كانت الكلمة ، للتعبير عن الموجود وراءها ، فعشقنا الكلمة ، وجعلناها إلها ثابتا لايتغير … لم ندرك بعد أنه قبل الكلمة ، هناك موجود عظيم يفيض ، ورغم أنه اختلفت الكلمات للتعبير عن إشعاعه ، إلا أن البحث والسباق كان في أبهة الكلمات ، وليس في الشعور بمن وراءها .
(كل إشعاع على مرآة يعكس صورة ما ، ابحث شعوريا في داخلك عن مصدر ذلك الإشعاع)
– – – – – – – – –
الأنا تعشق المدح والتميز وتتغذى عليها ، وتمتعض من كل ما لايتطابق معها ، أي تتأثر بالعالم الخارجي مدحا أم ذما ، ولذلك فهي تتأرجح دائما ، بين فرح مبتهج ، وحزين يائس ، وبالتالي تتكاثر الأنا على حساب طاقتك ، وتجعلك في مهب الريح ، تجعلك مجنونا تائها ، غير راض ، متأفف دائما ، ضحية ، مظلوما ، والأسوأ .. أنك تصدق كل هذا ، لأن ضعفك يميل إلى إلقاء اللوم دائما حتى على الهواء .. لست مستعدا بعد لتحمل مسؤولية ما أنت به ، ما أنت صانعه ، وإلى هنا مازالت عين قلبك مغمضة .
ابحث في داخلك بصمت ، ستسمع أصوات والديك ، كلمات من لقنوك .. إصرار مدرسيك ، طقوس معتقداتك تقول (يجب أن تكون الفائز – يجب أن تكون المميز – أنا لا أحبك إن فعلت كذا … – أنت لاتنفع لشيء – عار عليك إن قمت بهذا الفعل – إن هذا الشيء وهذه الصفة تقلل من شأنك …) وأنت تطيع وتنصاع ، تطيع وتنصاع … ويكبر خوفك إلى حد الشك بتنفسك إن كان يخالف مقولاتهم ، أم لااا ..
أين هي الحياة التي اخترتها ؟
أين هي أفكارك عن نفسك فيما يخص شغفك ؟
أين أنت بحقيقتك بين كل هذااا ؟
إن كنت إلى الآن لم تدرك ماذا تريد ، فسأصفق لمن استعبدك …
(وإن حدثك قلبك ، أنك تريد أن تكون حرا ، فاعلم أن لاحرية بدون أن تختار أنت)
– – – – – – – – –
الألم فرصة للوعي ، استخدمه لتراقبه ، استخدمه بدل البكاء بسببه ، إن الألم يشدك إليه ، إلى حالاتك وذكرياتك القديمة ، وسؤالي أين هي ذكرياتك القديمة ؟؟
سأخبرك إنها منسوخة في ملف ، وهذا الملف تالف ، إلا أن عقلك لا يستطيع الاستغناء عنها ، لأنه يعلم ما هو الموت ، والموت بالنسبة له ، هو التخلي ، فيقوم بالاحتفاظ بالملفات ، تأكيدا منه على حياته .
إذا الحل بسيط ، كلما تعرفت على إدراك جديد ، مثلا (الخوف وهم) ، شارك عقلك به ، أعطه مهمة ، أدخل هذا التعريف إلى حقلك الجديد من الوعي ، لكن لا تساعده في تغذية أنماطه القديمة ، لأنها ببساطة ليست من اختيارك ، ومجرد الانتباه للأفكار العديدة للعقل ، يجعلها جامدة ، وطالما استطاع الانتباه جعلها جامدة ، فهي غير حية ، أي لا حياة فيها ، ومن لاحياة فيه لاينمو ، إذا أنت من يقدم الحياة لوهم ميت ، كف عن ذلك ، كف عن دور الضحية ، وعد ملكا على مملكتك ومعبدك .
(استخدم كل شيء وظرف وحدث ، كي تراقب دون أحكام ، وعش ملوكيتك)
– – – – – – – – –
طريق الوعي ، يحتاج إلى نقطة ألم ، إذ لايستوقف المرء نفسه للسؤال عن حاله ، إلا في حالة الألم ، نحتاج لبداية جديدة ، فالذي لاينفعه أسلوبه الروتيني في التعامل مع نفسه ، يحتاج لبداية جديدة ، لايمكن لما هو قديم عديم الفائدة ، أن يجدد فيك شيئا ، لايمكن له أن يبث الحياة في داخلك .
إن تحويل الألم إلى نار متقدة ، ليس بالمستحيل ، فكما تحصل من النيران اللاهبة على شعور بالدفء ، يمكنك أن تحول الألم إلى طاقة ، بدل أن تحترق بنيرانه ، فما الذي يحول دون احتراقك بالنار والألم ؟
إنه الوعي ، أي أن تكون مراقبا .. فعندما تراقب يختفي ماتراقبه ، عندما تراقب تكون أنت في الداخل تراقب ، لست منفعلا أو متفاعلا مع الحدث ، كفيل هو الوعي أن يحضر إليك كل ماتريد ، ولأنك واع لاحاجة لك لشيء ، فكل الأشياء أنت .
(ستمتن لطاقة الألم ، إذ لاشيء تراقبه ويبقى .. حتى أنت)
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
هانادي درغام
.
اقرأ أيضاً: روائع الكلمات
اقرأ أيضاً: عذب الكلام والخواطر
اقرأ أيضاً: روائع الكلمات قليل من يفهمها
.
هل ساعدك هذا المقال ؟