ماذا يعني الإدمان؟ وهل ممكن أي أحد منا يكون مدمن وهو لا يعلم؟
بالأمس في مقال إدمان التدخين والكحول، لاحظت أسئلة عن إدمان المنومات والقهوة والشوكولاتة، فسأشرح باختصار وتبسيط شديد الإدمان كخلل عضوي-نفسي، لأن كثير منا يعتقدون المدمن هو مدمن مخدرات مجرم مثل الأفلام. لكن المدمن ممكن يكون شخص عادي، أي حد منا، مدمن سلوك أو مواد لا نفكر فيها كإدمان. أول خطوة في علاج الإدمان هي الاعتراف بوجوده وبحجم المشكلة، لذلك هذه المعلومات مهمة:
التعريف المبسط للإدمان:
هو الاعتماد المستمر على مادة أو سلوك للحصول على شعور بالسعادة واللذة وعدم القدرة على الاستغناء عن هذا الاعتماد، والمعاناة الشديدة في حالة منع هذا الشئ. الإدمان هو حالة من التغيرات في كيمياء المخ متعلقة بوجود أو غياب الشئ الذي يدمنه الشخص، وتُسبب إنهيار مستمر في صحته وسلوكه وتصرفاته.
الإدمان ينقسم إلى:
– إدمان كيميائي (مواد يتم تعاطيها)
يشمل المخدرات بأنواعها، والأدوية المختلفة خاصة المهدئات ومضادات الإكتئاب وعقاقير النوم والمسكنات، والنيكوتين (التدخين)، والكحول، ومواد الاستنشاق مثل الغراء والكلة والبنزين وغيرها
– إدمان سلوكي (تصرفات يتم المداومة عليها)
وهو ما يهمله معظمنا ويجب علينا الانتباه له جداً، ويشمل:
– إدمان العمل! بحيث يطغى على باقي أنشطة الحياة تماماً ولا يفعل الشخص غيره
– إدمان الكمبيوتر والإنترنت والفيديو جيمز
– إدمان التسوق
– إدمان الحب (الشعور نفسه والهرمونات الناتجة عنه، بغض النظر عن الشخص)
– إدمان العلاقات المتعددة القصيرة والجنس والمواقع الإباحية
– إدمان القمار والرهان مقابل أموال
– إدمان الچيم والرياضة (لأنه ينتج هرمونات السعادة في المخ)
– إدمان الروحانية والنشوة الدينية/ الهوس الديني (من ممارسات دينية تستولي على معظم اهتمام الشخص ووقته ولا يستمد السعادة إلا منها ويهمل باقي أنشطة حياته)
– إدمان الألم بحيث يقوم الشخص بإيلام نفسه أو البحث عن شخص يسبب له الألم
** مع ملاحظة أن الإدمان والمشاكل النفسية ومشاكل السلوك والشخصية، مرتبطين ارتباط وثيق، فبعض المشاكل والأمراض النفسية قد تؤدي للإدمان، والعكس صحيح.
فإذن بإختصار، أي مواد أو سلوك يستولي على تفكير ومجهود ووقت الشخص بشكل شبه كلي، ويجعله معتمد عليه للحصول على اللذة، ولا يستطيع التخلص منه، يعتبر نوع من الإدمان ويجب عليه الانتباه لذلك. هذه السلوكيات ليست مجرد “عادات سيئة” وإنما مشاكل مرضية تحتاج لعلاج متخصص للتخلص منها! مع ملاحظة أن الشخص ذو السلوك الإدماني غالباً سيعاني من إدمان أشياء متعددة خاصة سلوكياً.
سؤال:
ماذا تعني النشوة الروحية؟
الإجابة:
النشوة الروحية كإدمان يعني نوع من الهوس الديني! على سبيل المثال شخص عادي ترك حياته وجالس معظم الوقت يصلي أو يذكر أو يفقر أو ينشد أو يتلو نصوص دينية ولا يفعل أي شئ آخر ولا يستطيع أن يستمد السعادة من أي نشاط ثاني بما فيه العلاقات الإنسانية والأنشطة اليومية العادية. أي نشاط مبالغ فيه ويطغى على باقي الحياة الطبيعية المتوازنة يتحول لمشكلة تحتاج لعلاج. الشخص الصحيح حياته متوازنة فيها عدد من الأنشطة بالتوازي وليس نشاط واحد مهم والباقي الاهتمام به ضئيل أو منعدم. كذلك لو تحولت الممارسات الدينية لوسيلة دفاع نفسي للهروب من مواجهة وحل مشاكل الحياة والعلاقات
سؤال:
هل في خطوات ممكن الإنسان يأخذها بشكل شخصي لعلاج إدمان السوشال ميديا مثلاً أو أي إدمان آخر سلوكي من غير اللجوء لمختص؟
الإجابة:
بشكل عام الإدمان مرتبط بوقت معين أو ظرف معين. مثلاً المدخن يُشعل سيجارة بعد الأكل أو قبل النوم. فالمفروض يغير عاداته في هذا الوقت بحيث يشوش على إحتياجه للحاجة أو العادة التي يدمنها أو يدمن على فعلها. هناك تطبيقات تحسب وقت استخدام فيسبوك مثلاً بحيث يبقى واضح للشخص كمية الوقت الذي يضيعه أو يخسره في تفاهات وهكذا.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!
