الرئيسية » الذات » كيف تغير حياتك » نصائح لطلاب الجامعة الجدد

نصائح لطلاب الجامعة الجدد

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1125 المشاهدات
نصائح لتربية الاطفال - طرق تربية الاطفال
من شرشبيل قديم إلى السنافر..
 
بمناسبة صدور قوائم القبول الموحد للجامعات، والتي عرف فيها كل طالب التخصص الذي تم قبوله فيه.. والجامعة التي سيمضي فيها سنواته الجميلة القادمة.. أهديكم هذه النصائح التي كنت أتمنى لو أحدا أخبرني بها عندما كنت طالبا..
 
أوّلا : قد يبدو للوهلة الأولى أنك ذاهب إلى الجامعة لأن هذا ما يفعله الناس عندما ينهون المرحلة الثانوية.. يذهبون إلى الجامعة!! وبالتالي فأنت مدفوع دفعا مع الجموع وتسير حيث تسير.. مع ذلك من المهم جدا أن تفهم السبب الذي يجعلك تذهب إلى الجامعة..
 
أنت ذاهب إلى الجامعة لتنمية قدراتك في سوق العمل.. فعليا، يمكنك الآن أن تعمل، لكن كون القدرات التي تمتلكها الآن (شرح قصيدتين للمتنبي وحل معادلة تربيعية) لا تؤهلك لأي وظيفة محترمة.. فأنت ذاهب لتنمية تلك القدرات في تخصص معيّن يحتاجه السوق..
 
مثلا، أنت تدرس التحاليل الطبية لأنك تريد العمل في مستشفى أو مختبر.. لو ذهبت إلى المستشفى الآن، ستعمل فعلا.. سيوقعون معك عقدا ويعطونك مقشة وسطلا من الماء وتبدأ بالعمل.. لكن بعد أربع سنوات ستجلس وراء مكتب وتقوم بعملك كمحلل طبي.. هذا هو الفرق..
 
إدراكك لهذه الحقيقة، يلزمك أن تضع فهمك للمواد، في مقام أعلى من تحصيل العلامات.. وهذا شيء أساسي مهم جدا.. في الحياة العملية، لا أحد يهتم بعلاماتك.، أنت نفسك ستنسى بعد عدة سنوات أين هي شهادتك أصلا.. لكن لو لم تكن مدركا لخفايا صنعتك.. ستعاني فعلا.. فهم طبيعة التخصص والحاجة إليه وتطبيقاته العملية في السوق، أولى بألف مرة من كشوف علامات لا يلتفت إليها أحد.. لذلك عنوان نجاحك في نهاية المرحلة الجامعية أن تقول لنفسك، أنا أفهم هذا الأمر بشكل جيد..
 
ثانيا: الجامعة مكان رائع للحبّ.. تبدو مصممة للعشاق أساسا بتلك الطرق التي تطوّقها الأشجار وكراسي الخشب التي تحفر عليها الأحرف وأغاني كاظم.. لكن ما لا يخبرك به كاظم الساهر في أغانيه، هو أنّ الحبّ ليس شيئا مجانيا أبدا.. وبالتالي، وبما أنّك يا عزيزي الطالب المفلس الفقير بائس الحال الذي تجوز عليه الصدقة، لا تملك ثمن هذا الحبّ.. فحاول قدر الإمكان ألّا تقع فيه..
 
اختيارك الواعي لعدم الوقوع في الحبّ، سيمكّنك – ليس فقط من الاستمتاع أكثر بحياتك الجامعية – لكن أيضا سيمكنك من رؤية الفتيات بشكل أوضح.. وعلاقاتك معهنّ ستكون أبسط وأنضج وأكثر فائدة.. فلا شيء يعميك عن حقيقة الشيء أكثر من رغبتك فيه..
 
إمّا إن – لا قدّر الله – ووقعت في شرك الهوى، فاحرص تمام الحرص على ألّا تعترف لصاحبة الشأن بذلك.. لأنّ الأمور قد تبدو مغرية ورائعة في البداية، وستبقى الأمور كذلك ما دمتما في الجامعة، لكن في اللحظة التي تستلم فيها شهادة التخرّج سيشكّل وجودها في حياتك عبئا كبيرا وعقبة في طريقك، ومسؤولية لست بحاجتها.. وحينئذ ستبحث في جوجل عن ألطف طريقة يمكن للشاب فيها أن ينهي علاقته مع فتاة.. فوفّر عليها وعلى نفسك هذا الألم من البداية.. وتذكّر مرة أخرى، أنّ الحبّ ليس شيئا مجانيا وأنت لا تملك ثمنه.. ليس الآن على الأقلّ..
 
ثالثا: المرحلة الجامعية فرصة ذهبية للتمرّن على الحياة المستقلة عن الأهل، خصوصا لو تطلبت دراستك أن تسكن في بلدة أخرى وتتشارك السكن مع طلاب آخرين.. هذه الاستقلالية قد تبدو متعبة في البداية.. لكنّها بالفعل فرصة ذهبية جدا لفهم كثير من الأمور التي لم تكن تهتم بها في المنزل.. وطريقة رائعة لتنمية شخصيتك..
 
استأجر شقة.. اشتر أثاثا مستعملا أو جديدا.. اشتر أدوات المطبخ.. جرّة الغاز.. المدفأة.. الصحون.. الملاعق.. أدوات التنظيف.. الخ.. نصف سفن التجارة العالمية التي تجوب المحيطات كل يوم، تحمل هذه الأشياء.. وبالتالي من المهم جدا أن تتعرف عليها عن قرب.. ولا وسيلة أفضل لذلك من أن تؤثث شقتك بنفسك..
 
وعلى الرغم من أن الطلّاب هم الزبائن المفضلين للمطاعم، إِلَّا أنه من الضروري أيضا أن تصنع طَعَامك بنفسك.. ولو لمرة كل أسبوع.. هذه التجربة مهمة جدا، ليس من باب التوفير فقط، لكن لكي تفهم أيضا كيف يتم صنع الطعام.. ولأنه من المهم جدا لك – كرجل على الأقل – أن تدرك أن صناعة الرجل لطعامه وتنظيفه أطباقه لا تجرح رجولته بشيء.. بل على العكس، ستكتشف أن جملة “المرأة مكانها المطبخ” حرمتنا نحن الرجال من متعة ومعرفة عظيمتين..
 
رابعا وأخيرا.. المرحلة الجامعية، لا تدور أبدا حول الدراسة فقط.. بالعكس.. هي مرحلة جميلة جدا.. ومليئة بالمتع والصداقات والضحكات التي ربّما لن تتكرر بنفس الزخم مرة أخرى في الحياة..، ستتعرف على أناس جدد.. وثقافات أخرى.. سينمو عقلك بشكل كبير.. ستقرأ الكثير من الكتب.. وتشاهد الكثير من الأفلام.. وستكون لك صداقات ربّما تمتد عمرا بأكمله.. والأهم أنه سيكون هنالك الكثير والكثير من اللهو.. ستلهو كثيرا وكثيرا جدا.. وهذا ليس بالشيء السيء، لكن تذكر أن هنالك خطا رفيعا جدا بين أن يستمتع الإنسان بحياته الجامعية وبين أن يدمّر مستقبله.. فحاول ألّا تعبر هذا الخط..
 
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !