هي حياتك أنت فقط.. أنت ظهرت بهذه الحياة بجسد يخوض رحلة خاصة به.. وستغادرها دون الجسد..والديك يعيشوا حياتهم ورحلاتهم الخاصة بهم…مجتمعك كذلك
– – – – – – – – – –
لا أحد يعرفك كما تعرف نفسك.. خلف جسدك و كلماتك و تصرفاتك و أفكارك هناك وجود متعدد الأبعاد..أنت قادر على الإنفتاح لوجودك الكبير بعد أن تستيقظ
– – – – – – – – – –
أنت تبرمجت من قبل والديك و مجتمعك على قصة الفرد الذي لن يجد السعادة والقيمة إلا بعد تحقيق حفنة من الأهداف.. وتظل تحاول إقناع نفسك بها
– – – – – – – – – –
المجتمع يضع للفرد أهداف محددة و متفق عليها لتحقيق حياة آمنة و مريحة و مقبولة بشكلها.. هي نفس الأهداف منذ آلاف السنين.. درجة السعادة لم تتغير
– – – – – – – – – –
تخيل لو أن كل الكائنات وضعت أهداف مخصصة للدودة حتى تحقق السعادة كدودة.. لا أحد منهم يعرف بأن الدودة هي مشروع فراشة ناضجة قادرة على التحليق
– – – – – – – – – –
والديك و مجتمعك لا يعرفوا حقيقة وجودك..هم يعرفوا الشخص الظاهر لهم بجسده فقط.. هم يجهلوا مافي قلبك..ولهذا تنفيذ رغباتهم لا يقنعك مهما نجحت بها
– – – – – – – – – –
مجتمعك سيؤكد بإستمرار على فشلك و سيلومك على حياة لا تتوافق مع الصورة المثالية المتفق عليها.. عندما يفشل زواجك أو عندما لا تنجب أطفال مثلاً
– – – – – – – – – –
حتى عندما تكبر ويرحل والديك تظل برمجة عقلك لتنفيذ أهدافهم كما هي..تجلد ذاتك عندما تفشل.. تتحسر عندما تقارن حياتك بحياة غيرك من حققوا الأهداف
– – – – – – – – – –
مثلا إذا كانت قصتك عن الحياة السعيدة و المثالية هي مع الوظيفة و الزواج و الإنجاب و المال الوفير.. عند عدم تحقيق أي منها ستنكمش في إكتئاب
– – – – – – – – – –
لن تغادر عالم الوهم مع إستعادة الوعي لكنك ستكتشف ما خلفه… ما هو دائم… تعرف قيمة حياتك التي هي بوابة إكتشاف بقية أبعاد الوجود
– – – – – – – – – –
عندما تتنفس أنت فقط من يحس بحركة الشهيق و الزفير بجسدك…لا والديك أو مجتمعك يعرفوا أي شيء عن لحظة دفء قلبك و كيف ينفتح للحياة
– – – – – – – – – –
أنت فقط بهذا الكون من يستقبل الحياة و تجاربها الخاصة بك.. أنت فقط من يرى العالم بعينيك.. أنت فقط من يسمع الأصوات التي تصل إذنك
– – – – – – – – – –
تساءل لماذا ظهرت فجأة بهذا العالم و بهذا الجسد و العقل فقط لتكرار تجارب و أهداف والديك؟ ..ماذا اكتشفت فعلا.. ماذا تعرف عن وجودك قبل ولادتك
– – – – – – – – – –
من الذي يستقبل الشعور و الفكرة و الصورة بداخلك… هل تستطيع تحديد موقعه… هل يمكنك وصفه.. هل يتغير مع مرور الزمن… إكتشف هذا بنفسك
– – – – – – – – – –
التأمل و التساؤل يتحولوا من تمارين تمارسها بأوقات معينة لأنشطة تلقائية لا تبذل بها جهد و لا تخطط لها.. كل لحظة هي تأمل.. كل لحظة هي تساؤل
– – – – – – – – – –
مع إستعادة الوعي بعد الإستيقاظ من حياة الوهم تتحول حياتك بكل تفاصيلها لتعبير عن رحلتك نحو إكتشاف حقيقة الوجود..لا تناقض بين اي جوانب بحياتك
– – – – – – – – – –
ما سيقنع قلبك لن تجده إلا في داخلك… هذا تقدر تدركه الآن عندما تتساءل و تكتشف أبعاد وجودك
– – – – – – – – – –
اجعل حوارك مع نفسك.. ابحث عن مصادر مشاعرك العالقة… الحوار مع الآخرين ليس أهم
– – – – – – – – – –
نفس عميق و هادئ.. يتحول برفق لتأمل غير محدد بمدة زمنية.. راقب حركة التنفس بجسدك
– – – – – – – – – –
تأمل يبدأ الآن لمدة غير محددة..اجلس لوحدك بمكان هادئ..تنفس بشكل طبيعي و راقب حركة التنفس في كل أنحاء جسدك..لا تتمسك بأي صورة أو فكرة تظهر لك
– – – – – – – – – –
أنت خائف من ماذا بالضبط؟ خائف من جرح مشاعر والديك أو عدم حصول على موافقة من مجتمعك؟ لماذا لا تقلق من حياة تعيشها كميت يتظاهر بالحياة
– – – – – – – – – –
لماذا هذا الفيلم المعاد مليار مرة.. ماذا يحتاج الإنسان ليخرج من هذا البرنامج القديم… ماذا ينقصه.. إلى متى حالة النوم و الإكتفاء بالشريط
– – – – – – – – – –
غير معقول و ليس مقنع لقلبي أن أعيش لتحقيق حفنة من الأهداف الإجتماعية ثم أنتظر موعد الوفاة.. هذا إستسلام للجهل و قبول بأوهام بشرية موروثة
– – – – – – – – – –
هل من المعقول أن أعيش خمسين أو سبعين أو تسعين سنة لأكرر نفس البرنامج المتفق عليه بشريا.. نفس السيناريو و القصة و الحوار.. نفس الأسطوانة
– – – – – – – – – –
كيف آمن الإنسان بأن حياته عبارة عن مجموعة أهداف إجتماعية لابد أن تتحقق كلها أو بعضها.. كيف صدّق بأنه بطل القصة و البطل يموت بالنهاية دائماً
– – – – – – – – – –
كيف صار الترفيه بديل عن إكتشاف حقيقة الوجود.. لماذا لا يشبع الإنسان من الترفيه مهما فعل..ماذا يوجد كنقص داخلي وبحاجة لترفيه..لماذا لا نتساءل
– – – – – – – – – –
غير معقول أمضى أثمن اللحظات في مراقبة حياة الآخرين.. أسخر من هذا و أمدح ذاك..أتحسر من عدم إمتلاكي للكماليات…من شكلي…..ما هذا الجحيم؟
– – – – – – – – – –
و إذا لم تنجح إجتماعيا وتحقق المنصب والثراء.. وإذا هذا هو وزنك وشكلك.. و إذا لم تتزوجي.. وإذا تعاني من مرض مزمن…هل تحشر نفسك بالقبر وتخلص؟
– – – – – – – – – –
أنت تعيش في عالم مصمم لك حتى تكتشف حقيقتك فيه..وليس لترفيه نفسك فيه حتى الموت…ماذا خرجت منه بعد متابعة سبعين ألف مباراة كرة قدم ؟
– – – – – – – – – –
هامستر يدور بعجلة كبرى مع ملايين مثله… لا يتوقف لحظة لرؤية القفص الذي يعيشه.. و لا يتخيل بأن هناك حياة خارج الحبس… كيف إستسلمت لهذا؟
– – – – – – – – – –
هراء سياسي..كرة قدم.. متابعة فاشنيستات..لهث خلف المال و الموضة والشهرة.. إستعراض وسائل الترفيه..سفر للهروب من الواقع.. هل من جديد؟
– – – – – – – – – –
هذا الموجود… تقبله أو لا تقبله لن يتأثر الكون بأي شيء…ركز على العوائق الداخلية فيك و التي تمنع عنك الوعي و النضج
– – – – – – – – – –
إذا كل لحظة بحياتك ليست لحظة نضج و إدراك مباشر بحقيقتك.. أنت لم تولد فعليا لحد الآن.. أنت مشروع إنسان..لم تكتمل..لم تبلغ..مازلت في حضن الجهل
– – – – – – – – – –
استغل هذه اللحظات الثمينة.. استغلها لأنها كلها مصممة لك.. لا تختبئ تحت اللحاف المريح و تقتل وقتك بوسائل التواصل.. هذه ليست حياة تستحقها
– – – – – – – – – –
هل تحس بأن حياتك ناقصة؟ بأنك تملك قدرات لكنها مشلولة؟ ما تتساءل عن مصدر هذا الإحساس؟ الذي يشكو من حالة النقص يعلم قلبه بأنه روح كاملة
– – – – – – – – – –
تساءل.. حس بجسدك… تأمل… الدعم سيتدفق من روحك.. هذا ليس كلام رومانسي بل هي تجارب مؤكدة خاضها و يخوضها بشر مثلك و مشاكلهم أعقد من مشاكلك
– – – – – – – – – –
انزع ردائك القديم.. الراحة التي يوفرها لك مؤقتة و هشة… بكل فضول و حب للحقيقة قابل الحياة دون دروع و حواجز عقلية.. استقبل التجارب كما تظهر
– – – – – – – – – –
التجربة التي تخوضها دون وعي و مع رأي مسبق عنها ستظهر لك مملة أو مزعجة أو مؤلمة..نفس التجربة إذا تخوضها مع وعي و دون رأي ستكون خطوة نحو النضج
– – – – – – – – – –
إستقبل الشعور كما هو… لا تتجاهله أو تحاول تغييره
– – – – – – – – – –
لا تفبرك مشاعرك.. إذا كنت حزين أو متضايق إستقبل الشعور بالحزن و تساءل عنه.. التفاؤل لا يعني خداع نفسك و تجاهل الشعور الحقيقي الذي تحس به الآن
– – – – – – – – – –
أنت لست داخل عقلك تنتقل من فكرة لفكرة أو من شعور لشعور .. أنت هنا الآن تستقبل الكون كله كإمتداد لوجودك
– – – – – – – – – –
الدافع و الرغبة و الهدف هو نفسه طريقك نحو الحقيقة
– – – – – – – – – –
أنت ترى وجه واحد للحياة… هذا الوجه هو متفق عليه من قبل البشر… هناك صراعات و معاناة مع تجارب متغيرة بإستمرار.. وجودك غير محصور بهذا الوجه
– – – – – – – – – –
إستقبل الجديد.. لا تتمسك بالذكريات.. لا تحبس وعيك في كتب التاريخ و قصص الأموات… حتى لا يفوتك ما هو حقيقي و نقي و يظهر الآن
– – – – – – – – – –
إنت ما تقدر تعيش بدون ألفين وهم شهرياً
– – – – – – – – – –
نفس عميق… حس بجسدك كاملاً… غادر إنفعالك القديم و استقبل ما تقدمه لك الحياة بهذه اللحظة الجديدة… لا تصبغها برأي قديم
– – – – – – – – – –
حان وقت إحالة كل أوهامك عن الحياة للتقاعد
– – – – – – – – – –
بوجيج
هل ساعدك هذا المقال ؟