.
” لم أجد أسوأ من عجز الآباء، فقد أيقظتني ابنتي التي تدرسُ في الثانوية قبل شهرين، وأخذتْ تشكو الصعوبة التي تواجهها في أن تستوعب دروس الحاسوب وانجاز أبحاثها، فهي لا تملك جهاز حاسوب يُمكنّها من ذلك. نظراتها تلك أشعرتني حقًا بالعجز. ها أنا أبيع حلوى القطن هذه في الشارع لأوفر لقمة العيش؛ ولعلي أجمع ثمن ذلك الجهاز.”
– بسام، ٤٦ عامًا، غزّة
.
.
“لم أنس ذلك المساء قبل ۱۲ عامًا، أتذكرُ تفاصيله جيدًا كما ولو أنه البارحة. إذ وجدتْ ثلاثُ رصاصات أطلقها جنديٌ اسرائيلي طريقها إلى بطني وصدري وظهري. نقلوني على عجلٍ إلى المشفى، استأصلوا كليتي اليسرى، وشخصوني بشللٍ نصفي.”
“لم أُجب الأطباء بشيء في المرة الأولى التي أخبروني فيها أنني لن أكون قادرًا على المشي مرةً أخرى، كنتُ أُدرك حجم الضرر الذي تعرضتُ له. لكن الضرر النفسي الذي لا يزال يلاحقني إلى اليوم أكبر وأطول مما تصورتْ. دخلتُ في اكتئابٍ لشهورٍ، وبعد أن استوعبتُ جيدًا ما حصل لم أرض بفكرة أن أكون الشخص الذي تفرض عليه الإصابة أن يعيش حياةً بائسةً. فأكملتُ دراستي بصعوبةٍ، وتخصصتُ في التصميم، ولاحقًا في الموسيقى التي غيرّت حياتي للأفضل، جعلتني أكثر ايمانًا بالحُب من حولي. كانت وسيلتي في أن أعبر عما داخلي، فغنيتُ الراب، وقضيت الجزء الآخر من وقتي أتعلم اللغات، وكوّنت صداقات رائعة مع أشخاصٍ من حولي، أحدهم هذا الرائع الذي يدفع كرسييّ المتحرك، نطوف أرجاء المدينة معًا دون مللٍ، نتحدث في كل شيء، نتعلم أشياء جديدة، ونحكي نكاتٍ مضحكة. هو يجعلني أرى العالم من بين كفيّه.”
“أما أسوأ ما مر عليَّ، تلك الطريقة التي يعاملونك فيها حين تريد الارتباط بُحب حياتك، إنهم يُقصونك بالرفض، يجعلونك تعود إلى الكرسي وأنت عليه، إلى فكرة العاجز.”
– ساري، ۲۸ عامًا، غزّة
.
.
“لما بلغتُ الثامنة، أصيب والدي بمرضٍ نادرٍ يُدعى “التصلّب اللويحي” ومن أعراضه تلك الضربة المرضية المنتظمة التي تجعل أبي طريح الفراش لا يقدر على الكلام، ولا على تناول الطعام جيدًا، ولا على الحديث حتى، لكنه يسمعنا ويستجيب بعينيه فقط. وطوال الوقت جعلني ذلك أخشى فكرة فقدانه أو أن تسوء الأمور معه أكثر.”
“عند كل ضربةٍ للمرض كان جيراننا يأتون لمساعدته في نقله من السرير لصالة الجلوس، وأحيان كثيرة إلى المشفى، ربما كان هذا الشي الأكثر ازعاجاً لي؛ ولذا حين كبرتُ قررتُ أن أتخصص كفنّي عمليات لأخدم والدي وأسنده أكثر، وأكون عونًا للناس في أوقاتهم الصعبة. كنتُ دائمًا ما أتمنى في صغري أن أكون شيئًا مهمًا وأرد لوالدي الكثير مما قدمه لأجلنا”.
– مُصباح، ۲٤ عامًا، غزّة
.
اقرأ أيضاً: قصص انسانية مؤثرة
اقرأ أيضاً: قصص حب واقعية مؤثرة
اقرأ أيضاً: قصص واقعية مؤثرة
اقرأ أيضاً: قصص حقيقية مؤثرة
اقرأ أيضاً: قصص مؤثرة
.