( يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن )
– هذا هو الله نفسه ، وكذلك هي الحياة ، وكذلك يعيش البشر الأحياء لا الأموات !
فالأحياء كل يوم في شأن مختلف .. كل يوم مفعم بالطاقة المتجددة ، أما الأموات فهم يريدون تثبيت ما لا يمكن تثبيته ولذلك فهم يعانون ويتألمون في صمت ، لأنهم لا يملكون القدرة تجعلهم يتحكمون بالكون كله ويسيرونه حسب أهوائهم .
عادات وتقاليد إجتماعية وأفكار خاصة بهم ميتة هم يريدون أن يجعلوها حية بالإجبار .. يريدون أن يحيوا الجثة الميتة ! .. يريدون أن يثبتوا أن الكون جامد لا يتحرك مثلهم ، ولذلك فهم يصعقون ويهتزون عندما يكتشفون أن الكون متغير .. ديناميكي .. في حركة دائمة .. في تغيير دائم ..
– فالحياة متغيرة ومتحركة ومتجددة ، بينما الموت ثابت وساكن وراكد .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون )
– ” ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ” ، آية واضحة وصريحة جداً لقومٍ يعقلون لقومٍ يتفكرون لقومٍ لهم قلوب يعقلون بها !! ، والرجس هو العذاب أو اللعنة أو الشيء القبيح القذر أو كل تلك الأشياء مجتمعة مع بعضها .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
قال تعالي: ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ) صدق الله العظيم .
– إذاً أنت ظالم لنفسك لأنك معذب وتعيس وتعيش كجثة متحركة بين الناس ، فلا أنت تصلح نفسك وتعيش في أرضك الموروثة كإنسان صالح ناجح وسعيد ، ولا أنت خرجت منها لتسعي نحو السعادة والنجاح والحب والسلام لتنشر وتبدع وتعمر الأرض بالخير والنور ، وبدلاً من ذلك تعيش كجثة ميتة مليئة بالسموم والفيروسات القاتلة التي تسعى في خراب كل شيء بدلاً من الإعمار .. تنشر المرض بدلاً من العافية .. تنشر الصراعات والقتال بدلاً من السلام .. تنشر الكراهية بدلاً من الحب .. تدعو لعبادة أصنامك وهرائك الإجتماعي الموروث الخاص بدلاً من أن تدعو لعبادة الله الواحد الأحد .. إذاً انت ظالم لنفسك وتسعي في فساد الأرض ؟
– لماذا لم تخرج لأرض الله الواسعة ، ألست تعبد الله ، لماذا ؟ ، لأن الله لم يقول لي ذلك ..
– الله ! وماذا عن الآية ؟ ( إذا كنت مسلماً وإذا لم تكن مسلماً ألست تملك عقل !؟ ) ، أنا أقصد الآباء والأجداد والأسياد لم يقولوا لي ذلك .. بل قالوا لي مت فداءاً لأصنامنا .. سواء مت علي قيد الحياة أو مت في حروب طائفية .. فأنا وحياتي وسعادتي ونجاحي وحبي لا قيمة له أمام الأصنام فهي دائماً تأتي أولاً .. هي الله يا أخي
– الله !!! ، الله الذي ليس كمثله شيء !؟ كل البشر يحاولون الوصول لصورة الله أو معرفة الله عن طريق أفكار ومشاعر ، وأكثر الناس جهلاً بالله الذي تدعى القداسة وأن الحق المطلق 100% هو لأفكارهم ومشاعرهم .. في الغالب هي ليست أفكارهم وليست مشاعرهم وإنما أشياء مستعارة موروثة ميتة .
– إذاً أبقي كما أنت ستظل تتعذب ؟ أنت الآن تعيش في العذاب .. لا تخف سيزداد ذلك العذاب أكثر حتى الموت .. الآن أنت وبلادك التي تدعى القداسة تعيش في عملية تنظيف كاملة قوية شئت أم أبيت .. لأنكم وصلتم لمرحلة من إدعاء القداسة والألوهية عالية جداً ، لا يأتي بعدها سوى الموت .. لتطهير الأرض من البشر مدعى الأولوهية والقداسة وإرجاع الأرض إلي السلام والتناغم رغم الإختلاف والكل يعيش كبشر وليس كآلهه .. حتى يستطيع الإنسان أن ينتج ويبدع ويعمر في الأرض .. ويختار بحرية كل شيء .. وأول شيء هو عبادة الله .. فأما أن يعبد الله أو لا يعبده .. وإنما يعبد أصنام وهراء مجتمعه ويقول أن هذا = الله !! ، فهذا هو الجهل والغباء العظيم .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
– إن الله لا يغير ما بقوما حتي يغيروا ما بانفسهم
– إن الله لا يضيع اجر من أحسن عملا
أنت كاذب !! ، أمامك القانون بسيط وواضح جداً وأنت تردده بلا وعي وداخلك يصرخ من شدة كفره به ، ولكنك كاذب وأجبن من أن تقول ما بداخلك إذا خالف القطيع من حولك ، لالا هذا كلام الله ! .. رائع طبق علي مجتمعك ؟ طبق علي نفسك !؟ أجعلك رجل دينك المفضل أو أنت تطبقه علي حياتك واجعل ما حولك يتغير بتغير ما بداخلك .. الأمر بسيط حقاً .. إذاً أين المشكلة ؟ لا أنت حياتك تتغير للأفضل ولا حياة مجتمعك تتغير للأفضل بل للأسوء بل للسواد دائماً .. تنتقل من ظلام لظلام أشد .. إذاً أين المشكلة ؟ .. تفكر قليلاً .. أحب أن اقول لك هناك سبيين لا ثالث لهما ..
1- أما أن النص الديني أو القانون المذكور في الآية خطأ ( وهذا قانون يؤمن به ويعيش فيه وطبقه الكثيرين من البشر حول العالم ومنهم القليلين جداً من الأشخاص من هم وفي نفس ظروفك تماماً ، وأثبت صحته العلماء الحقيقيون بالداسة والبحث )
2- وأما أنك تحمل كمية عملاقة من النفايات وركام التراب والخزعبالات البشرية والأمراض النفسية التي تمنع من وصول نور العلم والمعرفة إلي قلبك .. إلي حياتك .
– تفكر !! ، ولكن أعلم أن التفكر صعب جداً في البداية لأنه سيخرجك من طابور القطيع وسيجعلك إنسان حقيقي لا عبد لا حيوان لا جهاز مبرمج قديم ميت ! ، سيحطم بداخلك الكثير من الأصنام العملاقة التي تم بنائها بواسطة من حولك أو بواسطتك أنت ، التفكر صعب في البداية ولكن بعد فترة قليلة ستشعر بلذة وستعيش في لذة لم تتذوقها من قبل ربما طوال حياتك الماضية كلها ، وهي لذة أن تعيش كإنسان حقيقي متفاعل مع الكون لا متفاعل مع أمراض المجتمع وأمراضه الشخصية .. إنسان حقيقي يتفاعل مع الحياة .. إنسان نابض بالحياة .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
عبدالرحمن مجدي
هل ساعدك هذا المقال ؟