الرئيسية » خواطر » خواطر جميلة » رسالتي هذه إليك يا فيودور دوستويفسكي

رسالتي هذه إليك يا فيودور دوستويفسكي

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2326 المشاهدات
ما هي رسالتك في الحياة

المحتويات

1- رسالتي هذه إليك يا دوستويفسكي

أكتب رسالتي هذه إليك يا دوستويفسكي.. وقد تأَلَّمت نفسي، وشعَرَت بالأسى روحي، وأدركت إدراكا عميقا لأمور كثيرة في النفس البشرية؛ ولكنها أحزنتني…

تلك الشخصيات التي جسدها قلمك، علمتني بقسوة وجفاء شديدين؛ أن الحياة لا تنتظر أحد.. وأن المرء الذي يتوقف عن النمو والتغيير -مهما بلغ من الذكاء- سيخسر كل شيء في النهاية.. سوءا أكان طيبا، أم حقودا أشد الحقد.

إن المرء لا يجب عليه أن يرضى بحال رث؛ لا يتمكن بسببه من حفظ كرامته، والعيش بصورة جيدة.. ولا ينبغي له بأي حال أن يترك نفسه دون تزكية؛ فتصبح نفسه فريسة سهلة للحقد، والكره، والحسد.

أكتب إليك يا دوستويفيسكي وأنا عازمة على التغيير، وعلى تهذيب نفسي.. فقد آلمتني النهاية جدا، وشعرت أشد الشعور بالخجل أمام نفسي لو أنني اضطررت لنهاية كتلك!!

أكتب إليك وأنا أخشى على قلبي كثيرا أن يتخلله داء الكره، والحقد، فيحترق تماما، ثم يصبح غير صالحا للحب مجددا.. ولا يُقدر أحباءه الصادقين حق قدرهم؛ فيخسرهم زاهدا غير مبالي، ثم يعود بعد ذلك نادما وقت لايفيد الندم!!

2- لقد صفعتني يا دوستويفسكي

لقد صفعتني كتابتك صفعة أفاقتني.. أدركت بعدها أن الوعي وحده غير كافٍ، والثقافة وحدها غير كافية.. وأن العمل الجاد، والصبر في سبيل نيل ما يرجوه المرء من خير؛ لهو واجب على كل من ينظر لنفسه بعين الإحترام.

إن الإنسان التافه وحده هو من يهتم لصغار الأمور، فتجده يدقق في التفاصل الفارغة، ويبني في عقله قلاعا من الوهم يسكنها وحده، ويحزن أشد الحزن لكلمة يقولها عابر، ثم إذا هو ألمه أمر مهم؛ أصبح بلا فائدة ترجى، يهيم كالأبله لايحسن تصرفا، وكيف وعقله مشتت في الأمور التافهة!!

إنني يا دوستويفيسكي أبكي على أولئك البائسين الذين تكتبهم.. مع ذلك أعلم تمام العلم، أنهم هم من جرو الشقاء لحياتهم بأيديهم، ولهذا السبب بالذات أبكي.. لأنني أخشى أن أنسى نفسي مثلهم في يوم من الأيام.. فأجلس في مكاني ألعن العالم كله، فأحرق نفسي، ولن يكترث العالم!!

إنني أشكرك يا دوستويفيسكي برغم حزني.. ولا أعرف حقا ماكنتَ تنويه أثناء كتابتك، ولكنك وبعد أكثر من مائة عام من موتك؛ تستطيع إلهام شابة صغيرة، فتدفعها نحو التمسك بحلمها، وتنير لها زقاقا جديدا بين أزقة وعيها، فيندفع قلمها للحديث عنك.

آية رياض

اقرأ أيضاً: فيودور دوستويفسكي اقتباسات

هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !