الرئيسية » الذات » تطوير الذات » رمضان كريم – كيف تجعل رمضان مبارك وتستفيد منه أقصي أستفادة

رمضان كريم – كيف تجعل رمضان مبارك وتستفيد منه أقصي أستفادة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1755 المشاهدات
رمضان كريم - كيف تجعل رمضان مبارك وتستفيد منه أقصي أستفادة

رمضان.. ♥

أفضل استثمار في رمضان ليس بكثرة الصلاة ولا قراءة القرآن !
أفضل استثمار لرمضان والطاقة الجميلة التي تحوطك في هذا الشهر هي أن تصلح ذاتك بكثرة التفكر والتأمل في عمق ذاتك .. لتفهمها وتتعرف عليها وتقوي جوانب ضعفها حتي تسعد بصحبتها ، ولن تسعد بصحبتها إلا عندما تتعرف عليها وتفهمها! ، ولن تفهمها إلا عندما تتعلم قوانين الكون من حولك !

قال تعالي ” سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد “

الصلاة والصيام والإستغفار وحدها لا تكفي. على الإنسان أن يصلح نفسه ويواجه مخاوفه وعقده النفسية وبعدها تصبح للعبادة قيمة حقيقية. العبادة لا تصلح الإنسان وإنما يصلحه ما يقوم به وهو واعي للتخلص من العيوب التي فيه.. فكم من إنسان يصوم ويصلي وهو من أفسد أهل الأرض ! ، وكم من إنسان لا يصلي ولا يصوم وقد يكون علي غير دين الإسلام وعلي غير الديانات السماوية ومع ذلك فهو واحد من أصلح أهل الأرض!

العبادات تساعدنا وتجعلنا أكثر قرباً لبركة الله ودعمه ولكن على الإنسان أن يعلم أن مسيرته في الحياة تتطلب منه الجهاد وهو جهاد النفس على مغالبة الأوضاع الغير صحيحة التي يجد نفسه فيها. ، اقرأ: الجهاد في سبيل الله معناه الطبيعي الصحيح

لا أحد يولد في ظروف صحيحة ، كل البشر يولدون في ظروف غير مواتية وعليهم إيجاد مخرج لأنفسهم ، من الخطأ عندما إعتقدنا أن العبادة تصلح الإنسان والصحيح أن العبادة تجعل قلب الإنسان مطمئناً بعد أن يتخلص من عبودية الناس والمجتمع ومن نظرتهم ومن أحكامهم المسبقة علي كل شيء في الحياة ويكتفي بالله ، ويبدأ يبحث ويتعمق ويتفكر في ذاته فيفهمها ثم يتعرف علي الله الذي خلقنا رب العالمين وليس الآله الذي خلقه مجتمعه أو بيئته او مذهبة الضيق أو رجال الدين !! ( اقرأ: أي إله يجب أن أعبد؟ ) ويفهم قوانين الكون والعالم من حوله ؛ فيتحكم في جزء كبير جداً من حياته ولا يترك الظروف الإجتماعية أو السياسية أو الأسرية تتحكم في حياته ؛ فيعيش حياة بسيطة وممتعة..

الإكتفاء بالله معضلة أكثر البشر. يعتقدون بأنه لا يكفيهم وعليهم إتباع المجتمع الذي يعيشون فيه حتى لو كانت كثير من الموروثات الإجتماعية غير صحيحة أو غير ضرورية أو حتى حمقاء بالمرة.. ! أو مدمرة وأكبر دليل النتائج التي وصل إليها مجتمعه من حوله ، ولكنه لا يتفكر ولا يصلح في نفسه ، فيتوقف عن النمو والرقي ويظل يعيش في إنحدار !

عندما يتوقف الإنسان عن النمو فهو غير صالح للتناغم مع الحياة بسعادة ! ، قانون النمو هو قانون عمارة الأرض ولا نستطيع أن نعمر الأرض إن لم نتطور فكرياً عن آبائنا وأجدادنا ؛ فالذي يعيش حياة الأموات “الأجداد” فهو ميت حتماً وكل من يتبعه ميت مثله !

بالنسبة للقرآن .. اقرأ بتعمق وتفكر جزء واحد أو سورة واحدة طوال الشهر واستخرج منها آيتين أو آية واحدة فقط تشعر أنها سوف تفيدك حقاً في حياتك .. وطبقها في حياتك إلي أن تصبح عادة.. أفضل مليون مرة من قراءة القرآن مسرعاً مهرولاً 60 مرة في الشهر وكأنك في سباق جري مع العلم الكاسيت أو الأسطونة او الكمبيوتر أفضل منك في ذلك فلا تلعب دور ليس لك .. ولن يفيدك في شيء .. أنت إنسان قيمته في العقل والقلب الذي يتفكر ويعقل ويشعر ويبدع .. لا في الترديد والتكرار كأنك آلة !!

أنا طبقت هذا الكلام علي نفسي .. وأول آية غيرت حياتي للأفضل وإلي الآن حياتي تتقدم للأفضل في كل جواني المعنوية والمادية بفضل هذه الآية الرائعة ♥

قال تعالي
“قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا “

هذه الآية قمة في الروعة .. فهي تدعوك لمبدأ التحسن المستمر الذي يستخدمه اليابانيون في حياتهم وهذا المبدأ جزء من عاداتهم ” التحسن المستمر ” .. هذه الآية تدعوك للتفكر والتأمل في أفكارك وقناعاتك عن كل شيء في الحياة بشكل مستمر إلي أن تموت .. لأنها قد تكون خطأ وقد تكون أفكار بالية وغير صالحة اليوم! ؛ لأن أفكار اليوم غير صالحة للشهر القادم ، وأفكار السنة الماضية غير صالحة اليوم !! .. بعضها يحتاج للتعديل وبعضها منتهي الصلاحية أو خطأ فيجب أن تتخلص منه فوراً .. وتتبني الأفكار الأفضل الأجمل التي تساعدك علي النمو والرقى ..

ببساطة هذه الآية عبارة عن مبدأ وقانون ليجعلك تنعم بحياة أفضل في كل جوانبها المعنوية والمادية.. فقط تحتاج من يتفكر ليفهمه ثم يعي ليطبقه .

للأسف الشديد أغلب المسلمين العرب يستخدمونها ليسقطو هذه الآية الرائعة علي من هم ضد أفكارهم وقناعاتهم !!! ، ولكن القوانين في القرآن لم تأتي ليستخدمها كل مسلم ضد أخوه المسلم أو ضد أخوه غير المسلم ليسقطها عليه ويعيش دور إله الأرض !!

لذلك قال تعالي ” إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ” ، ومن يلقي الأتهامات والأحكام علي البشر من حوله فهو بكل تأكيد شخص يعاني من الضيق والانزعاج من الحياة بشكل مستمر.. !!

فائدة القوانين الربانية في الدين أن يسقطها كل إنسان علي حياته .. علي ذاته ، أما فكرة أنصاف الآلهه المنتشرة في بعض الدول العربية فكرة فاشلة تماماً .. تدمر المجتمعات !! ، لأنها ببساطة ضد قوانين الله في الكون والقائمة أن الحكم لله وأن الله أوجد كل إنسان في مجتمع معين ويحمل ديانة أباءه ؛ ولكنه أنعم عليه بالعقل والقلب ليتفكر ويبحث وأعطاه الحرية ليختار بعد أن ينضج كل تفصيلة في حياته سواء الحياتية أو أن يغير دينه أو مذهبه الفكري أو الديني..

فالمجتمعات التي تحاول أن تسلب هذا الحق من أبناءها تحت أي مسمي ديني أو مجتعمي .. بكل تأكيد سوف تكسرها الحياة ببطيء إلي أن تستفيق أو تحطمها تماماً ويأتي بعدها أناس يدركون ويفهمون أساسيات قوانين الكون فلا يقفون ضدها لأنها قوانين قوية.

هناك مشكلة بالوعي المذهبي المدرسي والأغلبه تعصبي! .. سنه ،شيعه ، اباضي .. أحيانا تترسخ الذهنية المذهبية وتصبح الأحكام المسبقة مترسخه في النفس او الذهن بصورة تعصبية ودرجة التعصبية تختلف علي حسب البيئة.. ولكن كلما زادت درجة التعصب في الشخص أو المجتمع كلما أصبح أقرب للأمراض النفسية والمشاكل المتلاحقة والموت البطيء وأقرب إلي هلاكه .

المشكلة ليست في المذاهب .. المشكلة الحقيقية في الأشخاص المتعصبون لأي مذهب لأنهم يدمرون حياتهم بأيديهم .. فهم جامدون وثابون علي أقوال بعض من الآباء والأجداد بدون تفكر أو بحث ، في الحقيقية هم عابدون مقدسون لما يقوله الآباء أو المذهب او رجل الدين المفضل! .. بل فإن البعض يكفر ويكره من يختلف معه ! .. هذا الفكر مدمر !

خلقنا الله مختلفين وترك لنا حرية البحث والاختيار .. وأن تبقي علي ملة وفكر أجدادك أو أن تتطور وترتقي في الفكر فتصل لنتائج أفضل من أجدادك .. أنت حر ولكن من الحماقة أن تسلب هذه الحرية من الأشخاص من حولك تحت أي مسمي أنك علي الدين الحق أو أنك الأكثر فهماً .. لأنك حينها تقف أمام قوانين الكون وهي القائمة علي حرية الإنسان في كل اختيارات حياته .. وعندها تكسرك الحياة إلي أن تستفيق أو تحطمك حتي الموت! .. فحذر الجهل بقوانين الكون!

يجب اعادة الثقه بالقران ،، الثقة بالقران مفقودة .. نثق في كتب السلف سواء السنة أو الشيعة أكثر من القرآن!!ّ ولا نتفكر ولا نتأمل ولا نبحث !!

– أول ما قاموا به الرسل وأنبياء الله…

هل العبادات الظاهرية من صلاة وقراءة كتبه بسرعة لجني الحسنات !! أم كانت رحلة التأمل والتفكر والبحث عن حقيقة الأشياء الأساسية التي تعتبر سبب اضطراب شخصياتهم أمام ما وجدوه في المجتمع من عادات شعرت قلوبهم أنها خاطئة ونتيجة لإضطراب شخصياتهم يأتي ضعف تحكمهم وسيطرتهم علي أنفسهم وحياتهم وبالتالي ضعف بصيرتهم وقلوبهم في أن تتعرف علي الله وبالتالي ضعف إيمانهم بأنفسهم وبالله..

مع العلم التفكر والتأمل من العبادات ، فالقرآن ملئ بالأوامر الواضح التي تدعونا للتفكر والتأمل في كل شيء في الكون.. ولا يوجد دين لا يدعوا للتفكر.. وكل ما حولك في الكون من آيات تدعوك للتفكر والتأمل.. ولكن لا يدركها إلا قوماً يتفكرون ويعقلون بقلوبهم ، نعم قلوبهم 

البشر أغلبهم غافلين ونائمين ومتكاسلين ، الأديان الإجتماعية تحدد اتجاه الطريق الذي يجب أن يسير عليه الإنسان لكن الإنسان ترك الطريق وتشبث بالطريقة!! ؛ لذلك نرى الكثير من الناس يمارسون العبادات لكنهم تائهين وحائرين تسجنهم مشاعر الحزن في معظم الأوقات.. !

الدين مثل الأكل.. الكل يعلم بأنه يجب أن يأكل ليعيش لكن ماذا يأكل ومتى وكيف يعد طعامه فله خيارات لا منتهية فمادام يأكل ما يغذي جسمه فهو بخير.

البشر لا يريدون المنهج العام حيث تتعدد الخيارات ولكن يريدون طريقة بالأرقام. رقم واحد أصنع كذا، رقم أثنين أصنع كذا الخ…….. أغلب البشر يعيشون كآلات ميكانيكية في كل أمور حياتهم .

