الرئيسية » خواطر » خواطر جميلة » همسات من القلب الى القلب‏

همسات من القلب الى القلب‏

بواسطة عبدالرحمن مجدي
7123 المشاهدات
همسات من القلب الى القلب‏
قلبك هو من يجب أن يختار لك طريقك ومستقبلك وأسلوب حياتك كلها ؛ لأن قلبك هو الوحيد الذي يعرفك أكثر من أي شخص آخر مهما أدعي ذلك الشخص من العلم أو الفلسفة أو الدين .
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
عندما تشعر تجاه أي إنسان أنه يريد أن يجبرك أو يضغط عليك ليفرض عليك فكرة ما أو رأيه بشأن أمراً ما ، أنصحك أن لا تهدر طاقتك معه ، فقط ابتسم له وتقبل أفكاره وأرحل ولكن لا تأخذ بها حتى وإن كنت لا تستطيع أن ترد علي أفكاره بأفكار مثلها أو أن تبرر له سبب اختيارك أو فعلك لشيء ما ..
 
– فما يفعله ذلك الإنسان معك هو مجرد جدال عقيم لا نهاية له ، وكل ما يهم في الحياة ليس الجدال العقيم وإنما صوتك الداخلي .. إحساسك الداخلي .. ماذا يقول ؟ وبماذا يشعر ؟ وأين يجد الطمأنينة والسلام ؟
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
الروتين أي عادة وتكرارفعل شيء ما بدون إحساس أو وعي ، والروتين سجن الروح فهو يجلب الملل والكآبة ، والروتين من الرأس بينما القلب كافر بالروتين ولا يوجد في قاموسه كلمة روتين أو عادة أو ملل ، كل شيء بداخله جديد .. كل شيء بداخله حي لأن كل شيء بداخله متحرك كالنهر تماماً .. ( في الحركة الحياة وفي الثبات الموت )
– رجاءاً اسمع صوت قلبك وعش به وفيه .. ?
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
الرأس يخاف من أي شيء جديد ، يخاف من المجازفة ، يخاف من التجربة الجديدة ، يخاف من الحياة نفسها ؛ لأنها متغيره ومتجددة ودائماً تقوم بزلزلته وتكسير أصنامه الخاصة وتعريتها أمامه وتظهر له أنها ليست كاملة وليست حقيقة مطلقة فهناك الكثير من الأشياء التي تجهلها فلا مجال لتقديس أصنامك ..
 
بينما القلب فلا يخاف من أي شيء جديد ، لأنه لا ثابت يحكمه هو دائم الحركة والتقلب وبالتالي فهو من يصنع كل شيء جديد وهو مستعد لإستقبال أي شيء جديد بحب وشغف ، القلب يعشق المجازفة بل أن حياته يجدها في المجازفة والمخاطرة ، وهو يحب الحياة لأنها تشبه تماماً متجددة ومتغيرة ومتدفقه كالنهر ..
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
لا تقدس أفكارك كثيراً فهي قادرة علي قتلك .. نعم قتلك ، فأكثر البشر تم قتلهم سواء في الحروب أو في الحياة عن طريق أفكارهم .. فلا يوجد شيء يستطيع قتل الحياة بداخلك أكثر من افكارك والخوف ، وما الخوف إلا أفكار بداخلك أنت من يؤمن بها .
 
أفكارك هي سبب اضطرابك وتوترك وهي سبب تناغمك وإنسجامك مع الحياة ..
أفكارك قادرة علي أن تقودك إلي الجنون والهلاك ..
أفكارك هي سجنك وهي حريتك ..
أفكارك هي أصنامك لا تقدسها ولا تعبدها ، بل دائماً أذهب إلي ما هو أبعد منها .. عندها ستذهب إلي قلبك .. إلي الحياة .. إلي الله ..
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
من الأفضل أن تتوافق الأفكار في رأسك مع المشاعر والأفكار المتدفقة من قلبك .. أي رأسك متناغم مع قلبك .. عندها ستعيش في طبيعتك ..
 
وما دام الخوف بداخلك أكبر يعيش ويسيطر ويقرر سيظل هناك صراع بين ما تم فرضه عليك أو ما تم حفره بداخل رأسك بواسطتك أو بواسطة الآخرين وبين ما يريده قلبك ليتنفس .. ليسعد .. لبيقي علي قيد الحياة ..
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
الله يحبك وحبه هو حريتك من الأمراض الإنسانية كلها ، وأنت حر تماماً في أن تتصل مع ذلك الحب وتحرر من كل شيء يخنقك وتحلق مع الطيور أو أن تنفصل عن حبه ، فالله لن يجبرك بالقوة أو بالضغط النفسي لجعلك تفعل أي شيء مثل أهلك أو مجتمعك أو أصدقائك .. هو فقط سيظل يمنحك حبه الذي يحرر روحك وقلبك ورأسك من ركام التراب والفيروسات التي انتشرت بداخلهم ودمرت فطرتك ، أن تقبل بذلك الحب أو ترفضه .. أن تؤمن به أو تكفر به .. فهذه هي مهمتك أنت ومسؤوليتك أنت تجاه نفسك ، فهو لن يفعلها لك ولن يمنحك شيء بالقوة كل شيء يمنحك أياه قائم علي مبدأ ( الحب والحرية ) .
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
الله يحبك ويرسل لك حبه ورسائله النورانية لتغيير حياتك بالكامل بشكل جذري لتخرج من ظلامك وحزنك وتنتقل إلي مرحلة أكثر نور وسعادة ، ولكن أنت تترك كل شيء وتهرب لتقوم بتخدير قلبك سواء بمخدر صناعي كالحشيش أو مخدر إجتماعي كالشعارات الميتة .
 
وتلك مصيبة لأنك تستطيع أن تكذب علي كل الناس وتدعى السعادة والراحة أمام الناس وهم سيصدقونك فهم لهم الخارج فقط ولا يستطيعون أن يروا أبعد من حدود جسدك أنه سليم من الخارج أي لا يخرج منه الدماء أو لم تصبه الأمراض الخبيثة ، أما روحك .. أما قلبك فهم لا يستطيعون رؤيته ولا يعرفون شيء عن أمراضه ، وأنت لا تستطيع أن تكذب عليه أبداً أبداً لأنه هو حقيقتك ، وحياته حياتك وموته موتك !
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
الله لم يخلقك ولم يأتي بك لتلك الحياة لتعيش ضحية ما يوجد فيها من ظروف غير جيدة أو أشخاص غير واعين بقيمتك الحقيقية ، وينظرون إليك علي أنك مجرد ورق ورقم !! ، لا ينظرون إليك علي أنك كيان وقلب له نبضاته وإيقاعاته وموسيقاه الفريدة التي لا مثيل لها ولا شبيه لها …
 
يا صديقي الإنسان سواء كنت أنثي أو ذكر أعلم أنك أتيت لتلك الحياة لتخلق واقعاً جديداً بموسيقى قلبك المذهلة ، إن اخترت الخضوع لواقعك فلا تلومن إلا نفسك .
– – – – – – – – – – – – – – – – – –
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !