من العجب العجاب لو سألت أكتر من 95% من الشعب المصري والعربي عن أكثر صفة بتكرهها بنفسك ؟ ،، سيقول لك بشكل سريع وتلقائي ” طيبتي الزائدة ” ..
ويقول لك ” طيبتي الزائدة ” وبعد ذلك يعقبها مباشرة بمشاكله مع أشخاص ويظهر لك مدي سوء الآخرين ومدي ظلمهم له ويظهر مدي طيبة قلبه التي لا مثيل لها .. ومع أنه يقول لك قلبه طيب إلا أنه لن يسامحهم لن يتعامل معهم بالحسني مره آخري!
طيب يا صديقتي \ يا صديقي أنت مدرك معني كلمة طيب ؟ أنت عارف أن الطيب يسامح بسرعة وبشكل مطلق ؟ أنت عارف أن كلمة طيب أكبر وأعمق من كلمة جميل ..
قد تري فاكهة جميلة في الخارج وجذابة ولكن عندما تأكلها تجدها غير طيبة وطعمها سيء! … تعني كلمة طيب الداخل والعمق ، وأنت تتحدث أن مشاكلك كلها بسبب الداخل الممتليء بعدم القبول والكره تجاه أفكار وأشخاص ، وعدم قدرتك علي التسامح وقبول الآخر كما هو .
أكثر الناس طيبة ، خيرة ، … هم أكثر الناس الذين لا يتحدثون عن طيبتهم ، خيريتهم ، … لأن الإنسان الطيب يعيش الطيبة ، لذلك للأسف أغلب ما يؤمن به المجتمع العربي من قوانين دين ، حياة ، حب ، نجاح ، …
هي قوانين فقط للحديث أو لإظهار أنهم الأفضل والأعلي ، أو لإظهار أنهم والأكرم عند الله أو لإظهار أن من ولد علي غير دين الإسلام أرتكب جريمة شنيعة ،، كيف يترك نفسه يولد علي دين غير ديني! ومذهب غير مذهبي! … وإن كان ولد علي نفس دينه وعلي نفس مذهبه وفي نفس بلدته .. يغضب بشدة ويقول في داخله للآخر كيف تتبني وتعيش بفكر غير فكري!!! ،،، دائرة من التحكم والتسلط و الأحكام عشوائية التي لن تزيدك سوي بمزيد من ضيق الأفق والعذاب المستمر.
من يؤمن بفكرة أو بصفة يعيشها قبل أن يتحدث عنها.. يعيشها ومن حوله ولو القليل من الناس سيطلقون عليه هذه الفكرة أو الصفة بدون أن يطلب هو منهم ذلك .. لأن حياته وقوة إيمان قلبه وأفعاله تتحدث بدلاً منه بلغة يفهمها كل البشر .
مشكلتنا أننا لا نسمح للآخر بالتصرف بحرية وعفوية ولو حتي في تفاصيل حياته الشخصية ، قامت التربية ونشأنا علي أن يتدخل كل فرد في حياة الآخر بصورة كبيرة جداً قد تصل إلي حد الجنون! ، فأصبحت حياتنا فارغة تماماً .
مشكلتنا أننا مجتمع يخاف الأختلاف ، لذلك نقوم بإغتصاب الأرواح.. نغتصب أرواحنا ، وأرواح أحبابنا ، وأرواح كل من يتعامل معنا!
أصبحنا أفضل أناس تحكم علي كل شيء في الحياة ، إلا أنفسنا.
أصبحنا أفضل أناس تظهر عيوب كل شيء في الحياة ، إلا أنفسنا.
أصبحنا أفضل أناس تريد تغيير كل شيء في الحياة ، إلا أنفسنا.
أصبحنا نري أنفسنا أفضل وأكرم وأعلي قيمة من أي أناس آخرون!
وبالتالي أصبحت حياتنا قمة في البؤس والأحزان
وأصحبنا نعاني من مشاكل معقدة جداً
تذكر دائماً ” يوجد كثير من الأشخاص الجيدين والرائعين ، ولكنهم غير مناسبين لنا ، ونحنوا أيضاً غير مناسبين لهم .. ليس معني أنهم لا يسيرون وفق ما نريد فهم سيئون! ، وقد منحهم الله حق الأختيار .. سواء أختاروا نفس طريقنا او طريق مختلف عنا ، سواء اختاروا الطريق الجيد أو السيء من وجهة نظرنا .. فهم أحرار وأنت أيضاً حر .. فقط كل ما تريد هو فك التعلق المرضي بكل شيء من حولك ، وأعدك بأنك سوف تتمتع بعلاقات أقوي ، علاقات صحية تمنحك القوة ، لا علاقات تسلب منك قوتك وتزيدك ضعف! ”
عبدالرحمن مجدي
هل ساعدك هذا المقال ؟