذا وجدت فى بدنك قوة ، وفى صحتك عافية ، وفى أمورك تيسيرًا ، فاعلم أنَّ ذلك إنَّما ببركة اليد التى تأكل منها .. حتى إنَّ الوجه ليشع نورًا ، وشكل الجسم ذاته يتغيَّر .. أما إذا وجدت غير ذلك ، فانظر إلى طعامك مِن أى يدٍ تأخذه .. لذلك قال الله سبحانه : (أنَّا) ~عبس : 25 ، بعد قوله : (فلينظر الإنسان إلى طعامه) ~عبس : 24 ، حتى يلفت نظر الإنسان إلى اليد الربانيَّة التى تطعمه .. فإنَّ مَن يأكل مِن يد الله ليس كمَن يأكل مِن أيدى المخلوقين ..
 
* * * * * * * * * * * *
رسالة المرء فى الحياة تتمثل فى القيم التى يحققها ، وليست فى الأهداف التى يتمها .. الفرق بين القيمة وبين الهدف أن الهدف ينتهى عند إتمامه ، لدرجة أن المرء يتوقف عن كل شىء .. يتوقف عن الحركة ، يتوقف عن الحماس ، يتوقف حتى عن التفكير .. أما القيمة فهى لا تنتهى .. لأن المرء كلما حققها فهو لا يشبع منها .. لأنه يرى بوضوح أنه كلما حققها كلما اتسعت المجالات التى تتطلب تحقيقها فيها .. الهدف يأخذ منك ، القيمة تعطيك .. الهدف يتطلب وقتًا لتحقيقه .. القيمة يمكن تحقيقها فى كل وقت .. الهدف ينمى الفكر ، القيمة تنمى الفطرة .. تحقيق القيمة عند المرء يؤدى إلى تحقيق أهدافه ..أما تحقيق أهداف المرء لا يعنى تحقيق القيمة ..
.
القيمة أو القيم الخاصة بك موجودة فى كل ما تفعله بتلقائية تامة بفرح ونشاط .. كل ضرر يصيب المرء فهو ناتج بالدرجة الأولى من عدم تحقيق المرء للقيم اللازمة لنموه وتطوره .. تفعيل القيم فى حياة المرء يؤدى إلى تفعيل إيجابى لكل الماديات فى حياته ، وليس العكس .. الفقر لا ينشأ إلا من تدمير القيم فى حياة المرء ، وليس من قلة المال .. المرض العضوى لا ينشأ إلا من اختلال القيم فى حياة المرء .. الجهل لا ينشأ إلا من سير المرء فى اتجاه يخالف اتجاه حركة القيم فى حياته .. هدم القيم فى حياة المرء يؤدى إلى تخبطه فى الحياة .. تحقيق القيمة هو الهدف الحقيقى .. هو رسالة المرء فى الحياة .. (قل إننى هدانى ربى إلى صراطٍ مستقيمٍ دينًا قِيمًا ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين) ~الأنعام : 161
 
– نحن لا نختار القيم ، القيم هى التى تختارنا .. لكل إنسان قيم (جمع قيمة) فطرية خاصة به ، يكتشفها بنفسه خلال رحلته الخاصة فى الحياة ، فإما أن يقوم بتفعليها (وهذه درجة عالية من درجات الشكر) ، وإما أن يجبر نفسه على طمسها وتدسيتها (وهذه درجة عالية من درجات الكفر) ..
 
– الأطباء أثبتوا أن الأمراض العضوية (الجسدية) سببها نفسى بالدرجة الأولى .. والنفس تتفاعل مع الوجود من خلال منظومة القيم التى تعتقدها ..
 
* * * * * * * * * * * *
سمعت (ناجاماى) يحدثنى بصوته العذب ، ونحن ننظر إلى النجوم ، وهواء الليل البارد يداعب ياقات معاطفنا : عندما يحيا المرء بقيمة العطاء ، فإنه لا يتأذى من قلة المال ، وإنما يتأذى فى الحقيقة من قلة قدرته على العطاء .. تذكَّر أنَّ القيمة هى التى يتم ضربها من قبل العدو الذى يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم ، وليس المادة .. إنه يقدم وعودًا بالفقر حتى يدمر قيمة العطاء عند الذكر ، ويلقى أوامرًا بالفحشاء حتى يدمر قيمة الحياء عند الأنثى .. وقد تعلَّم آدم الأسماء كلها ليكون هو تجسيدًا للمعانى الحسنى كلها .. فإذا تم ضرب هذه المعانى ، تضرر النوع الإنسانى كله وتضررت الأرض كلها تبعًا لذلك .. إنها عداوة قائمة على سلب القيم أو سيادة القيم .. والشيطان يخوف أولياءه لأنهم يتضررون معه ضررًا بالغًا عند سيادة القيم ..
 
قلتُ وأنا أضم ياقة معطفى اتقاءً للبرد : ما الخوف !؟ .. قال : (خاء) : خير ، (واو) : وفرة ، (فاء) : فراغ .. كلمة (خوف) تعنى تفريغ حياة المرء من الخير والوفرة .. الخوف شعور .. والمشاعر لها أصوات .. ألم تقرأ : (ولمَّا سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح) ~الأعراف : 154 .. صوت المشاعر هو ما يجعل المرء يتغيَّر من حال إلى حال آخر .. وصوت الخوف إذا نطق سكت معه صوت الخير وصوت الوفرة فيتغير حال المرء بذلك الصوت .. ولا يعلو صوت الخير والوفرة فى حياة المخلوق إلا بالسجود لله .. (ولله يسجد مَن فى السماوات والأرض طوعًا وكَرهًا وظلالُهم بالغدو والآصال) ~الرعد : 15 ..
.
* * * * * * * * * * * *
هل ساعدك هذا المقال ؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !