الرئيسية » خواطر » اقوال وحكم الفلاسفة » كلمات راقت لي وقد يحتاجها غيري

كلمات راقت لي وقد يحتاجها غيري

بواسطة عبدالرحمن مجدي
3125 المشاهدات
أوشو - حكمة الرمال
إن ماتخشاه هو ماتخشاه الأكثرية ، كما إنك في نفس الوقت ترغبه كما يرغبونه ، يأتي إليك ماتخافه ليحركك من الداخل ، ليبين لك ردات فعلك ، ليغيرك من عبد لخوفك ، إلى حر مبتسم دون قيود ، وقيودك هي الخوف والحرمان ، ربما تعتقد أنك لاتخاف … من لايراقب خوفه ، حرمانه ، فكيف له أن يتعلم ؟
 
عندما تتعلم أن تراقب ، ستجد أن هناك من يراقب ، وموضوعا تراقبه ، (فكرة – حدث) ، وعندما تراقب ستدرك أنك لست الحدث ولست الفكرة ، بل إن هناك من يراقب في داخلك .. وهنا قد انتقلت من الخارج (الفكرة – الحدث) ، إلى الداخل حيث (مركزك) .. أعط كل انتباهك له في كل الأوقات ، حتى لو فشلت عدة مرات ، فالولادة الجديدة ، تحتاج لعدة تحضيرات ، تحتاج لشغف بها ، تحتاج للبقاء في داخلك ، فإن كانت حياتك تستمر بالحزن والكآبة والتعاسة ، اعلم أنك لم تتخذ أي خطوة في المراقبة .
 
(مسؤوليتك عن سعادتك وحزنك ، هي بيديك ، فإما أن تقوم بفعل وتبقى أبديا ، أو تقوم برد فعل وتستمر ميتا في جسد حي)
– – – – – – – – – – – –
بعد فترة من قيامك بمراقبة أفكارك ، ستلاحظ ماتعبر عنه بكلمة (الانفصال) ، أنت منفصل لكن لاتعلم من هو المنفصل ، ولا عن أي شيء هو منفصل ، إن العقل فقط هو من يشعر بالانفصال ، عقلك يسميه انفصالا ، لأنه لم يدرك قبلا معنى شعوريا كهذا ، ماتسميه انفصالا ، هو رؤية جديدة للأمور ، رؤية من بعدك الداخلي ، هي شعور بوجود فجوة ، وهي بداية إدراكك أنك لست الفكرة ، هذه الفجوة كانت عديمة الوجود بالنسبة لعقلك ، بسبب تواجد الأفكار ، حيث كان تركيزك على الأفكار ، أما الآن وبعد استمرارك على مراقبة أفكارك ، ستلحظ هذه الفجوة شعوريا ، إنها مرحلة ماقبل إدراكك أنك المراقب ، وتتساءل كيف أراقب ولا أتحكم بما أراقبه ؟ فإما أن تعتقد أنك الفكرة ، وتحاول أن تتحكم ، وإما أن تتيقن أنك المراقب وتذوب كل قناعاتك فيه ، لامتحكم ولا قابض على الأمور ، في الحقيقة لايمكن لأي أحد أن يتحكم بشيء ، هل تستطيع الإمساك بكمية من المياه في قبضة يدك ؟ هل تستطيع أن تتحكم بها ؟ طبعا لاااا … لكنك تستطيع أن تشرب الماء في أي وقت ، وهكذا هو أنت ، إن كنت متشدد في القبض على الرغبات ، ستهرب منك هروب الماء ، وإن كنت مراقبا ستنال من فيضك أكثر مما يرضي رغباتك ، إن الأمر طبعا ليس سهلا على العقل ، لأنك هنا تكون قد تجاوزت العقل ، وشغفك سوف يقودك .
 
إنك تعلم هذه الجملة (سلم ودع الله يستلم) ، لكنك لاتعلم سر قوتها ، (سلم ودع الله يستلم) تقال من الأغلبية ، من باب قلة حيلتهم وحزنهم … (سلم ودع الله يستلم) ، فيها من القوة ما ليس بإمكان أحدهم فعلها ، إلا من امتلك الشجاعة وتخلى عن كل أفكاره ، فالتخلي عن الأفكار مخيف لدرجة أن تفقد نفسك ، وعندما تسلم كل شيء للقوة التي بداخلك ، تصبح هذه القوة فياضة من وجود واحد وهو ليس أنت ، وستعلم حينها أنك ليس من يقوم بما يحدث ، إنها تحدث من خلالك ، إنه (هو) …I am
 
(استخدامك لضعفك .. هو لفت نظر لقوتك الحقيقية)
– – – – – – – – – – – –
تلجأ إلى القدرات ، إلى العرافين ، إلى الفلكيين ، إلى من يخبرك عن مستقبلك ، في فنجان قهوتك ، في خطوط يدك ، وفي كتب ثابتة مسطورة لاتتغير ، في طرق عديدة يخبرونك عن صفاتك ومستقبلك ، وأنت فرح وفي نفس الوقت حزين خائف .
 
أنت تلجأ لآخرين ، آخرين خائفين كخوفك ، جاهلين بأنفسهم فكيف لهم مساعدتك ؟؟؟
من يكذب على من … ؟
مرتعد حزين ، يطلب معرفة من مرتعد حزين … أي نور تترجى ووعي تطلب ؟
كل هذا لأنك ضعيف من الداخل ، هش الإدراك .. ليس هذا فقط ، بل لازلت معتادا على ثدي أمك ، لازلت رضيعا ، تبكي فترضعك ، وإلى الآن لازلت تبكي أمام الآخرين ، لنفس السبب ، ليلجأوا هم إلى آخرين .
 
تعتقد أنك فطمت … فيزيائيا نعم فطمت ، وما الذي تغير في فطامك ، في حاجتك للآخر ، في حاجتك لأن يبعد خوفك ومآسيك ، في حاجتك لأن يوهمك بأنك في أمان ، يهدهدك كصدر أمك ، وأنت تغفو ، تغفو على غفوتك ، وتبقى نائماً للأبد .. لما ؟ لأنك تخاف من أن يزورك الخوف ، وهو شيء مضحك ، لأن الخوف لايعرف موعد نومك ، الخوف ضيف مفاجئ للخائف ، وهو سحابة جميلة في سماء الواعي ، تضع قيدك بيديك ، حين تسلم نفسك لعراف ، لذي مقدرة ، لأنك تعتقد أنك مذنب ، وفي مفهومك أنك تستحق العقاب ، وعادت إليك صورة أفعال والدتك (الماضية) ، وتعويضا عن ذلك ، ولتخبئ ماضيك الذي تخافه ، تسعى لتكون ذي منصب ، ذي قدرة ، متحكم متسلط ، وفي نفس الوقت تبقى مستمرا مع عرافينك وفلكيينك ، لتتقلى الدعم والوهم ، تبكي أمك في وجوهم ، وأين فطامك عن ماضيك ، وعن صور عقلك ؟
 
ولدت مرة ، فلتولد ثانية باختيارك ، والاختيار يعني مسؤولية عن كل ماتريد وماترغب ، وماترغبه يتضمن معرفة أن الماضي كان لما كنت عليه ، وليس لما ستكونه الآن ، وماستكونه يكون بقراراتك الواعية ، من صنعك أنت .. ولأنك حاصرت نفسك بالخوف والفشل والحزن ، بت تعلم أنه عليك خوضهم بامتنان ، هذا الاختراق هو تبديد للماضي .
 
(عندما يخيفك عقلك ، أخبره ببساطة لا أريد هذه الفكرة … إذا أنت من يختار بشجاعة)
– – – – – – – – – – – –
قال المعلم لاوتسو : ليس هناك من شيء ممكن من دون استبصار .
إن الكلمة الإنكليزية (Contemplation) – التبصر أو التمعن ، لاتعطي فكرة صحيحة عن كلمة (DHYANA) دهايانا – السنسكريتية ، وهي كلمة ليس هناك من معنى لها في اللغة الإنكليزية .
 
هناك ثلاث كلمات موجودة ، الأولى (Concentration) – التركيز ، وهي كلمة بعيدة جدا ، لأنها تعني بذل الجهد ، أو التوتر ، أو فرض حالة معينة ، وليس حالة تدفق إلهي ، وكلمة (DHYANA) هي تدفق تلقائي ، وليس فيها أي إرهاق .
 
وهناك كلمة (Contemplation) – التبصر أو التمعن ، لكن هذه الكلمة الإنكليزية تلمح إلى التفكير ، وعندما تطلب إلى شخص ما أن (يمعن النظر في شيء ما) فهذا يعني أن يفكر في هذا الشيء .
 
والكلمة الثالثة هي : (Meditation) – التأمل ، وهذه الكلمة تعني : التفكير أيضا ، التأمل في شيء ما ، ومن هذه الكلمات الثلاث ، لايوجد كلمة تحمل معنى الكلمة اللاتينية (DHYANA) ، لكنها تعني حالة اللاتفكير ، حالة الصمت ، حالة إدراك من دون وجود محتويات العقل ، تكون المرآة موجودة ، لكنها لاتعكس أي شيء ، ويكون الإدراك موجودا ، مثل هذه المرآة ، ولايكون هناك مايشغل الإدراك ، إن معنى كلمة (DHYANA) هو الإدراك غير المنشغل .
 
لكن التاويين يستخدمون كلمة (Contemplation) – التبصر ، التمعن لترجمتها ، وذلك لأنه لابد من استخدام كلمة ، ولهذا تذكر المعنى ، إنه ليس المعنى الموجود في القاموس ، وإن نظرت إلى القاموس ، فسوف تحصل على فكرة خاطئة جدا ، وهو في الواقع مايسميه كتاب (الزهرة الذهبية) ب (التبصر الزائف) ، الذي يعني التفكير بشيء ، ربما يكون تفكيرا بالإله ، أو بأشياء مقدسة وسامية ، لكن الأشياء هي الأشياء ، سواء أكانت مقدسة أم دنيوية ، وليس هناك من فرق ، والتفكير هو التفكير ، أكنت تفكر بالجنس ، أم ب (السمادهي) أي (الصمت) .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
 
هانادي درغام
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !