الرئيسية » العلاقات » مقالات عن تربية الاطفال » مشاكل الاطفال السلوكية وعلاجها

مشاكل الاطفال السلوكية وعلاجها

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1218 المشاهدات
السعادة هي
– الوالدين العرب ( أغلبهم ) يقومون بفعل حقير في نظري ! ، وهو أنهم يصرفون من أموالهم وأوقاتهم لرعاية أطفالهم حتي يسيروا علي أرجلهم ويدركون الحياة من حولهم في البيئة الإجتماعية كيف تسير ويتعلمون اللغة الخاصة بالمجتمع ، وبعد ذلك طوال رحلة حياة أطفالهم يطالبون أطفالهم بأن يدفعوا الثمن مقابل ما تم صرفه عليهم من مال ووقت ومجهود ، وحتي لو كان الثمن علي حساب حرية وسعادة أطفالهم فهم لا يهمهم ولا يرون سوى رغبتهم المبرمجة أنه يجب علي أطفالهم أن يدفعوا لهم الثمن ! ، فهكذا قامت تربيتهم وبرمجتهم .
 
بالقوة وبالإكراه يجعلون أطفالهم يحملون فوق عاتقهم أفكارهم وقناعاتهم ومعتقداتهم حول كل الأمور في الحياة والتي أغلبها أصبح فاسد وغير صالح للحياة اليوم ، فيجعلون أطفالهم يسيرون في طرقهم كالأنعام ، ويحولون علاقاتهم بأطفالهم من علاقة حب إلي علاقة عبودية تحت غطاء كلمة ( بحبك ! ) ، ويحولون علاقاتهم بأطفالهم من علاقة إنسان من جيل قديم بإنسان آخر من جيل جديد إلي علاقة سيد بعبده ! ..
 
وبعد ذلك يتعجبون لماذا لا يعيشون في سعادة حقيقية وحب حقيقي مع أطفالهم .. حب يتفجر ينابيعه من أعماق قلوبهم !؟ .. فحياتهم أغلبها صراعات وكراهية مدفونه في أعماقهم كالبركان. الحقيقة الوحيدة أنهم مصدر ( لا يجف ) من خلق التعاسة والألم لبعضهم الآخر لا مصدر سعادة أو متعة لبعضهم الآخر ! ، وإن وجدت القليل من السعادة بينهم فدائماً تكون مزيفة مجرد مظهر مختلف تماماً عن العمق وعن القلب. لغة الحوار بينهم وما يجمعهم هو المال والأكل والشفقة ، وأحياناً القليل أو الكثير من الحب المزيف الشكلي الذي خلفه إنفصال روحي شبه كامل .
 
ويسيرون بمنطق كل الناس يحبون أطفالهم وكل الناس يحبون والديهم لذلك نحبهم !! ، فهم تم فرضهم علينا وهم من ينفقون علينا أموالهم ونحن نشفق عليهم لأنهم أضاعوا أعمارهم علينا ، بينما الحب الحقيقي لا يجمعهم سوى ربما للحظات قليلة جداً طوال حياتهم. مثلهم مثل أي إثنين ضحكوا عليهم وقاموا بتزويجهم ببعضهم الآخر عن طريق الإتفاقات التجارية الخاصة بين الأهل ، وهم الآن يقولون لأنفسهم أنهم يجب أن يحبوا بعضهم الآخر كذلك يقولون لنا !!! ، وكأن الحب يفرض عليهم هكذا قامت تربيتهم ! ، فيعيشون طوال حياتهم يمثلون دور الأحباب وهم أبعد إثنين عن بعضهم وقد يكونون كارهون لبعضهم. أي يمثلون دور الأحياء والحقيقة أنهم جثث ميتة تنتظر موعد دفنها تحت التراب .
————————————————————
.
* حاولت مع طفلي بكل الطرق وكل ما أقوله وكل ما أفعله لا يعنيه ولا يلقي له أي إهتمام ، وأنا لا أستطيع أن أتحكم فيه بشكل كامل !
 
– رائع ، هذا يدل علي عظمة الخالق أنه لا ينتج نسخ مكررة أو نسخة قديمة !! ، فكل ما في الأمر هو أن طفلك نسخة جديدة وفريدة من نوعها أي هو فقط لا ينتمي إليكِ ..
 
* لالا هو تنتمي لي. أنا من حملته بداخل رحمي 9 أشهر وأتيت به في هذا العالم ..
 
– ذلك صحيح هو جاء عبرك لكن ليس منكِ ، فأنتِ لم تخلقينه !! ، الحياة هي من خلقته بداخلك وأنتِ كنتي السبب أو فقط المعبر الذي عبر من خلاله مثل الصنبور الذي يعبر من خلاله الماء ، هل يصح أن يتجرأ الصنبور ويقول أنه هو من خلق الماء أو أن الماء ينتمي إليه ! ، فالطفل كالبذرة الجديدة التي ستأتي بأوراق جديدة وثمار جديدة. ببساطة إنتِ بالنسبة له بذرة مختلفة وقديمة .
 
أنتِ لن تستطيعي أن تغيري ماهية وحقيقة طفلك أبداً أبداً ، ولو أتبعتي الطرق الإستعبادية التقليدية العربية في تربية طفلك. كل ما ستفعلينه هو أنكِ ستزيدين من نسبة التشوه وعمقه بداخله وتقومين بتدمير طفولته وسعادته بقوة ، ولكن أنتِ ستمرض روحك وتموت قبله بكثير لأن روحه لن تخضع لكِ بسهولة هكذا فطرها الله. ستظلين تحاربينه وهو يحاربك ويدافع عن حريته وكرامته حتي تهلك قواكي وقواه وتصبح العلاقة بينكما شبه ميتة .. علاقة مفعمة بالكثير من الكراهية الدفينة تجاه بعضكما الآخر.
 
فأنتم تعلمون علم اليقين أنكم مصدر تعاسة وألم لبعضكم الآخر ، وأنتم تعلمون أن سبب ضياع سعادتكم وإختناق أرواحكم هو الطرف الآخر ، وبالتالي ستمثلون علي بعضكم الآخر دور الأحباب ، وكل ما سيجمعكم هو الأكل والإحساس بالشفقة المتبادل .
 
عبدالرحمن مجدي
 
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !