س: ما رأيك بزواج المرأة من رجل متزوج؟؟
ج: رأيي في ايه بالظبط !؟ في كل الديانات تقريباً هو أمر مقبول .. إنما في فكرة نجاح وسعادة العلاقة أو لا ؟ .. لا أستطيع أعتقد الأمر متوقف على الاتنين .. والأمر يتطلب الكثير من الوضوح .. لأن المرأة عليها بأن تتقبل وتحب زوجة هذا الرجل الأولى هي وأطفاله إن كان هناك أطفال .. والرجل عليه أن يتفاهم مع الزوجتين ويمنحهما حقوقهما كاملة ، ولا يظلم أحدهما على حساب الآخرى …
الأمر معقد بعض الشئ ، وأنا شخصياً لا أستطيع تحمله ، فالأمر بغاية البساطة: اسأل نفسي هل أريد أن أكمل رحلة حياتي مع زوجتي أم مع تلك المرأة !؟ .. من تحتاج له روحي أكثر !؟ .. من قلبي يرغبها أكثر !؟ .. من أستطيع أن أضحي بها مقابل أن أعيش في سعادة وحرية وسلام مع الثانية !؟ … وبعد أن يُجيب على هذه الأسئلة ، إن كان لا يستطيع أن يعيش مع زوجته فاليتحمل المسؤولية كاملة ويقرر بأن ينفصل عنها .. المهم أن يحدث هذا بالمعروف وبسلام ..
أما العته والضيق الفكري والشعوري عندنا وهو من يجعل الأم فجأة تتحول لمجنونة أو هو يتحول لمجنون .. ويكرهون بعضهم لدرجة الرغبة الشديدة في القتل ، فلولا أن القانون يرفض ذلك لقتل بعضهم الآخر ! … هذا عته وقلوب مريضة .. الزواج كان بهدف الجنس البحتي أو مشاركة الحياة .. حينما يرغب أحد الأطراف بالإنفصال يجب أن يأخذ هذا الحق بسلام .. فكما حدثت بداية العلاقة بينهم بسلام وبحرية وبكامل إرادتهم ( بالطبع أتحدث عن البني آدمين الأحرار ) يجب أن تنتهي كذلك بسلام وبحرية ..
وسبب الكراهية أن بداية العلاقة أو الاثنين أو واحد من الاثنين قلبه مريض كاره أو أن واحد منهم أو كلاهما داخلا العلاقة كأنها علاقة جنسية بحتة + علاقة تمنحه حق عبودية أو استعباد الشخص الثاني ! .. الزواج علاقة بسيط لا نبيع أجسادنا لبعض فيها ، نحن نمنح الآخر أجسادنا وأرواحنا وأوقاتنا … ولكن حينما نرغب أن نتوقف عن منحه تلك الأمور ، يجب ان يحترم ذلك – إن كان إنساناً قلبه طبيعي بعض الشئ – وأن تنتهي العلاقة بيننا بسلام ، ونصبح أصدقاء أحباء وقد نستمر في مساعدة والسؤال على أحوال بعضنا الآخر إلى آخر نفس في أعمارنا سواء كان بيننا أطفال أو لا …
.
س: اقصد ان الزوج لا ينفصل عن زوجته الاولى
ج: ممكن طبعاً حدوث هذا في حالة أن الزوج والزوجة الأولى والزوجة الثانية في حالة رضى تام عن ذلك .. إنما ان يظل الزوج مع زوجته الأولى ولا ينفصل عنها ، ولا يقول لها أنه سيتزوج إمرأة ثانية .. أعتقد ان هذا فعل قبيح ..
.
س: هو لا يقول لها بأنه سيتزوج بثانية ؛ لأنها سترفض …
ج: ولذلك قولت لكِ في البداية أن يكون هذا الرجل على قدر كبير من الشجاعة والصدق والوضوح مع نفسه ، ويسألها بعض الأسئلة القليلة الماضية التي ذكرتها وقد يجد هناك أسئلة أكثر في نفسه فليسألها ويجيب عليها بوضوح ، فقط بينه وبين نفسه ، ثم يتخذ القرار ..
في رأيي أنه سيتزوج بالثانية سراً ولا يريد أن يخبر الأولى لأنها سترفض ، هذا عيب وضعف في شخصية هذا الرجل ، فهي ليست بأمه بل زوجته ، وحتى إن كانت أمه فالأم ليس لها عبادة بل إحترام .. ومن حقه الكامل أن يختار شئ ويخالف أمه حتى ولو في الدين والمذهب فكيف بالأمور الآخرى من أكل وشرب وجنس وأسلوب حياة ، ومع من سيشارك حياته ..
إن تزوج عليها بدون أن يخبرها فهو ظالم ، ويظلم زوجته الأولى بعمق ، فمن حقها أن ترفض ومن حقها أن تنفصل عنه ، وهو من حقه أن يتزوج بالمرأة الثانية ، ولا يشعر بأنه إله الكون وأن زوجته الأولى من بعده ستضيع !! ، فإن كان يشعر بذلك فهو واهم وظالم ؛ لأنه سيمنعها من خوض تجربة جديد وفصل جديد في رحلة حياتها .. فهناك مئات من النساء من أنفصلن عن أزواجهن وبعد ذلك الإنفصال بدأوا في خوض تجارب رائعة نحو نجاحهم الشخصي ، وأيضاً وجدوا رجال تزوجوا بهم وعاشوا معهم بسعادة صافية أفضل بكثير من حالتهم مع أزواجهم الأوائل الذين لم يكونوا معهم لا ناجحين ولا سعداء !! .. من أحد الأمثلة المشهورة مؤلفة أحد أشهر الروايات العالمية والتي أنتج منها سلسلة أفلام حققت مبيعات خيالية وقياسية في بيع كتبها أو أفلامها وهي مؤلفة ” هاري بوتر ” ، وهناك الكثير من النساء العرب منهم المغنية السورية: آصالة نصري ، وغيرها الكثير …
الخلاصة إن فعل ذلك فهو ظالم وواهم ، وحتى إن كان يحب المرأة الثانية وهي ستكون الأصلح له والأنسب له ليقضي معها ما بقى من عمره ، فإن الله لن يبارك تلك العلاقة ، وسيظل ذنبه وجريمته في زوجته الأولى تلاحقه والدنيا لن تتركه إلا بعد أن تأخذ حقها منه قبل أن يموت .
.
س: لم لن يبارك الله تلك العلاقة ؟؟؟ أليس َ الله شرع له الزواج بأربع؟؟ والمرأة الاولى اذا انفصلت عنه ، فإنها ستنفصل بكامل إرادتها
ج: نعم أعتقد أن الله لن يباركها أبداً ! ، أقول لك شئ جديد عليكِ ، تقريباً في كل الكتب المقدسة سواء الإنجيل أو كتب الهندوس وغيرها مكتوب فيها أنه من حق الرجل ان يتزوج أكثر من إمرأة ! ، ولكن فقط الكنيسة أو رجال الدين الهندوس في الهند هم من يحرمون ذلك .. المهم الزواج بأكثر من إمرأة يحق له ذلك وهو حر في ذلك ، ولكن لا يحق له أن يُخفي ذلك عن زوجته الأولى ويكون من حقها أن تنفصل عنه بكامل إرادتها إن رغبت في ذلك ، وإن رغبت في الإستمرار وهو رغب في الاستمرار معها أيضاً اذاً لا عيب في ذلك ..
إنما الكذب فهو فعل قبيح في كل الأديان ، وإن كذب سيكون في أعماقه من وجهت نظري ، ظالم ومجرم وواهم ، ولا يمكن أن يبارك الله علاقة أحد طرفاها هكذا او كلاهما هكذا ..
ولتعميق الأمر أكثر ، الزوج والحب والجنس الأمر فيه أعمق من كلمة شرع الله في أي ديانة حسب مفهوم أي بشري ، فنحن لدينا ملايين حالات الزواج منذ سنوات وحتى الآن تزداد ومع ذلك هل تشعرين بأن الله يباركها !؟ .. هل ترين ذلك بأم عينيكي !؟ .. الأمر فقط يحتاج منك أمرين لتدركين نجاح تلك العلاقات: أولاً: شعورك الداخلي أثناء رؤيتهم للمرة الأولى وتكرار مشاهدتهم في مواقف مختلفة ، ثانياً: النتائج التي يحصلون عليها وكيف تسير حياتهم معاً بسلاسة أم لا .. أي بصعوبة وضيق وفقر دائماً سواء معنوي أو مادي ؟
قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ، الأمر ليس موجه للمسلمين بالوراثة من أمثالنا ، وليس موجه لأي شرع في أي ديانه أو ملة ، الأمر كله موجه لفئة واحدة فقط ( لقوم يتفكرون ) .. لذلك لا يمكن أن يكون طرفا العلاقة لا يتفكرون أو لا يعقلون .. وتجدين أن علاقتهم مبارك فيها .. لا يمكن أن يحدث ! .. سواء استمروا أو انفصلوا تستمر علاقتهم قبيحة ومؤلمة لكلاهما ! .. الآية فيها الكثير ، وقد فصلتها حسب الخواطر التي سقطت على قلبي في كتابي القادم: ( قوانين حياة من القرآن ) ، ولو تأملتي الآية بحق وأسقطيها على واقع أكثر من 80% من الزويجات بين المسلمين العرب لن تجدي فيها لا مودة ولا رحمة ولا فيها أن نوع من أنواع السكينة والسلام!! ، ولا فيها إمساك بمعروف ولا تسريح بإحسان !! .. أذن ليس معنى أن رجل الدين قرأ هذه الآية قبل عقد الزواج بين ذكر وأنثى ، وأن الناس هللت وكبرت وباركت العلاقة وفقاً لعاداتهم وموروثات أبائهم وأجدادهم .. أن العلاقة بينهما الله باركها !! .. لأن الله لا يبارك الجهل والقبح الذي يصنعه الإنسان بنفسه وبيديه ثم ينسبه إلى الله !! .. سيظل الجهل جهل ، والقبح قبح .. وسيزداد ويتكاثر ويتضاعف الجهل والقبح في حياة الإنسان .. أما الله الرحمن الغني سيكون الإنسان أبعد ما يمكن عنه وأقرب ما يمكن من الشيطان .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
عبدالرحمن مجدي
هل ساعدك هذا المقال ؟