الرئيسية » الذات » تطوير الذات » نجيب محفوظ – حين أمنحك وقتي فأنا حينها أمنحك جزء لن أسترده

نجيب محفوظ – حين أمنحك وقتي فأنا حينها أمنحك جزء لن أسترده

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2456 المشاهدات
وقت الفراغ - كيف تحرر نفسك من سجنه للأبد ؟
مع احترامي لمقولة نجيب محفوظ ” حين أمنحك وقتي فأنا حينها أمنحك جزءاً لن أسترده من حياتي فأرجو ألا تجعلني أندم ” ، (اذا كانت تعود له او لغيره) و من يوافق عليها كما لاحظتها اليوم .
 
اولا لماذا تمنح وقتك لشيء أو شخص ، اذا كنت حريصاً ان لا تضيعه ؟ ، باعتبار انك تستنزف حياتك اذا لم تحصل منها على شيء لا يخدم تطور مادي ملموس لك من خلال الاخر ؟
 
اي انك تريد احداث تطور و لكن لست متأكدا و لذلك تحذر الاخر (والذي هو يمثل انعكاس لمفاهيمك الداخلية أصلا ) بان يشفق او يحرص على وقتك و جهدك و ان يتطور ، و اذا لم يفعل فانت تشعر بالندم و الشعور بالذنب ، اي كنت تتمنى ان لا تمنحه وقتك و جهدك و بالتالي كنت تحجم من المبادرة ، او تعتقد بانه كان هناك شخص اخر يستحق ذلك ولكن كنت على خطأ في تشخيص من يستحق .
 
اي انك تهدد نفسك بعقوبة مشاعر الذنب ، بسبب عدم وعيك في توجيه مبادرة منك. اي لا يرضيك شيء بسبب هذا الخطأ غير مشاعر الندم و الذنب كمكافأة من نوع خاص لنفسك .
 
أنا شخصيا لا اتهم الكاتب الجليل و المحترم بالخطأ ، و حسب اي منطق او قانون هو خاطيء اصلا ؟ هو فقط يعبر عن مشاعره وفق مرحلة وعي محدد في سياق كلام معين و نحن تعودنا ان نردد ما يقوله شخص مشهور إو مهم أو صاحب كاريزما و مكانة اجتماعية أو دينية (كما هو شائع ).
 
برايي لا تبادر دون طلب للمساعدة و انت تستشعر مشاعر محفزة تجاه الاقدام على فعلك ، و ليس مشاعر الشفقة و تحليل الفعل و انتسابه للأيجابية أو طلب الأجر من وراءه .
 
دائما الفعل الصحيح و المبارك يعلن عن نفسه بأريحية و ينتج شعور لديك بالراحة و المحبة و الاطمئنان ، و بالتالي ممكن ان ينطبق عليه الحصول على ( الأجر) .
 
و اذا بادرت بشكل متسرع و لم تحصل على النتائج المرجوة كما تعتقد بعقلك (القاصر ). فلا تندم و تعاقب نفسك (كما ذكرت في المقدمة) ، و انما انك حاصل على مشاعر و اختبار لتجربة سوف تنميك و ترقي وعيك . فالمغزى من الحياة ليس سباق للحصول على المادة و التنافس حقيقة ، و انما هي مشوار تجارب شعورية متسلسلة تساهم في نموك الروحي ، فلا تستطيع أن تأخذ معك انت كروح الى ما بعد تجربة هذه الحياة غير محصلة نموك هذه . و اذا تقنع نفسك عقليا بأنك تعمل لأجل أهلك و تضمن مستقبلهم ، فانت واهم .
 
الاخرين هم ايضا ارواح و لديهم تجارب و هم ايضا خلفاء الخالق على الارض مثلك و لا يمكنك التحكم بتجاربهم دون موافقتهم . فأهتم بتجربتك و تعامل مع الكل من باب تبادل المحبة في كل تجارب حياتك و التي هي أعظم وسيلة غير محسوسة ماديا (كما يبدوا) لتنظيم علاقات تجربة الحياة . و فعلا ممكن ان تساهم في ضمان مستقبل الاخرين المادي ، و لكن حتى لو لم تكن انت موجود ، فهم يحصلون على ما هم يكونون ، لذلك ساهم و لكن من مشاعر المحبة تجاه الجميع و لو بدرجات متفاوتة ، ولكن ليس الحصول على مكاسب مادية نتيجة مشاعر الكره و الانتقام و الخوف و غيرها تجاه اشخاص آخرين ( او اي شيء) و لصالح المقربين منك . فكلهم انعكاس لصفات متفاوتة في داخلك و يلعبون ادوراهم حولك كظلال تجربة ، فلا تجزأ صفاتك و نفسك و احضنهم جميعا قدر وعيك بتقبلهم .
 
استرسلت بالكلام العفوي حول مقولة و توسعت ، و كان هدفي هو ان انبه اللذين وعيهم في توسع ، ان لا يوافقوا داخليا على كل مقولة ، لانك قد تخزن مقولات اخرى تناقض الاول في العمق و لكن في السطح قد يكون كلام جميل ، و بالتالي يتشكل في نظام معتقداتكم مفاهيم متضاربة ، وبالتالي تصادفون مشاعر متضاربة عندما تعيشون حياتكم ، وبالتالي يصيبكم تشويش كبير امام اختياراتكم في سياق تجربة الحياة ، لذلك قد تندمون على بعض أفعالكم كما قال نجيب محفوظ .
 
المهندس نجاة نوري
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !