بعد قراءة كتاب ” السر ” ، أستطيع أن ألخصه في هذه الآيات القرآنية الصغيرة فقط ..
– إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
– يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم
– وكان حقاً علينا نصر المؤمنين
– لئن شكرتم لأزيدنكم
* أريد أن أوضح أمرين في غاية الأهمية:
1- هذا يظهر مدي كفر أكثر المسلمين بالقرآن ومدي جهلهم وسطحية معرفتهم به ، وأنهم أبعد ما يمكن عنه ، ويظهر مدي الخواء الروحي للمسلمين العرب ، ويظهر مدى الفشل الذريع الذي يعيشه الخطاب الديني الإسلامي خلال القرون الماضية ، وهذا أيضاً واضح في هذه الحادثة التي حدثت منذ سنوات قريبة فبعد أن أكتشف عالم غربي ما لا يؤمن بالقرآن وربما لم يقرأه ولو لمرة واحدة ( مراحل تكوين الجنين في رحم المرأة ) وحاز علي جائزة نوبل بسبب هذا الإكتشاف ، ثم بعد ذلك إنسان مسلم يعيش في الغرب يتفكر وجد أن هناك آيات في القرآن تشرح مراحل تكوين الجنين ، ولكن للأسف المفسرون الأقدمين لم يفسروه .. أقصد أحد الآلهة والأصنام التي يتبعها المسلمين العرب اليوم بلا عقل لم يفسروه فقد كانت تفسيراتهم خاطئة تماماً .. أي فاسدة تماماً وغير صالحة للحياة اليوم .
وهذا أمر طبيعي لأنهم بشر عقولهم محدودة ومعلوماتهم محدودة وحياتهم محدوة ، بينما الحياة فهي الأكبر منهم وكذلك القرآن أكبر منهم وأكبر من كل تفسيراتهم ومجلداتهم ، والعجيب أن أكثر المسلمين العرب اليوم يعيشون كذلك: كل مجتمع يتبع مذهب ما إختاره أسياد المجتمع ، والمذهب يأمرهم بأن يتبعوا بضع من المفسرين وأن يقدسوا كلامهم أكثر من القرآن نفسه وأكثر من قدسية الله نفسه أيضاً !! ، فخواطر هؤلاء المفسرين لا تفكير فيها ولا جدال فيها ولا مناقشة فيها. فقط تسمع وتطيع ، وإن عارضتهم كأنك في عصر الجاهلية وتعارض أصنام أجدادهم الحجرية فحياتك ودمك سيكون أرخص شيء يمكن أن يقدموه فداءاً لقدسية أصنامهم الفكرية الميتة .
لذلك لا عجب أن تجدهم أجهل الناس بالقرآن ، وأبعد الناس عن القرآن ، وأنهم يعيشون في ظلام الجهل والتعاسة والفشل والتخلف الإنساني والإجتماعي بسبب تفسيراتهم المقدسة الميتة عن القرآن ، وعندما تسألهم: لماذا تعيشون في هذا الظلام وفي هذه المعاناة !؟ لماذا لا تخرجون من هذه المعاناة وتذهبون لعيش حياة كريمة كما ترغبون !؟ ، سيقول لك السبب هو القرآن .. السبب هو الله .. أتريدنا أن نكفر بالله !!
أنا لا أريدك أن تكفر بالله ، أنا أريدك أن تتأمل وتتفكر ولو قليلاً في الأصنام الفكرية التي تدعي أنها الله! ؛ لأنها هي التي تعذبك لا الله ، فالله لا يريدك معذب في الدنيا ولا يريدك أن تعيش في جحيم ومعاناة مستمرة في الدنيا. هو يريد لك الخير وأنت كاذب جاهل أحمق تدمر نفسك بنفسك ، وفي نفس الوقت هناك شخص آخر غيرك سعيد ويعيش في خير ورخاء الدنيا ويساعد نفسه وينبي نفسه بنفسه .. تفكر !
