الرئيسية » العلاقات » اختيار شريك الحياة » من هو شريك الحياة المناسب

من هو شريك الحياة المناسب

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2271 المشاهدات
رفيق الحياة - شريك الحياة مفهوم لم نستوعبه جيداً بعد !

المحتويات

1- من هو شريك الحياة المناسب

بسم الله الرحمن الرحيم ..
شريك الحياة هو اللون الذى تكتمل به لوحة الحياة .. هو من نسمع فيه صوتنا وقت أن نكون فى صمت و سكون .. هو من نرى فيه نفسنا وقت أن نغمض عيوننا .. شريك الحياة هو الذى يحقق المعادلة الفريدة : (واحد) + (واحد) = (واحدا صحيحا مكتملا) ، يشهد لخالقه سبحانه بالكمال و الوحدانية .. شريك الحياة هو الذى نشعر فى وجوده بالحياة ، نراها ، نلمسها ، نتفاعل معها ، كأنما روح الحياة يتشاركها جسدان ، حتى يبصر كل منهما الوجود من كل زواياه .. إذا تحقق هذا ، صار الشريك زوجا .. و كلمة (زوج) معناها : ز (زيادة) و (جمال) ج .. زيادة فى الأنس ، زيادة فى الدين ، زيادة فى الرأى ، زيادة فى العقل ، و زيادة فى كل خير ..

تماما كما الأرض التى تزداد خصبا بموادها من الأنهار .. و جمال للحواس ، تستقبل منه كل حاسة درجة الجمال التى تغنيها .. إذا تحقق هذا ، صار الزوج صاحبا .. و كلمة (صاحبة) ~الأنعام : 101 ، هى أفضل وصف نفسى لشريكة الحياة .. لقد أصبح الشريكان زوجين ، و أصبح الزوجان صديقين .. الصداقة بين الزوجين هى التى تحافظ على مرح الطفولة بينهما ، فتقوى العلاقة بينهما مع مرور الزمن .. روح الصداقة هى العتبة التى تتراجع أمامها كل شائبة أو فتور أو كدر ، فيظل الرباط المقدس نقيا صافيا .. لقد بدأ الأمر بالشراكة ، و انتهى بالصداقة .. و الصدق هو وطن القلوب ..

2- المودة والرحمة بين الزوجين

سألت (ايكارا) عن معنى المودة و الرحمة فى قوله تعالى : (و جعل بينكم مودة و رحمة) ~الروم : 21 ، و لماذا لم تذكر الآية الحب ، فقالت : الحب يا صديقى لا يكفى وحده لاستمرار العلاقة .. فالإنسان يشم عطر الزهرة التى يحبها ، ثم يقطفها بعد ذلك .. أو يشرب الماء الطهور ، ثم يسكب ما تبقى منه .. أو يأكل الطعام الشهى ، ثم يعافه بعد ذلك ، و لا يستلذه .. فالحب يدفع للمبادرة بقوة ، و لكن طاقته محدودة لا تكفى لإكمال الطريق .. لهذا ، عندما يتواجد الاحترام بجانب المحبة ، تتضاعف تلك الطاقة أضعافا كثيرة ، و تسمى العلاقة حينئذ : مودة .. لأن الاحترام يمد الحب امدادا يغذيه و يقويه .. فالمودة : مدد و امتداد ..

فإذا زادت المودة إلى درجة أن أحدهما يفكر دائما فى سعادة الآخر قبل أن يفكر فى نفسه ، فإن العلاقة تتطور لتصير : رحمة .. و لذلك أتعجب عندما اقرأ اسم (الرحيم) فى أسماء الله ، فهذا يعنى أنه دائما يريد سعادة عبادة فى المقام الأول .. و أيضا أتعجب من اسم : (الرحمن) ، فهذا معناه أن خيره كله لغيره .. أما اسم (الودود) ، فهو يعنى أن الإله سبحانه يحترم مخلوقاته .. و حقا ، من يحترم أحدا لا يظلمه .. و الله لا يظلم مثقال ذرة ..

إن المودة و الرحمة يأتيان على قمة هرم مكارم الأخلاق الإنسانية .. (و له المثل الأعلى فى السماوات و الأرض) ~الروم : 27 .. سبحانه و تعالى ..

قلت لصديقتى : زيدينى من هذا الحديث عن الرحمة .. قالت : الرحيم ، كما علمت ، هو الذى يفكر فى سعادة غيره ، قبل أن يفكر فى نفسه .. وهذا أمر لا يستطيع العقل أن يفهمه .. و إنما تستطيع النفس أن تتذوقه .. فالمرء ، مثلا ، لا يستطيع أن يفهم حبة الفراولة ، لكنه يستطيع بسهولة أن يتذوقها ، فيكتسب خبرة تمكنه من إدراك تأثيرها .. عقل الطفل لا يستطيع أن يكون خبرته عن ما حوله بفهم الأشياء ، فملكة الفهم لم تنمو لديه بعد .. لهذا يضع كل شىء فى فمه ، حتى يكون خبراته الخاصة عن المحيط المتواجد فيه بالتذوق .. هذه فطرة .. و لذلك ، من الفطرة أن لا تحكم على غيرك بمظهره ، و إنما تحكم عليه بتأثيره فى هذا العالم .. فعقولنا لا تستطيع أن تفهم الناس ، و إنما تستطيع نفوسنا أن تتذوقهم ..

لما أدرك الحكماء هذا المعنى من الرحمة التى جعلها الله بين الزوجين ، قالوا للزوج : “لا تفهم المرأة ، و لكن أحبها.” .. و هذه هى نفسها وصية الخير التى قالها النبى ، عليه الصلاة و السلام ، فى حق النساء : “استوصوا بالنساء خيرا.” ..

إن الرحمة هى حاصل جمع الخير و النعمة .. و يبدو أننا كلنا أطفال أمام رحمة الله .. لا نستطيع أن ندرك طبيعتها ، و لا يمكن لعقولنا أن تفهمها ، و لا أن تفهم أسبابها ، و لا أن تحيط بمدى تأثيراتها .. و إنما نستطيع فقط و ببساطة أن نتذوقها ، فنستمتع بها .. و اقرأ إن شئت : (و ليذيقكم من رحمته) ~الروم : 46 ..
~ايكارا

3- الحضن في علم النفس

الحضن هو تعبير نفسى عن الشكر ..
و ليس عن الحب ..
الشكر امتلاء ..
والحضن يجعل كل خلية فى الجسد تشعر بالامتلاء ..
فتزداد قوتها .. و تتجدد حيويتها ..
و تتألق النفس ..
الخوف و الحزن يفرغان النفس من مخزونها و رصيدها ، لهذا تهرع النفوس الخائفة و الحزينة تلقائيا إلى الحضن ، ليغذيها بإمدادات هائلة من الطاقة النقية الصافية ..
عندئذ تصبح النفوس مطمئنة ..
ممتلئة ..
الحضن غذاء ..
وشفاء ..
و إذا حدث الحضن بين نفسين فى حالة سعادة ،،،
فهذا هو الترياق الكامل ..

محمد صبحي
.
اقرأ أيضاً: فن اختيار شريك الحياة
اقرأ أيضاً: معايير اختيار شريك الحياة
اقرأ أيضاً: البحث عن ‫شريك الحياة .. كذبة !
اقرأ أيضاً: اختيار شريك الحياة المناسب – نصائح
اقرأ أيضاً: قانون الجذب والزواج – شريك الحياة المناسب
اقرأ أيضاً: اختيار شريك الحياة – ابحث عن التي تريدك أنت كما أنت
اقرأ أيضاً: رفيق الحياة – شريك الحياة مفهوم لم نستوعبه جيداً بعد !

هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !