– ( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة،، )
الفلك هو ما نعرفه بالجسد النجمي أو العاطفي ،، في البحر نحمل على الجسد العاطفي ، وفي البر نحمل على الجسد العقلي
بشكل عام كل جسد نملكه أثيري كان أو عاطفي أو عقلي .. طبيعتين ، قمرية وهي هبة الطبيعة وسوف تستردها لاحقاً ،، لذا في طبيعتنا الدنيوية طاقة القمر هي ما تتحكم فينا كأرض ، تماماً كما يتحكم القمر في كوكب الأرض ، في الفصول الأربعة ، في المد والجزر ، وفي ثبات محور الأرض ،، الطبيعة الثانية هي الشمسية و هذه نقوم نحن ببناءها فالجسد النجمي الشمسي بالضبط فلك نوح ،، لو حاولت أن تسمع موسيقى صاخبة وبجوارك قطتك تلقائياً القطة ستغادر المكان ، تركيبة جسدها لا تسمح لها بتحمل هذه الإهتزازات ، كذلك نحن، لا نستطيع دخول العوالم الشمسية بجسد قمري و إلا سنحترق بالتأكيد .
على المستوى الروحي البشرية نوعان ،، نوع شمسي ترقوا فأشرقوا ونوع غربت شمسهم وهم غارقون في طريق التحلل بقصد التطهير.. لذا فأول عمل لبني آدم كان بناء الأجساد الشمسية بدءا بفلك نوح تحديداً .
الكتاب لا يخاطب الإيغو مطلقاً ، يخاطب الجوهر .. *كنتم في الفلك/ جرين *بهم .. الإيغو يملك إرادة والجوهر لا يملكها .. فنحن مسيرين كجوهر مخيرين كإيغو .. لذا أنت مخير في الفعل كإيغو فقط لأنك في الأساس كجوهر ليس لك من الأمر شيئاً ،، وأول مظاهر الإيغو المشاعر والعواطف .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
الإيغو مخير الجوهر مسير ،،،
الإيغو يريد الجوهر أن يحتاج ،،
قاعدة مهمة جداً يجب إن نعلمها .
أنا كإيغو أريد أن أتزوج ؛ لأن كل صديقاتي تزوجن أو لقرب تجاوزي سن الزواج المفترض أو ،، أو .. جميعها خيارات نابعة من إرادة إيغوية ، إنما كجوهر أحتاج أن أتزوج لسبب واحد فقط .. لأسكن إليه .. في الأول لن أحصل على سعادة حقيقية مستحيل ، ربما أحصل على سعادة بمال أو أولاد أو الرجل نفسه .. لكن لن أحصل على السعادة التي يحققها الزوج ، مفهوم الإسم نفسه .
الإيغو يريد أن يلبس كريستان ديور والجوهر يحتاج ملبس يقيه البرد .. أتبع إرادة الإيغو وأبسط يدي كل البسط هناك كارما بالتأكيد فأنا لم أتقي الله ، حتى لو جعلت يدي مغلولة إلى عنقي وأشتريت ملبسي من متجر الحجة نفيسة هناك كارما فبإمكاني أن أرقى ولم أفعل ،لأن الإيغو لدي يريد المال كغاية وليس وسيلة .. كذلك كل ما في الحياة .
بناء الأجساد الشمسية يبدأ من هذه النقطة تحديداً ، أن نفرق بين ما يريد الإيغو وما يحتاج الجوهر ثم نعمل على تحقيق هذه الحاجة ضمن الأدوات المتاحة بين أيدينا ، هو يسيركم في البر والبحر فالغاية إصلاح جوهرنا عن طريق سد حاجاته لكننا نكفر ، نتبع الشهوات فيستمر التسيير وتستمر المعاناة ، عليك فقط أن تعلم في كل شقاء ما يحتاج جوهرك .. هذا الذكر ، ثم تعمل على سد هذه الحاجة وهذه الخشية ..
لكن ماذا بشأن الناس من حولنا نحن نراهم سعيدين ولا يفعلوا ما نفعل .. لا شأن لنا بهم ، لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بمن أتقى ، ربما في دورتك القادمة تكون منهم و هناك من هو مكانك الآن يتسائل لما أنت سعيد وهو يشقى .. الشقاء نفسه لا يمكن أن تدركه ما لم تدرك النقيض أولاً ، أن تكون في الجنة فتهبط ، أن تكون شبعان فتجوع ، عزيزاً فتذل ، غنياً فتحتاج ، وأن تكون كريماً فتهان .. ( وإن منكم إلا واردها ) .
اقرأ: الايغو – كيف تصبح حكيم
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
التحكم بالمشاعر عملية مستحيلة تماماً ، كل ما نستطيع عمله هو التحكم بردة الفعل التي تنشأ كنتيجة لهذه المشاعر ، حاول أن تشعر بالسعادة في هذه اللحظة ، تنفس بعمق وأبتسم وقل لنفسك بصدق مرة واثنتين : أنا سعيد … الذي فعلته أنك أرسلت نبضة فقمت بتحرير مقدار لا يذكر من الأندروفين أعطاك شعور بنوع من السعادة للحظة بسيطة ثم زالت ، تخيل لو أنك تقوم بهذا العمل على مدار الساعة واليوم !! .. عملية مجهدة وتبدو غبية أليس كذلك .. نستطيع ببساطة الإدراك أنه لا يمكن للسعادة أن تأتي عن طريق الدماغ نبضة ،، فأخرى ،، نحن بحاجة إلى شيء ما يزودنا بتيار متصل .
مما لا شك فيه أن المشاعر سببت لحميع من يقرؤون الآن شقاء في مرحلة ما ، وأقول الجميع لأسباب سنفهمها لاحقاً ،، وما أعني بشقاء المشاعر ليس بكونها سلبية أو إيجابية ،،
التعاطف أول حجر أساس في طريقنا الروحي لكن وبالضرورة القصوى أن يكون هذا التعاطف داخلي ومع جوهرك أولاً هذا هو الضياء ،، ثم ينعكس كنور على ما حولك .. أما إذا كان هذا التعاطف خارجي ، اليوم تملك 100 دولار فتساعد محتاج وأنت لا تدري متى ستحصل على 100 أخرى وقد لا تحصل عليها .. هذا سجود للقمر وليس لله وسيكون هناك كارما سيكون حساب ، عندها تقول لما يا رب وأنا كنت أفعل الخير ..
كثيراً منا قدم لمن حوله ونسي نفسه ،، قادته مشاعره و رسمت طريقه وحسب حساباته عليها ومن ثم خاب .. لكن هذا ليس الهدف من خلق القمر ،، ليس أن نسجد له ولكن لكي تعلم الحساب فتعمل على تقييم الشقوق في جوهرك التي أحدثت لك الشقاء ومن ثم يحسب كل منا كيف يتعاطف مع جوهره ، يعمل على إصلاحه .. بعملية الترميم هذه لجسدك النجمي القمري أنت تعمل على بناء النجمي الشمسي والذي يعطيك بعض الحياة على مستوى المشاعر ،، النجمي القمري تياره لا يدوم ،، الشمسي تيار متصل يدوم أكثر بكثير جداً ..
مستحيل أن نبدأ بحياكة لباس التقوى ، الجسد السببي ، الجسد الأرقى والأعلى حيث تيار لا ينقطع وديمومة الحياة بدون أن نبادر ببناء أجسادنا الشمسية .
و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهـ (( ن )) .
وجعل الشمس ضياء .
من غير الله يأتيكم بضياء .
ولله يسجد ما في السموات و ما في الأرض .. هذا قانون الكون ، كل وجود يسعى لهدف واحد وواحد فقط .. إرضاء الله ، بدون هذا القانون لا يمكن للوجود أن يستمر .
من البعد الثاني عشر ينبثق النور المطلق خالقاً كل وجود ، باعثاً الحياة في كل خلق .. التجلي النهائي لهذا النور في النون . لهذا النور مراكز بث في عالم النون ،، هي الشمس ، أو لنقل الشموس .
طاقة الشمس أو ضياء الشمس تصل لمركز كل أرض لتعطيها الحياة ، والأرض بدورها تقوم بتحويل هذه الطاقة ثم إعادة إرسالها . كل خلق يطمح ليكون شمساً ،، ليكون مركزاً للبث النوراني .. وهذا ما عرفه الأولون . لكن ما لم يعرفوه أننا كخلق أسمى من الأرض ،، أسمى من القمر والكواكب والنجوم ،، أسمى من الشمس .
نحن كتراب ، كأرض ،نحمل في مركزنا ، في جوهرنا بذرة ليست كأي بذرة ، بذرة ستخلصنا من شقاء الأرض ، بذرة تنتظر طاقة من نوع آخر مختلف تماماً ، هذه البذرة أسمها عيسى .. والطاقة إسمها المسيح .
ن..و..ح
ر..و..ح
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
هل ساعدك هذا المقال ؟ .. شاركه الآن !