– هذا الأمر يظهر ببساطة أن أكثر المسلمين العرب هم أكثر الناس كفراً بالقرآن ، بجوار كفرهم بالسعادة والحب والحرية والحياة وتعلقهم بالتعاسة والكره والقبور .
2- أنا لا أكتب هذا لكي أتفاخر بالقرآن علي صانعي كتاب ” السر ” ، ولا لكي أقلل من قيمة هذا الكتاب العظيم الرائع ، ولا لكي أقلل من المجهود الرائع للمؤلفة المبدعة الحية ” روندا بايرن ” وفريق العمل الجميل والعلماء الحقيقيون المشاركون في الكتاب ، أنا أكتب ذلك لأظهر الفرق الشاسع بين العلماء الذين ينتجون فكر حقيقي مبدع يمنح السعادة والحب والحياة للشعوب وللمجتمعات ، وبين العلماء الذين ينتجون فكر فاسد مسمم مميت يتسبب في تدمير حياة الشعوب والمجتمعات .
علماء .. أقصد ” حفظة ” حافظون لبعض الكتب التراثية وكل ما يفعلوه هو ترديد ما هو موجود في تلك الكتب التراثية بشكل آلى ومكرر قبيح لا حياة فيه ! ، وكل فكرهم يتلخص أكثر من 70% منه حول جسد المرأة بالتفصيل ( شعرها ، يديها ، عينيها ، ساقيها ، … ) والـ 30% الباقية من فكره يتخلص في كيف يجعل من الإنسان عبد ذليل خاضع لا يعقل ولا يفكر مجرد أثاث يحركه سيده كما يريد .. مجرد إنسان آلي سيده يبرمجه علي شيء وهو يظل يكرره ويردده طوال حياته .
أنا لا أقلل من قيمة أي فكر مهما كان حتي ولو كان فكر مختلف معه ؛ أنا فقط أنشر فكري في هدوء وأحلل الفكرة المخالفة من وجهت نظري بزوايا مختلفة. بالطبع لا أؤمن بالنقد لأن من ينتقد فكر أو يحارب فكر هو في الحقيقة مجرد جاهل لأنه لا يستطيع أن ينتج فكر جديد أو يبدع فكر جديد ؛ لذلك قرر أن يعيش دور الناقد الكاره .. ينظر يقول هذا صح وهذا خطأ .. ينظر ويكره هذا ويلعن هذا ويسب هذا ، ولكنه لا يستطيع أن ينتج أي فكر حقيقي علي الأٌقل حتي يفيد نفسه به ويعيش حياته في سعادة .
– الكتاب تم نشره في نوفمبر ٢٠٠٦ .. أي من حوالي 10 سنوات ..
وهذا الكتاب أفاد ملايين البشر حول العالم .. أتعلمون إلي اليوم أكثر رجال الدين الإسلامي العربي لا يفقهون منه شيء ! ، مع أنه يفسر لهم عمق آيات كانوا يرددونها علي أنفسهم وعلي الناس بدون أدني معرفة أو وعي بما تحمله هذه الآيات من فائدة أو عمق. كل ما يعرفونه هو تعليم الإنسان الترديد والتكرار كالآلات لجلب الحسنات !!! ، آيات لو فقهوها بحق يستطيعون تغيير أحوالهم إلي أحسن حال في وقت قياسي .
أدعوك لشراء وقراءة كتاب ” السر “. قراءة تأمل وتفكر ..
وضع الأربع آيات السابقة في رأسك قبل القراءة أو بعد نهاية القراءة تفكر فيها ، حتي تربط هذا الكتاب الكبير المليء بالمعلومات الدسمة والغنية بأربع آيات صغيرة .
أتمني لك كل الحب والسعادة والخير في حياتك ♥
ربنا ينور بصيرتك ويسعد قلبك ♥
عبدالرحمن مجدي
هل ساعدك هذا المقال ؟