وهذا ما يجعل البشر يسلمون عقولهم لكل من يضع لهم طريقة بأرقام محددة.. لا يريدون اكتشاف طريقتهم الخاصة وطبعا رجال السياسة عرفوا هذا في الناس فاستخدموه أمثل استخدام فاستعبدوا أصحاب العقول الفارغة وهم كثيرون!

المسلم صار كالمتسابق في سباقات الماراثون .. شكله متسابق ، لباسه صحيح ، متواجد في المكان الصحيح وفي الوقت الصحيح ؛ لكنه يركض في اتجاهات مختلفة وأحياناً يجلس وأحياناً يذهب ليسلم على الجمهور وأحياناً يشتمهم ويسبهم ثم يعود لمضمار السباق يتغزل في ملابسه الرياضية.

وهناك قناعة مدمرة ” أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد … !!! “
اقرأ هذا المقال لتنسف هذه القناعة: لماذا خلقنا الله – ما هي إرادة الله بنا؟

الخلاصة :
في هذا الشهر الجميل رتب أفكارك وقناعتك عن الحياة.. رتب حياتك.. شكل شخصيتك وأجعلها أجمل وأقوي.. أكسب ذاتك.. ابدأ في عيش الحياة التي ترغبها..

نصائح :
انصحك أن تبتعد عن الدراما القائمة علي الحزن أو إظهار الجوانب السلبية في البشر ” سرقة ، قتل ، علاقات فاشلة ، مجتمع مريض…. “

إذا أردت أن تشاهد مسلسل درامي .. الأفضل شاهد الدراما التي تشعر انها تضيف لك فكرة حقيقية تنور عقلك أو الدراما الكوميدية..
من أفضل مسلسلات شهر رمضان السابق كان مسلسل صاحب السعادة ، كان يحمل الكثير من الأفكار والمشاعر الرائعة

شاهد برامج علمية أو دينية أو تحفيزية تفيدك وتشغل عقلك لتتفكر وتشغل قلبك ليشعر..
شاهد فيديوهات تفيدك في حياتك واقرأ كثيراً .. واقرأ في الجانب الضعيف في حياتك وقوي شخصيتك..
من أفضل البرامج الدينية العلمية التحفيزية الرائعة برنامج خواطر وبرنامج الإيمان والعصر وخطوات الشيطان ونبيء عبادي ..

من الجيد المشاركة في الجمعيات الخيرية ولكن لا تنسي حق نفسك ولا تجعل من هذه المشاركات في الخير مخدر لصوت قلبك الذي يريدك أن تبدأ في هدف معين أو حلم معين.. الأقربون أولي بالمعروف ونفسك الأقرب إليك ^_^ ، وعندما تطهر نفسك تساعدها ستستطيع ان تساعد اكبر بكثير من العدد الذي ستساعده في الجمعيات الخيرية عندما تتطوع في العمل فيها .

عندما تهتم بنفسك وتحقق أحلامك واهدافك ستستطيع أن تساعد أكبر عدد ممكن من البشر ، فقط ابدأ الآن وساعد نفسك وضعها علي قائمة أولوياتك .

أدرك.. فكر.. اتعلم.. جرب.. لاحظ.. اتعلم.. اتغير للأفضل..

أبني شخصيتك علي أساس الرحمة والحب والتحسن المستمر…

إذا اهتممت بالحب ، وأن تجعله أسلوب حياتك ، كل شيء بعده سيصبح سهل .. ستفهم ذاتك .. وستصل لله .. وستستمتع بالحياة…

ابتدي بنفسك ركز علي نفسك ركز علي ماتريد، وودع الخلق للخالق..

ليس من المهم أين كنت في الماضي ؟ ولا أين أنت الآن ؟
الأهم كيف سيكون حالك في المستقبل ؟ وأين ستكون ؟

عبدالرحمن مجدي ، عارف الدوسري

اقرأ أيضاً: شهر رمضان هو شهر تدبر النفس

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !