الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » فوائد واسرار سورة الواقعة الروحانية

فوائد واسرار سورة الواقعة الروحانية

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2279 المشاهدات

المحتويات

1- اسرار سورة الواقعة الروحانية

قال (ناجاماى) :
1. سورة الواقعة تتحدث عن الأنماط الثلاثة للنفوس : اصحاب اليمين ، اصحاب الشمال ، السابقون .. بعبارة أخرى : يمكننا تقسيم النفوس إلى نفس يمين و نفس شمال و نفس سابقة ..

و لتوضيح الأمر أكثر بين اليمين و الشمال ، قم بفحص زوج من القفازات .. ستجد أنهما متساويان فى المقاس و الحجم و الأبعاد .. و مع ذلك فالاختلاف بينهما كبير .. إذ لا تستطيع لبس القفاز الأيسر فى يدك اليمنى ، و لا ليس القفاز الأيمن فى يدك اليسرى .. القفاز الأيمن يظل أيمن ، و القفاز الأيسر يظل أيسر .. إنه اختلاف اتجاه .. و الدين اتجاه ..

2. تبدو الأجسام اليمينية و الأجسام اليسارية متشابهة تماما ، و مع ذلك فهى تختلف بعضها عن بعض اختلافا تاما فى الخواص و التأثير فى الوجود ..
لهذا إن أردت أن تحكم على نفس ، فلا تحكم عليها بمظهرها ، بل بتأثيرها فى العالم ..

فى البدء يجب أن تعلم أن التكوينات اليمين و التكوينات الشمال شائعة فى الطبيعة .. فمثلا : يوجد نوعان من الحيوانات المحارية البحرية ، يتشابهان من جميع الوجوه الظاهرية ، و لكنهما يختلفان فى الطريقة التى يبنيان بها قواقعهما .. قوقعة النوع الأول تدور لفاتها الحلزونية فى اتجاه دوران عقارب الساعة .. بينما تدور اللفات الحلزونية لقوقعة النوع الآخر عكس اتجاه عقارب الساعة ..

حتى الجزيئات التى تتكون منها المادة فيزيائيا ، كثيرا ما تكون ذات اشكال يمينية أو أشكال يسارية ، مثل القفازات و القواقع اليمين و الشمال .. بل أكثر من ذلك عجبا .. فحتى السكر ، يوجد نوعان منه فى الطبيعة : سكر يمين و سكر شمال .. و البكتريا التى تتغذى عليه هى أيضأ نوعان : نوع يمين و نوع شمال .. لا يستهلك النوع اليمين منها إلا السكر اليمين ، و لا يتغذى النوع الشمال منها إلا على السكر الشمال ! ..

هذا الاختلاف بين الأشياء اليمين و الأشياء الشمال قد يعطينا فكرة مدهشة غير مسبوقة عن طبيعة النفوس و جزاء كل منها ، كما ذكرته سورة الواقعة بالتفصيل ..

2- قل كل يعمل على شاكلته

3. ما سبق يعطينا فكرة واضحة عن العلاقة بين (شاكلة) النفس و بين طبيعتها .. فالشاكلة يتحدد بها العمل ، و العمل يتحدد به الجزاء يوم القيامة : (قل كل يعمل على شاكلته ، فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) ~الإسراء : 84 .. و النفس ألهمت لغتين : لغة التقوى و لغة الفجور : (و نفس و ما سواها . فألهمها فجورها و تقواها) ~الشمس : 7 ، 8 ..

فأصحاب اليمين هم أصحاب النفوس ذات الشاكلة اليمين ، و هى الشاكلة التى تطغى عليها لغة التقوى فى حياتها .. فيكون عملها فى العالم و تأثيرها فى الوجود نابع من التقوى .

أما اصحاب الشمال فهم أصحاب النفوس ذات الشاكلة الشمال ، و هى الشاكلة التى تطغى عليها لغة الفجور فى حياتها .. فيكون عملها فى العالم و تأثيرها فى الوجود نابع من الفجور ..

3- من هم السابقون ؟

4. سألت صديقى : فمن هم السابقون ؟ .. قال : السابقون ليس لهم نمط يمين او نمط شمال .. السابقون هم النمط الثالث الذى يخرج عن أى نمط ظاهر معروف تابع للنقوى أو الفجور ..

إنهم لا يتقيدون بشاكلة محددة ، لهذا يبدون و كأنهم من خارج هذا العالم .. ليس لهم شاكلة لأن الشاكلة تتكون من التحدث بلغة من اللغتين .. من يتحدث لغة يتشكل بها .. هؤلاء لا يتحدثون ، بل يتفاعلون ..

اللغة تحتوى من يتحدث بها ، أما من يتفاعل معها يحتويها .. يضاعف خيرها ، و لا يتأثر بشرها .. و بذلك يتفوق السابقون على أصحاب اليمين ، لأنهم يفوقونهم تأثيرا ، لدرجة أنه قيل أن حسنات الأبرار : سيئات المقربين .. و أيضا يخرج السابقون من سلطان أصحاب الشمال ، فتصير نتيجة كل عمل يعمله أصحاب الشمال ، فى ختام الأمر ، فى صالح السابقين ..

النفس السابقة لا يكون لها بذلك شكل فى هذا العالم ، لأنها لم تعد جزء منه ، بل صارت تحتويه .. بعبارة أخرى : السابقون هم الذين يستخدمون اللغتين معا لصالح الدين ..

قال (رالف والدو ايمرسون) : “ترتدى الطبيعة دائما ألوان النفس.” .. لهذا ، إذا نظرت إلى أى قطعة من العالم ، إما أن تبدو لك بلون اليمين ، أو بلون الشمال ، فى صراع مستمر بين اللونين على اكتساب أكبر عدد ممكن من القطع .. هذا ما سيبدو فى الظاهر .. أما من منظور باطنى ، فإنك ستجد أن الأرض كلها لله ، يورثها لعباده السابقين ، و قد جعل فى أيديهم كل خيوط السيطرة على اللونين ، ليصبحوا هم الفائزين فى النهاية .. هذا هو سر العظمة ..
~ناجاماى
محمد صبحي

اقرأ أيضاً: اسرار وفوائد سورة مريم الروحانية – 15 سراً
اقرأ أيضاً: اسرار سورة الكهف الروحانية
اقرأ أيضاً: اسرار سورة سبأ الروحانية
اقرأ أيضاً: اسرار سورة فاطر الروحانية

هل ساعد هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !