الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » خواطر دينيه روعه

خواطر دينيه روعه

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2371 المشاهدات
خواطر دينيه روعه
(إيقاف معامل الاهلاك – 3) ..

المحتويات

1- خواطر دينيه من سورة يوسف

1. (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات ، فما زلتم فى شك مما جاءكم به ، حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا) ~غافر : 34 .. لفظ (الهلاك) ورد مع سيدنا (يوسف) ، عليه الصلاة والسلام ، دلالة على سطوة (يوسف) المادية ، وحضوره النفسى القوى ، و تأثيرهما الممتد فى المكان والزمان ، مما يتطلب وقتا و مجهودا لزوالهما .. هذه الإزالة تسمى : (اهلاك) ، و درجة قوتها تسمى : (معامل الاهلاك) ..
 
2. الموت يأتى بغتة .. بسهولة .. و قد لا يشعر به أحد .. أما الهلاك فيأتي على فترات متصلة متقاربة ، و بطريقة مستمرة تدريجية ؛ لأن الهلاك يتناسب مع الكيانات القوية أكثر ، بحيث تتطلب مقاربة و إصرارا لإزالتها .. أما الموت فيأتي هكذا : مرة واحدة .. والنجاة من الاهلاك لا تكون إلا بأمرين : اللطف أو الصمود .. والله سبحانه من اسماءه : (الصمد) ؛ يتجلى به على من يشاء من عباده .. واللطف هو سبيل نجاة (يوسف) الذى أعلنه حين قال : (إن ربى لطيف لما يشاء) ~يوسف : 100 ؛ حيث تجلى الله عليه باسمه (اللطيف) ..

2- الأمور التي حدثت مع يوسف

3. الأمور التى حدثت مع (يوسف) تندرج تحت بند المهلكات ؛ فما أن يتعرض المرء لها ، أو لأحدها ، حتى يكون قابلا نفسيا و بدنيا للضياع أو الانحلال أو الانتحار ، و هى :
 
1. قسوة أقرب الناس إليه (إخوة يوسف) و التآمر عليه ، 2. البعد عن الحنان الأسرى (المتمثل فى الأب و الأم) ، 3. تعرضه للبيع و الشراء (وهذا احتقار للقيمة الآدمية حين تصبح مجرد سلعة متاحة بين العرض و الطلب ؛ و كل مصائب المجتمع تنشأ من احتقار الفرد لنفسه) ، 4. الشعور المزمن بالوحدة (وجوده وحيدا فى أرض بعيدة عن بلده منذ طفولته) ، 5. تعرضه للإغواء منفردا و للتحرش الجنسى علنا (بما يتنافى مع فطرته السليمة) ، 6. تعرضه للظلم و التهديد بالإيذاء البدنى (بالعذاب الشديد) إن لم يستجب لما ينافى مبادئه ، 7. قمع حريته النفسية والبدنية (بالسجن) لفترات زمنية طويلة ..
 
إن هذه سبع عجاف نتيجتها الحتمية تآكل نفسية المرء و جسده ؛ إن لم يكن محصنا بالإيمان .. هذه سبع عجاف تؤدى إلى اهلاك الفرد و هدر قيمته ، و إلى اهلاك المجتمع ، إذا استمرت ، على المدى البعيد .. إنها سبع عجاف لا زالت تعمل فى تآكل البناء الحضارى المصرى ، إلى أن يأتى عام ، فيه يغاث الناس ، و فيه يعصرون ..
 
(إيقاف معامل الاهلاك – 4) ..

3- خواطر دينيه روعه عن الحياه

1. (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) ~النحل : 112 .. صناعة النفس هو انفعالها .. و انفعال النفس يولد مشاعرها .. والمشاعر ما هى إلا ثياب تنسجها النفس حول نفسها .. وكل ثوب له حال يصاحبه ويلازم المرء طالما ظلت النفس مرتديه ذلك اللباس .. تماما مثل إناء زجاجى به ماء .. يتغير لون الماء بتغير لون الإناء .. هكذا النفس ؛ لا يراها الكون إلا بلون المشاعر التى تدثرت بها ، فلا يأتيها من الواقع إلا بما يتناسب مع لباسها الشعورية .. ولا يتغير واقعها إلا إذا تغير ثوبها : (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ~الأنفال : 53 ..
 
2. الجوع والخوف سبب تدنى نظرة المرء إلى نفسه ؛ مما يثير فى المجتمع دوافع القتل ، والجريمة ، والسرقة ، والفجور ، وهتك الأعراض ، والفساد ، و اهلاك الحرث والنسل .. المدهش أنهما قد يوجدان فى أمة رغم توافر النعم فيها ؛ وما هذا إلا لعدم شكر النعم ..

4- أهمية الشكر في الإسلام

3. الشكر هو ملء النفس بالرحمة .. الرحمة هى حاصل جمع الخير مع النعمة .. أهل (طاجكستان) يقولون : رحمت ؛ بمعنى : شكرا .. وفى اللغة ، كلمة (شكارة) ، بكسر الشين ، تعنى كيس كبير يتم ملؤه ، ثم يغلق بإحكام ، فلا يسقط منه شىء .. هذا يعنى أن المرء كلما كان شكورا ، كلما اكتملت فيه عناصر الصمود التى تستعصى على أى اهلاك ..
 
4. الكفر ضده الشكر ، وليس الإيمان ؛ لأن الإيمان مفرد لا مثل له .. والكفر بالنعم يصاحبه لباس الجوع والخوف ؛ فتتجاذب إلى النفس عندئذ عناصر اهلاكها .. وبزوال هذا اللباس يقف معامل الاهلاك .. وهذا يتضح فى قصة حضارة سبأ المذكورة فى (سورة سبأ) ؛ حيث كان ازدهارها قائم على مبدأ بسيط : الأكل و الشكر .. فقط .. فلما أعرضوا عن تطبيق المبدأ ، تبدل حالهم إلى النقيض تماما .. ولهذا ؛ صار المبدأ مثلا فى الوعى الجمعى لسائر الأمم، بقولهم : (كل و اشكر) .. وهو مثل بسيط ، ولكن له تداعيات كارثية إن لم يتم العمل به .. فلا تجعل للأذى إلى نفسك سبيلا : أشكر نعم الله ..
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !